مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

بين الامارات العربية المتحدة واسرائيل تطبيع وسلام موهوم

20-12-2020

تقارير

ريمون زيتوني

<p>صحافي لبناني</p>

قد لا يكون الاتفاق الذي تم الاعلان عنه بين اسرائيل والامارات العربية المتحدة انجازا على مستوى القضية العربية.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان اسرائيل والامارات العربية المتحدة دخلتا في حالة "تطبيع علاقات كامل". وفي الاعلان المفاجئ أشار ترامب الى أن الاتفاق سيؤدي حتما الى تعاون أوسع في مجال الاستثمار (سياحة، أمن، تكنولوجيا، طاقة وعلاقات دبلوماسية من خلال تبادل السفارات..).
اتفاق تطبيع العلاقات هذا يجعل من الامارات العربية المتحدة ثالث دولة عربية في اقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع اسرائيل بعد مصر التي وقعت اتفاقية السلام مع الدولة العبرية سنة 1979 في أعقاب اتفاقية كامب دايفد لعام 1978، ثم الأردن التي وقعت اتفاقيتها للسلام مع اسرائيل عام 1994.
ان الاتفاقية التي تمت برعاية الرئيس ترامب أعطت هذا الأخير الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا دبلوماسيا ملحوظا. وبما أن الدولتين المطبّعتين لم تدخلا يوما في حالة حرب ثنائية، فان الاتفاقية الحديثة بينهما ليست في الحقيقة اتفاقية سلام انما مدخل رسمي لعلاقات دبلوماسية كانت تتحسن شيئا فشيئا ومن المحتمل أن تتكشف ببطء وبشكل مبدئي. كما أنها ليست صفقة قد تساعد في حل النزاع بين اسرائيل والفلسطنيين الذين ينظرون الى الاتفاقية على أنها نكسة كبيرة تضعف موقفهم التفاوضي مع الدولة العبرية.
حتى الآن لا تزال السرية تخيم على العلاقات الاماراتية الاسرائيلية وكانت العلاقة ترتكز بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية لمواجهة ايران، عدوهم المشترك، فأتت الاتفاقية "لتعزز هذا التعاون الاستخباراتي الفعلي ضد ايران" كما جاء على لسان دوف واكسمن مدير مركز الدراسات الاسرائيلية في جامعة فرجينيا.
كما ستعمل الاتفاقية على تسريع العلاقات التجارية بين البلدين والتي بدأت بالفعل في التطور خلال السنوات الأخيرة الماضية. وستشمل الاتفاقية أيضا التعاون الاقتصادي، التكنولوجي (انشاء مركز اقتصادي مهم في منطقة الخليج)، السياحي والعلمي خاصة حول جائحة Covid-19.  ويأمل ترامب والمسؤولون الاسرائيليون أن يشجع هذا الاتفاق دولا عربية أخرى على تطوير علاقاتها مع اسرائيل حيث من المرجح أن تحذو البحرين وسلطنة عمان حذو الامارات العربية المتحدة بعد أن أعرب كل من البلدين عن دعمهما للاتفاقية. ففي اتصال هاتفي أعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أن اتفاق التطبيع بين الامارات واسرائيل "سيساهم في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بحيث أنه يحقق طموحات شعوبه الى الأمن والتطور والازدهار وفقا لوكالة الأنباء البحرينية BNA في 15 آب 2020.
أما بالنسبة الى المملكة العربية السعودية فلم يأت السعوديون على ذكر الصفقة ومن غير المرجح أن يقوم السعوديون بتطبيع علاقاتهم مع اسرائيل نظرا لكون المملكة قائدة العالم الاسلامي السنّي، ولن يتغيّر موقفها هذا " حتى يتم احراز تقدم ملحوظ في مسألة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني" كما جاء على لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في 17 شباط 2020.
أتى اتفاق التطبيع في وقت تسعى فيه اسرائيل الى ضم أجزاء من الضفة الغربية، وقد طالب الاماراتيون بتنازل اسرائيل عن عملية الضم مقابل تطبيع العلاقات (وهي عملية غير قانونية لاقت معارضة محلية، أميركية ودولية)، فسارع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى القول بأن " الضم غير مطروح الآن على الطاولة" كنتيجة لاتفاق التطبيع. ولكن تصريحات نتنياهو أتت متناقضة مع اعلان ترامب بحيث صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن "الضم لا يزال مطروحا" وأنه "تعهد أمام شعب اسرائيل بالالتزام به وتنفيذه ". أضف الى ذلك تصريح السفير الاميركي لدى اسرائيل دايفد فريدمن بأن " عملية الضم لم تطرح على الطاولة الآن ولكنها لم تزل قائمة".
في هذا السياق يعتبر الفلسطينيون بأنه لا فرق ان ألغت اسرائيل أو أوقفت ضمها الرسمي لأراضي الضفة الغربية، لأنه في كلتا الحالتين سيستمر حوالي 2.8 مليون فلسطيني في العيش تحت سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي الى جانب عدد متزايد من المستوطنين اليهود والذي يبلغ عددهم حوالي 440.000 مستوطن. ويرى المراقبون أن عملية الضم ستستمر لا بل ستتسارع في حال حاول نتنياهو استرضاء المستوطنين اليهود الذين يشعرون بالخيانة من جراء تعليقه لعملية الضم.
شجب الفلسطينيون الاتفاق باجماع فصائلهم واعتبروه " طعنة في الظهر " من قبل دولة الامارات لكسر الاجماع العربي على عدم تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية حتى انجاز السلام العادل والشامل مع الفلسطينيين. عمليا، قد يعني ذلك الانسحاب من الضفة الغربية والسماح باقامة دولة فلسطينية.
ويرى المحللون أن اسرائيل حققت تطبيعا مع دولة عربية أخرى مهمة من دون تقديم أي تنازلات اقليمية للفلسطينيين الذين يخشون أن يؤدي ذلك الى تقلص حافز اسرائيل للانسحاب من الضفة الغربية. وهذا التخوف عبّرت عنه حنان عشراوي بتغريدة على موقع تويتر بالقول :" أتمنى ألا يبيعك أصدقاؤك أبدا ".
ويبقى السؤال: ماذا لو سئم العرب من دعم القضية الفلسطينية واختاروا التطبيع مع اسرائيل سعيا وراء مصالحهم الخاصة كما فعل الاماراتيون".



ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما