12-04-2021
لكل مقام مقال
جورج حايك
<p>كاتب وصحافي لبناني</p>
كتب الصحفي داني حداد مقالاً تحت عنوان "دولار "التيّار" و"القوات" بـ ١٢ ألف... بيان!"....
يبدو ان حداد كان نائماً في الويك أند أو يتوسّل أي فكرة ليكتب عنها، فوجد أن الاستثمار الشعبوي الذي يجد آذاناً صاغياً هو عدم الاستقصاء عن حقيقة ما حصل بين التيار والقوات في أواخر الأسبوع، وحمل آلة النق وتصوير المشكلة بخفة وعدم مسؤولية أنها بين حزبين غير مباليين بما يحصل في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية...
جزء كبير من مشكلة لبنان في هذه المرحلة هي التعميم وتضليل الناس بأن كل الأحزاب فاسدة وغير مبالية بشؤون الناس بدون توخي الدقة بتحديد المسؤوليات بين حزب في السلطة(التيار) وحزب آخر معارض(القوات)، وهذا أسهل ما يمكن أن يحصل لكتابة مقالات تافهة تنم اما عن جهل لدى صاحبها أو عن حقد دفين، وبالتالي لو كلّف نفسه حداد قراءة البيانات لأدرك أن القوات اللبنانية حزب معارض ومن واجبه تسليط الضوء على الخلل، وبداية المسألة كانت بكلام للدكتور سمير جعجع وضع فيه الأصبع على جرح المشكلة مخاطباً وجدان الناس التي تلتقي معه وتعتبر أن رئيس الجمهورية الذي طالب بمساعدة الناس في حمله للتدقيق الجنائي فهل يعقل أن يقتصر دور رئيس الجمهورية على توجيه الأسئلة؟ ولماذا أحجم أساسًا عن تأييد مطلب القوات للتدقيق الجنائي منذ عام 2017؟ ولماذا سمح أو غطى تهجم أقرب المقربين إليه على «القوات اللبنانية» بسبب مطالبتها بالتدقيق الجنائي؟! ردّ التيار كالعادة بنبش القبور فيما عرضت القوات ببيان مساوئ هذا العهد والحزب الداعم له محددة اخطائه التي اوصلت الدولار الى هذا المستوى وذلت الناس في المصارف وجعلتها تقف طوابير امام الأفران ومحطات الوقود، وهنا لب المشكلة!
ما تكلم به جعجع كانت وقائع وحقائق يبدو أنها أزعجت الصحفي حداد الذي يريد من القوات البقاء صامتة وأن لا تقوم بدورها المعارض وتشخيص المشكلة بشكل دقيق او حتى حرية ابداء الرأي لأن الناس جائعة وتنتظر طوابيرها على الأفران ومحطات الوقود!
غريب هذا المنطق الأعوج، يحمّل حداد المسؤوليات بأسلوب مضلل ، لاعباً دور الحريص على الناس، معتبراً أن حزب كالتيار يمثل الجزء الأكبر من السلطة والمسؤولية بنفس المرتبة مع القوات اللبنانية التي تتكلم بإسم الناس وووجع الناس، وتضع كل امكاناتها وجهودها لمواكبة الناس والتخفيف من البؤس الذي تعيشه!
لم يكلف نفسه حداد قراءة ردّ القوات او قرأه وتناسى مضمونه رغم أن الموقع الذي يعمل فيه غالباً ما انتقد رئيس الجمهورية وحزبه الحاكم، لكن أن يصدر الانتقاد من القوات يكون بنظره خطيئة وهبل وتسجيل نقاط!!!
الصحفي الناضج والمسؤول هو من يعرف المحاسبة ويميّز بين الصالح والطالح وخصوصاً أنه يؤثّر على الرأي العام، والمؤسف أن تعاطي حداد لا ينمّ عن حسّ بالمسؤولية بل تضليل لا يختلف عن تضليل بيانات التيار الوطني الحر المارقة والكاذبة!
والاسوأ من ذلك انزعاج حداد من الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي أي أن حداد يطمح إلى اسكات الناس، وكأن المنتمي الى حزب ولديه رأي هو دائماً على خطأ ولا يجوز أن يعبّر عن رأيه!
بئس هذه الصحافة التي غرقت في الغوغائية والاستخفاف بعقول الناس والمساهمة في التضليل، وبالتالي لا تفعل سوى الخداع!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار