21-01-2021
مقالات مختارة
مبكر جدا الحديث عن السياسة التي ستنتهجها الادارة الاميركية الجديدة تجاه منطقة الشرق الاوسط عموما ولبنان في شكل خاص. فالرئيس السادس والاربعون للولايات المتحدة لم يمضِ اكثر من ساعات على تسلمه مهامه الجديدة المتشعبة الاتجاهات والدسمة الملفات داخليا واقليميا ودولياً. الثابتة الوحيدة في المعادلة الجديدة هي ان سياسة واشنطن الخارجية لا تتغير مع الاشخاص انما طريقة مقاربة الازمات وسبل معالجتها التي يبدو واضحا انها ستشق مع جو بايدن درب التفاوض والحوار خلافا لمسار المواجهة الذي اعتمده سلفه دونالد ترامب، وما رشح من شحّ مواقف من مقربين من الرئيس الجديد يصب في هذا الاتجاه.
ليس لبنان حكما ولن يكون في رأس اولويات الادارة الاميركية الجديدة، بيد انه مدرج على قائمة اهتماماتها ولو بعد حين. ذلك ان ما يتسرب من معلومات عن فريق عمل بايدن وعلاقاته مع شخصيات لبنانية من الرئيس ميشال سليمان الذي استقبله حينما زار لبنان في العام 2009 الى الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط وصديقه المحامي اللبناني - الأميركي بيل شاهين وغيرهما كثر، يؤشر الى نسبة لا بأس بها من المتابعة للبنان وقضاياه، بحسب ما تشير اوساط دبلوماسية عربية في واشنطن لـ"المركزية"، كاشفة عن تنسيق جرى ويجري في الملف اللبناني بين فريق الرئيس الاميركي الجديد وبين مجموعة اميركيين من اصل لبناني ينضوي بعضهم في الحزب الديموقراطي ولهم مواقعهم، حتى انه يتردد ان احدهم وهو طبيب لبناني يدعى بشاره شقير قد يكون من ضمن فريق عمل بايدن ويرجح تعيينه وزيرا للصحة.
وتوضح الاوساط ان التنسيق المشار اليه يتناول ملفات عدة تبدأ من ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وبرنامج المساعدات العسكرية للجيش والاجهزة الامنية والعقوبات على حزب الله ومرتكبي الفساد وعقوبات ماغينسكي، ولا تنتهي بتبادل المعلومات حول التسلح والتطورات في المنطقة. وتلفت الى ان الادارة الجديدة ستستكمل ملفات لبنان من حيث توقفت سلفها من دون تغيير استنادا الى التقارير التي ترفعها السفيرة دوروثي شيا التي عادت من اجازة الى بيروت لاستكمال مهامها الدبلوماسية.
وتكشف ان موفدا للرئيس الاميركي قد يزور لبنان في الربيع المقبل اذا سمحت الظروف السياسية والصحية، علما ان قاطن البيت الابيض الجديد يؤيد ويدعم مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لحل الازمة اللبنانية، وسيتسلم قريبا ملفا متكاملا حول ازمة لبنان وابعادها المحلية والاقليمية، على رغم اضطلاعه بالوضع ، وهو كما ينقل مقربون منه غير مرتاح لاداء السلطة في لبنان لانها تتماهى مع سياسة حزب الله ومشروعه من ضمن الاجندة الايرانية ومحور الممانعة الاقليمي لمد نفوذ طهران الى المتوسط.
أخبار ذات صلة