11-04-2021
تقارير
في قراره الاخير أعلن وزير التربية توجهه لتنظيم امتحانات الشهادات الرسمية لصفوف الثانوي في أوائل شهر آب المقبل، وقد أعلن ذلك خلال مداخلة له عبر قناة الجديد.
هنا نتوقف لنطلع الوزير - علّه يطّلع - على بعض ما يحصل على كوكبنا في حال لم يطلعه عليها مستشاروه اللذين لا يعرفون كيف يقاربون الأمور .
•التعليم عن بعد عندنا مهزلة - هل يعلم "معاليه" أن التلاميذ لم يعودوا للتعليم الحضوري بعد؟ و التعليم عن بعد مستمر بفشله منذ مطلع العام الدراسي. أين أصبحت اللابتوبات التي وعد بها معاليه منذ العام الماضي؟
أين أصبحت خدمات الإنترنت "الرهيب" الخاصة بالطلاب؟
أين أصبحت قرارات ملاحقة المدارس الخاصة و الرسمية للعمل باتجاه واحد؟
•يرفض معظم الأساتذة لقاح استرازينيكا - هل لدى "المجذوب" معلومات أن نسبة الأساتذة اللذين تلقوا اللقاح أقل من ٥٪؟
هل يعلم معاليه أنه حتى لو أمنت الوزارة لقاحات أخرى بديلة، فقد بات من المستحيل تنظيم امتحانات الشهادة الرسمية؟ وإذا تلقى المعلمون اللقاح اليوم، لن تكون العودة إلى الصفوف قبل شهر، أي بعد اكتساب المناعة.
•فقدت رواتب الأساتذة تسعين بالمئة من قيمتها وقدرتها الشرائية - هنا نسأل الوزير: أي أساتذة سيكونون على إستعداد لتحضير المسابقات، مراقبة و تنظيم الإمتحانات؟ هل يُقبِل الأساتذة على أعمال المراقبة والتصحيح ويتكبّدون مشقة الانتقال من محافظة إلى أخرى وتحمل خطر الإصابة بكورونا من أجل 50 ألف ليرة في اليوم و5 آلاف ليرة مقابل تصحيح المسابقة؟
ثمة حال من الغليان يعيشها الأساتذة بشكل عام. كثر منهم ما زالوا مستمرين بالإضراب ولم يعودوا حتى إلى التعليم عن بعد.
•لا مناهج رسمية حتى الآن - هل يعلم الوزير أنه وحتى الآن الطلاب "ضائعون" و لا يعلمون ما هي الدروس المسؤولون عنها؟
هل يعلم أن الأساتذة يعطون دروس و هم ليسوا على يقين ان كانت مدرجة او غير مدرجة في المنهج؟
•نقص حاد في التجهيزات والقرطاسية وأوراق الامتحانات ولا قدرة على تأمينها في ظل ارتفاع الأسعار - التحصيل الأكاديمي ليس عائقاً وحيداً أمام إجراء الامتحانات؛ إذ ثمة عوائق لوجستية تعترض الاستحقاق أيضاً، بحسب مصادر مطلعة، منها النقص الحاد في التجهيزات والقرطاسية، ولا سيما أوراق الامتحانات، وعدم القدرة على تأمينها في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار. فهل ستؤمن القرطاسية للامتحانات؟
•الدراسة في الخارج أصبحت غير واردة - تبين في تصريحات الوزير الاخيرة أن السبب الرئيس الاساسي لإجراء الإمتحانات هو أن بلدان عديدة لا تعترف بالإفادة. وهنا يناقد الوزير نفسه من جديد.
إذا الطلاب سيخوضون الإمتحانات في أوائل شهر آب وفي هذه الحال متى سيتمكن الطلاب المسجلين في جامعات خارج لبنان من السفر؟
•"في آب فوت عا مكرمك و لا تهاب" - شهر آب ولهيبه، حكاية يتداولها الناس، منذ زمن بعيد، في كل مكان من أرض لبنان. فكيف إذا جرت فيه إمتحانات رسمية؟
التيار الكهربائي يواصل مسلسل انقطاعاته بمنهجية ثابتة تختص ربما ببيوت الفقراء وليس في أجندتها قصور الوجهاء والزعماء والرؤساء وحتى الوزراء.
.•أخيرا و ليس آخرا، الوضع منهار - الوضع الاقتصادي الإجتماعي و السياسي مذري و كارثي. الطلاب و خاصة طلاب الشهادات الثانوية يعيشون هذه الأوضاع مع أهلهم فلا ينقصهم ضغط نفسي اضافي، من غير المنطقي أن نعيدهم إلى الصفوف قبل شهرين من الامتحانات وأن نلعب على تعبهم النفسي ومستقبلهم وأخذهم رهينة حتى الصيف، لأن الجامعات لن تنتظرهم.
يبدو معالي الوزير منفصلا عن الواقع وكأنه يعيش على كوكبه الخاص معزولا عن الظروف الراهنة. كل قراراته خنفشارية ويكاد لا يعرف ماذا يحصل في مدارس وثانويات وزارته.
فإذا كان الأستاذ صاحب رسالة. وهذا صحيح. فلماذا تتعامل معه هذه الدولة بهذا الشكل؟!
يأتي المجذوب ليأكد أننا لم نكن على خطأ عندما قلنا ان حكومة المستقلين هي في الحقيقة حكومة استعراضيين.
ختاما لا بد من الاشارة أن الهدف من هذا المقال ليس المطالبة بإلغاء الامتحانات الرسمية أبدا و لكن التأكيد على تحميل معاليه كل المسؤولية بعد أن فشل بوضع خطة منذ بداية العام الداسي لإنجاحه.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار