08-11-2020
مقالات مختارة
رد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله جميل العماد ميشال عون الذي سبق ان قال انه دين يرافقه الى يوم القيامة بخوض معركته لرئاسة الجمهورية حتى النهاية. رغم كل التحديات والضغوط التي تعرض لها نصرالله في تلك المرحلة، سواء من حلفاء بالخارج او حتى بالداخل، لم يترك ميشال عون في منتصف الطريق. هو قبل بحينها ان يتلقى في صدره سهام التعطيل، ولم يرف له جفن رغم كم العتب الذي ابداه حليفه المسيحي الثاني، سليمان فرنجية، الذي ظن لوهلة انه المفضل. وقفة حزب الله الى جانب عون في معركة الرئاسة وقفة تاريخية سيضرب بها المثل حين ستسرد كتب التاريخ والتحليل السياسي محطات الوفاء وكم هي قليلة في السياسة!
اعتقد حزب الله انه مع جلوس عون على كرسي الرئاسة يكون قد أدى واجبه للعلى. اصلا هو تصرف على هذا الاساس، فعاد ليبدي حلفه مع نبيه بري على اي حلف آخر. وحدة الصف الشيعي كانت وستبقى للحزب الخط الاحمر الذي يمنع تجاوزه ايا كانت التضحيات... حتى ولو استلزم الامر التضحية بتفاهم مار مخايل. اكثر من محطة واستحقاق يشهد اصلا على ذلك. عتب العونيين المعلن حينا والمستور احيانا كثيرة هو الآخر شاهد على ان خوف حزب الله من صراع داخل طائفته يتخطى اي خوف آخر .
تفهم العونيون مرارا وتكرارا هذه الهواجس. في كل جلسة مع نصرالله او مسؤولين حزبيين كبار، كان العتب العوني حاضرا. لكن بالمقابل كان التبرير والحجة جاهزة ايضا ولا تحتمل النقاش.
بالامس كاد تفاهم مار مخايل يتداعى على وقع ملف ترسيم الحدود حين قرر حزب الله التضامن مع بري مجددا واصدار بيان شكك بنوايا الرئيس عون على خلفية تركيبة الوفد المفاوض. قامت الدنيا ولم تقعد بعد بين جمهوري الحزب والتيار. دعوات لفك التحالف.هذا يمنن ذاك بدعمه سياسيا في الرئاسة وسواها، وذاك بالغطاء المسيحي الذي يؤمنه له منذ حرب تموز ٢٠٠٦. مجددا، عتب بين القيادتين فتبويس لحى وانتشال "مار مخايل" من الانهيار.. لكن هذه المرة لم تنسحب الصلحة سريعا على الجماهير المستاءة وظلت النار تحت الرماد، لحد قول احد القياديين العونيين: ان ما بعد هذه الحادثة لن يكون كما قبله لان الجرح عميق هذه المرة وحتى الوقت قد لا يداويه.
يحكى الكثير عن دعوات اميركية صريحة وجهت لعون وباسيل على حد سواء لفك ارتباطهما بحزب الله وبخاصة في العامين الماضيين مع استفحال العقوبات والحصار على الحزب والذي ما لبث ان طال جميع اللبنانيين . يحكى ايضا انهما رفضا بحجة ان المصلحة اللبنانية العليا تقتضي استمرار هذا التفاهم وحمايته. يتحدث العونيون عن ثمن باهظ يدفعونه نتيجة هذا الموقف تجلى اولا ب" افشال العهد" من خلال تسريع الانهيار المالي والدفع الاميركي باتجاه حرتقات سياسية داخلية شتى لضرب مشاريع "التيار" الوزارية ونسف اجندة عون الرئاسية. وهو تجلى اخيرا، ودائما بحسب مصادر "التيار الوطني الحر"، "بادراج باسيل على لائحة العقوبات الاميركية وربط اسمه بالفساد من دون ابراز مستند واحد يؤكد ذلك.. لا بل ابعد من ذلك من خلال تغاضي الادارة الاميركية عن كل فساد المنظومة التي حكمت منذ التسعين والتي اوصلت البلد الى ما وصل اليه".
حتى يوم امس، كان حزب الله يعتبر نفسه غير مدين لباسيل، وان العلاقة معه علاقة تعاون وتنسيق بين حليفين سياسيين يحتاج الواحد منهما للآخر..لا شك انه كما معظم القوى السياسية كان مقتنعا بأن شخصية باسيل غير المحببة لكثيرين وحدها كفيلة بقطع طريقه لخلافة عون... اما اليوم، وبالتحديد بعد العقوبات الاميركية، يشعر الحزب ان لديه فاتورة طويلة لدى باسيل عليه ان يسددها عاجلا ام آجلا.. هل يسددها رئاسيا، في حال كانت ورقة الرئاسة في جيبه، ويكرر تجربة عون فتكون العقوبات لباسيل وفق منطق "رب ضارة نافعة" ام يجد طريقة اخرى للدفع؟! في الحالتين، باسيل لن يفوت فرصة تلقي دفعات مسبقة، مع ترجيح دفعة سريعة على الحساب بدعمه حكوميا بعدما بدا واضحا ان الحزب كان قد سحب يده من الملف بعد تحقيق مطالبه!
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
باسيل حاول اصلاح العلاقة مع مسعد بولس فهل نجح؟
أبرز الأخبار