جنبلاط يُقدّم «براءة ذمة» للاميركيين... ودوريل يلتقي ايضاً باسيل وحزب الله

مصادر الحريــري : فلنـــنتظر ما بـــــعد الـــزيــــارة !

جويل بويونس

على رأي واحد يجمع اكثر من مصدر متابع لعملية التاليف الحكومي: «الامور عادت لنقطة الصفر ولاسيما بعد العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتهديد بان «حبل العقوبات على الجرار» ولكن...»

انها العبارة التي تكررت على لسان اكثر من مسؤول مطلع على كواليس المفاوضات الحكومية التي تشهد يوما بعد يوم تراجعا تلو الاخر.

فاحدث المعطيات تفيد بانه حتى مساء الاثنين موعد اللقاء السابع الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف سعد الحريري كانت الامور الحكومية لا تزال تدور في حلقة مفرغة بعدما نقلته اوساط متابعة عن تراجع الرئيس المكلف عن المداورة بالحقائب السيادية وطرح مبدأ المداورة على الحقائب الخدماتية الاساسية، ما رفضه رئيس الجمهورية قائلا: «هيك بنكون رجعنا من الاول»، ما فسرته مصادر مطلعة بانه عودة عن المداورة وعودة للبحث حتى بحجم الحكومة وتسمية الوزراء ومن ضمن هذا كله عقدة «الطاقة».

بعد لقاء الاثنين الذي لم يتسم «بالايجابية» التي غابت هذه المرة عن سطور البيان الرسمي الذي خرج عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، غادر الحريري «فارغ اليدين» على امل اللقاء التالي...

بعد مغادرة الحريري، كان لافتا تصعيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قال في حديث لروسيا اليوم مساء الاثنين: «كما جميعهم يدّعون العفة ويقولون سنشارك في الحكومة، يحق لي كممثل للحزب التقدمي الإشتراكي والطائفة الدرزية العربية، أن أقول أين الدروز من كل هذا الأمر؟ لماذا نعتبر نكرة ويجب إستبعادنا أو تخصيصنا بمناصب وزارية ثانوية»..

هذا التصعيد فسرته مصادر مواكبة بكلمتين: «الامور مش ماشية» لتكمل :كل ما يحصل منذ تكليف الحريري هو عمليا نسف للمبادرة الفرنسية».

التصعيد الجنبلاطي ردته مصادر مطلعة الى العقوبات الاميركية التي يبدو انها ستنهال على بعض المسؤولين اللبنانيين اذ تقول المصادر: «يبدو ان جنبلاط يقدم براءة ذمة للاميركيين وهو يحاول ابعاد نفسه عن اية عقوبات محتملة.

على خط المستقبل، توجه اوساطه اصابع الاتهام بالعرقلة لباسيل وتقول: «راجعوا كلمة رئيس التيار الاحد عندها تدركون من المعرقل « لتضيف: «فهو (اي باسيل) كان واضحا: اما مداورة تشمل كل الحقائب بما فيها المالية او لا مداورة وكذلك بالنسبة لتسمية الوزراء اذ يريد باسيل ان يسمي هو كل الوزراء الذين هم من حصته او من حصة التكتل ما يتناقض مع مبدأ المبادرة الفرنسية»...

ولكن اليس الحريري هو من يعرقل بعد تخليه عن مبدأ المداورة بالحقائب السيادية بظل الضغوط السنية عليه بالتمسك بالداخلية؟ نسال مصادر المستقبل فترد: «هذا الكلام غير صحيح فالرئيس الحريري يتمسك بحكومة اختصاصيين بحكومة من 18 وزيرا تشمل المداورة»... لتختم مصادر التيار الازرق بالقول :» منا محلحلة القصة»...

امام ما تقدم تؤكد اوساط بارزة ان الجمود القاتل هو الذي يخيم على المشهد الحكومي لتشير الى ان باسيل بات بعد العقوبات الاميركية شريكا اساسيا في عملية التأليف وبالتالي فالامور معقدة جدا بانتظار «فرج ما».

كل هذه المعطيات «الجامدة حكوميا» دفعت بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تلقى الجمعة اتصالا من رئيس الجمهورية ميشال عون بعيد صدور اعلان العقوبات الاميركية على باسيل، الى التحرك سريعا لاعادة تحريك مبادرته على الاراضي الفرنسية عبر ايفاد مستشاره الديبلوماسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل المتابع لتفاصيل الملف اللبناني في قصر الاليزيه الذي يصل مساء اليوم الى لبنان على ان يلتقي الخميس عددا من المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف، هذا في العلن.

اما في «السر»، فعلمت «الديار» ان السفارة الفرنسية حددت مواعيد بعيدة عن الاعلام لباتريك دوريل مع بعض المعنيين بالملف الحكومي ومن بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كما تكشف المعلومات ان دوريل سيلتقي ايضا ممثلاً عن حزب الله.

مصادر باريسية مطلعة على جو قصر الاليزيه تكشف لـ«الديار» بان دوريل لا يحمل اية مبادرة فرنسية جديدة انما مهمته هي استكمال للمبادرة الفرنسية الاساسية وهو سيسعى ليستمع من المعنيين اين عالقة الامور حكوميا وما الاسباب التي دفعت للوصول الى نقطة التراجع هذه التي بغلتها الامور حكوميا لينقل بعدها ما يتكوّن لديه من معطيات للرئيس الفرنسي.

وعليه، تؤكد المصادر ان الرسالة الفرنسية عبر ايفاد باتريك دوريل واضحة مفادها التالي: «نحن هنا، لم ولن نتراجع في لبنان ومبادرتنا لم تمت»...

امام ما تقدم يتوقف مراقبون امام ما يحصل على ارض لبنان بالقول: يبدو ان هناك تكاملا اميركيا فرنسيا على الاراضي اللبنانية: فحين تهدد اميركا بالعقوبات وتنفذ تهديداتها تأتي فرنسا لتقول: «تعوا نحكي»، وبالتالي تشير المصادر الى ان الرسالة واضحة مفادها: «اذا ما في حكومة في عقوبات عالطريق...»

على اي حال وبانتظار مع قد يحمله دوريل الى بيروت في زيارته التي تستمر على مدى يومين فالاكيد ان فرنسا لم ولن تتراجع في لبنان وهي تعمل على تحضير مؤتمر دولي لدعم لبنان مطلع كانون الاول الا ان تساؤلات كثيرة تحوم حول امكان تأجيل هذا المؤتمر فيما لو تعثر التأليف الحكومي ولا سيما ان ماكرون عليه ان يؤكد مصداقيته امام المجتمع الدولي تختم اوساط مواكبة.

امام ما تقدم سؤال واحد يدور في ذهن اللبنانيين: في حكومة قريبا؟ الاجابة على هذا السؤال تلخصها مصادر مواكبة بالقول: «الوضع لا يبشر بحكومة قريبا لكنها تستطرد لتقول: «هناك عقوبات اتية على الطريق ما قد يشكل دافعا للاسراع بالتأليف»...

وعليه، ماذا سيفعل الحريري؟ على هذا السؤال تختم اوساط مقربة منه بالقول: «فلننتظر ما بعد زيارة الموفد الفرنسي اذا كانت ستحمل خرقا ما»...