07-11-2020
مقالات مختارة
جويل بو يونس
<p>اعلامية لبنانية </p>
بـعد انـقـطاع التواصل ... لـقاء «شكـلي» بـيـن عون والحريري نجمه باسيـل !
البحث يـطـال اعادة تـوزيـع الحقائب... ومصادر : فتشوا عن «الداخلية» !
بعدما كان الملف الحكومي قد دخل في دائرة المراوحة والجمود القاتل بظل انقطاع الاتصالات والتواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف منذ الاثنين بعد لقاء اتسم بالايجابي، فجأة عاد الملف ليتحرك امس الجمعة بلقاء بقي بعيدا عن الاعلام جمع الحريري بعون في قصر بعبدا، اصدر فور انتهائه مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيانا مقتضبا كالعادة اعلن فيه ان الرئيس عون استقبل بعد ظهر اليوم (أمس) الرئيس المكلّف سعد الحريري واستكمل معه درس تشكيل الحكومة الجديدة في أجواء إيجابيّة ... فما الذي تبدل؟ وما الذي حصل فجأة؟ وهل فعلا هناك ايجابية كما ذكر بيان بعبدا؟ على هذا السؤال تعلق مصادر مواكبة للمفاوضات الحكومية عبر الديار بالقول : «فتشوا عن العقوبات الاميركية» التي اتت بتوقيت اميركي ولبناني مشبوه ولو انها تؤكد بأن اللقاء بين الرجلين كان مقررا قبل صدور العقوبات التي سرت اخبارها منذ صباح امس ملمحة الى اتجاه لفرض عقوبات اميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقد اعلن عنها بالفعل بعد ظهر امس فصدر الخبر: «وزارة الخزانة الاميركية تفرض عقوبات على باسيل معتبرة ان الفساد الممنهج في النظام السياسي اللبناني «الممثل في باسيل» ساعد في تقويض أساس وجود حكومة فعالة... علما ان باسيل علق فور صدور خبر العقوبات على تويتر بالقول : «لا العقوبات اخافتني ولا الوعود أغرتني. لا أنقلب على أي لبناني... ولا أُنقذ نفسي ليَهلك لبنان...اعتدت الظلم وتعلّمت من تاريخنا : كُتب علينا في هذا الشرق أن نحمل صليبنا كل يوم لنبقى...».
هذا الاعلان استبقه الحريري بزيارة الى بعبدا لم يقدم خلالها وبحسب المعلومات تشكيلة جاهزة انما تناقش الطرفان بالافكار المطروحة واتفقا على لقاء اخر يجمعهما بالساعات المقبلة لاستكمال النقاش.
معلومات الديار نقلا عن مصادر مطلعة على جو اللقاء، علما ان تكتما شديدا ساده، تشير الى ان اللقاء كان قصيرا على عكس اللقاءات الاخرى، بحيث انه لم يدم اكثر من 20 دقيقة، غلب فيه النقاش بموضوع العقوبات الاميركية على النقاش الحكومي اذ ان الرئيس عون لم يكن مرتاحا للخوض بنقاش حكومي مفصل فيما كانت اسئلة الحريري موجهة اكثر باتجاه :ماذا يجب ان نفعل في المرحلة المقبلة؟ وكيف سنواجه هذا الامر (اي العقوبات؟)؟ صحيح ان العقوبات الاميركية على باسيل، حديث الساعة غلبت على طاولة لقاء قصر بعبدا لكن الاكيد ان الطرفين تطرقا للملف الحكومي ولو ان الحريري لم يكن يحمل بيده اي ورقة.
وفي هذا الاطار تكشف مصادر موثوقة للديار بان الحريري قدم تصورا حكوميا جديدا (عبر النقاش لا على الورق) اجرى عليه تعديلا بتوزيع الحقائب الذي كان اتفق عليه سابقا، وتكمل بالقول : «يبدو ان هناك تراجعا من الحريري بشأن بعض الحقائب التي كان وافق سابقا على اخضاعها لمبدأ المداورة والمقصود هنا حقيبة الداخلية ما يعني عمليا بحسب المصادر اعادة البحث بمبدأ المداورة ككل ومعه بتوزيع كل الحقائب».
علما ان مصادر مقربة من الحريري علقت عبر «الديار» على ما يقال من ان الاخير سيعود عن مبدأ المداورة بالقول : «كل ما يحكى في الاعلام غير صحيح» لتضيف : الرئيس الحريري يتمسك بمبدأ المبادرة الفرنسية بحذافيرها ومن ضمنها المداورة.
اما عن حجم الحكومة المتوقعة، فتؤكد المصادر المقربة من الحريري انها باتت شبه محسومة باتجاه الـ 18 وزيرا.
امام كل ما تقدم تعلق اوساط بارزة على لقاء بعبدا امس بالقول : على عكس الايجابية التي تم تشييعها، فهذا اللقاء كان فقط بمثابة لقاء كسر جليد لا اكثر ولا اقل ومحاولة للقول بان الامور سائرة بالاتجاه الصحيح لكن الواقع هو ان «المسألة مكربجة» لتضيف :الامر لا يتعلق فقط بحقيبة او اخرى انما بحقائب عدة ابرزها الطاقة والداخلية والاشغال وغيرها وبالتالي الامور معقدة اكثر فاكثر واتت العقوبات لتزيد الطين بلة...
اما عن تأثير العقوبات الاميركية على باسيل على مسألة تشكيل الحكومة فترد المصادر بالقول: اعتقد ان العقوبات الاميركية على باسيل من شأنها ان تؤخر ولادة الحكومة لا ان تسهلها لتضيف : «تذكروا كيف طيّرت العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس «مصطفى اديب» وادخلت التأليف بدائرة مفرغة من دون ان ننسى ان كل ذلك يتزامن انسحاب خليجي وتحديدا اماراتي وسعودي من لبنان في اشارة واضحة على «الغضب الخليجي» من طريقة تشكيل الحكومة وما وصفه البعض بالتنازلات التي يقدمها الحريري.
وعليه هل طارت الحكومة؟ اقله في المدى المنظور؟ وهل سيتشدد باسيل اكثر فأكثر؟ على هذه الاسئلة ترد اوساط بارزة لتختم بالقول : «لا حكومة في الايام القليلة المقبلة لا بل باتت بخبر الرئيس الاميركي دوانالد «ترامب» الذي يبدو انه سينهزم امام خصمه جو بايدن... لتضيف : «يبدو ان باسيل بعد هذه العقوبات سيتشدد اكثر فاكثر...»!
أخبار ذات صلة