21-03-2021
من دون تعليق
مصادر متابعة لحركة الاتصالات الأخيرة كشفت لـ القبس أن كلا الطرفين لم يعد بإمكانهما الدوران في الحلقة نفسها، وعليه فإن اللقاء الـ18 بين عون والحريري سيفضي إلى أحد احتمالين: إما الإفراج عن التشكيلة الحكومية بتنازلات مكلفة للحريري، أو بتطيير عملية التأليف وربما اعتذار الحريري. وتلفت المصادر إلى دور يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للوصول إلى تسوية تجنب لبنان وقوعه في المحظور. وكان جنبلاط التقى الرئيس عون وشدد إثر اللقاء على تسوية من 18 وزيراً أو أي خيار آخر قائلاً «الأرقام لم تعد مُهمّة، ونعوّل فقط على ما تبقّى من المبادرة الفرنسيّة، لأن مشاكل البلاد فوق بعض الأرقام التي يتمسك البعض بها».
ودعا جنبلاط إلى وضع آليّة للخروج من التشنّج؛ لأنه ما من أحد ليلغي الآخر أياً كانت الظروف، أما وقد وصلنا إلى هذه الحالة من الجمود المطلق، فالجوع والمرض يستفحل، وأعتقد أن التسوية ضرورية، مضيفاً «هذا رأيي ولست مكلفاً من أحد، ودعوة الرئيس عون كانت فرصة لي لأوجه النداء».
وأضاف: «التقيت السفراء وما من أحد مهتم جداً بلبنان، فقط نعلق على ما تبقى من مبادرة فرنسية، ولا يمكننا أن نطلب المزيد من الاهتمام، ونرى التوترات العربية والدولية على أوجها، لذلك مبدئي التسوية».
مصادر مقربة من تيار المستقبل اعتبرت في تصريح لـ القبس أن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله «أجهض كل المبادرات، المحلية والفرنسية، وأتى رداً على المطلب الروسي بالضغط على حليفه المسيحي تسهيلاً للتشكيل». وسألت المصادر كيف سيشكل الحريري حكومة يهدد التيار الوطني بعدم إعطائها الثقة، ويهدد نصرالله بإسقاطها في الشارع في حال تنازلت لشروط صندوق النقد.
تضيف المصادر: نصر الله وضع عناوين المرحلة المقبلة مطلقا توجيهاته للجميع، للحريري وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ولم يوفر المحتجين باعتبارهم «قطاع طرق» وكأنه يجدد القول «الامر لي». وهذا ما يعقد مهمة الحريري الذي كان يعول على «وسطية» حزب الله في الخلاف المستحكم بينه وبين الرئيس عون وصهره باسيل.
تشدد في السياق الإقليمي
انحياز نصر الله الى حليفه الرئاسي أربك الحريري بقدر ما اراح باسيل الذي سارع الى الترحيب بمضمون الخطاب الذي «يجدد وثيقة التفاهم بين الحليفين». لكن اسباب تشدد حزب الله في الملف الحكومي تتجاوز الازمة اللبنانية، بما يحول هذه الازمة أكثر من اي وقت ورقة تفاوض للحزب وايران، وفق الكاتب السياسي ايلي قصيفي.
يقرأ قصيفي تصعيد حزب الله في السياق الاقليمي ويربطه اولاً بتعثر المسار الدبلوماسي لاحياء الاتفاق النووي، وثانيا بالحراك الروسي الجديد في المنطقة بما يخص الملف السوري، وهنا يُفهم تشدد الحزب كرد على الضغط عليه لـ«التساهل» في سوريا خصوصا ان الحزب لم «يستسغ» الاجواء التي رافقت زيارة وفده الى روسيا لجهة تعمد الروس تزامن الزيارة مع استقبال وزير الخارجية الاسرائيلي وبحث التموضع الايراني في سوريا. فروسيا تريد عودة حزب الله إلى لبنان.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه