30-03-2021
محليات
أن يموت بعض الناس من الجوع، أو أن تنقذهم من هذا الموت كرتونة مساعدات من محسِن، أو أن يعجز أهلٌ عن دفع قسط مدرسة أو أن تقفل المؤسسات تباعاً... هذا كلّه تفصيل. الدولة وأجهزتها منشغلة بأمرٍ آخر. منشغلة بأمرٍ معيب.
فالحدث اليوم كان زيارة قام بها الى مقهى Lina’s في جل الديب نائب رئيس التيّار الوطني الحر منصور فاضل. جلس فاضل في المقهى، فنُشر الخبر في "الستوري" على صفحة ثورة Map على تطبيق "انستغرام"، من دون صورة.
ولم يمرّ وقتٍ قصير حتى تحرّكت قوّة من مخابرات الجيش، ووصلت الى المكان، وباشرت التحقيقات مع زبائن المقهى لمعرفة من كشف "السرّ العظيم"، وسأل العناصر عن الزبائن الذين كانوا في المكان وغادروه...
عشرون عنصراً من مخابرات الجيش حرّكهم ضابطٌ بات راتبه حوالى 300 دولار أميركي في الشهر بسبب هذه المنظومة السياسيّة الفاسدة، من أجل معرفة من بلّغ عن وجود فاضل في المقهى. مهزلة ما بعدها مهزلة.
وتجدر الإشارة الى أنّ فاضل سبق أن اعتدى، مع مرافقين له، في المقهى نفسه على ناشطين، إلا أنّه اختار الاستعانة هذه المرّة بجهازٍ رسمي "فلت" عناصره لقمع الناس والتحقيق معهم في مشهدٍ بوليسيّ ينذر بأنّنا وصلنا الى القعر فعلاً في سلوك هذه الدولة.
تشكيل الحكومة وموت الناس من الجوع وحجز الأموال في المصارف وارتفاع نسبة البطالة تفاصيل صغيرة. أخبرونا من بلّغ ثورة Map عن منصور فاضل كي ننام اليوم بسلام...
(الصورة من الأرشيف، وتحديداً من الإشكال السابق لمنصور فاضل في المقهى نفسه)
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار