06-11-2020
لكل مقام مقال
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
في ظل هذه المعمعة، ينفرد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بكونه صادقا مع نفسه وجمهوره اذ يلتزم عمليا بما وافق عليه نظريا من خلال موافقته على المبادرة الفرنسية، فينأى مع حزبه وتكتل الجمهورية القوية بعيدا عن ضجيج بازار تقاسم الحقائب.
بعد 17تشرين وقبله، كان جعجع واضحا عندما طالب باعطاء الفرصة لحكومة اختصاصيين، يختارهم كما ينص الدستور رئيس الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية وهو لم يظلم الافرقاء الآخرين عندما ساواهم بنفسه من خلال مطالبتهم بالبقاء خارج الحكومة،
حكومة محاصصة
يتمنى الدكتور سمير جعجع في حديثه مع موقع اينوما، على رئيس الحكومة المكلف سعد الحریري ان يبقى مصرا على حكومة مهمة خارج نطاق الاحزاب والمجموعات التي اعتادت ان تشكل الحكومة وتتمثل فيها، ويبدي جعجع اسفه الشديد لأن الحكومة المنتظرة ستكون بالتأكيد حكومة محاصصة، وبالرغم من تمنيات الرئيس الحريري السابقة فعندما تبدأ عملية التشكيل بوعد لأمل وحزب الله بوزارة المالية، هذا يعني ان هذا الوعد سيكون ايضا للفرقاء الاخرين بأن الحقائب ستعود ايضا لهم.
لا يحق لأي فريق ان يتمسك بأية حقيبة لأن البلد وصل الى هذه الحال بسبب تمسك هؤلاء بالحقائب يقول جعجع لإينوما، وحكومة الحريري اليوم تتشكل بنفس الطريقة التي شُكلت فيها الحكومات السابقة، وهنا لا يهم ان كانت الوجوه قديمة او جديدة.
يذكٍّر جعجع بحكومة الرئيس حسان دياب حيث كل الوجوه كانت جديدة انما الممارسات وهي الأهم بقيت على قدمها.
الدكتور جعجع يشكك بتمكن الرئيس الحريري من تشكيل حكومة مهمة يسعى اليها جاهدا، ومع ان جعجع يتمنى في حديثه لإينوما نجاح الحريري، لكنه لا يتوقع ان ينجح في تشكيل حكومة مهمة، لأن عملية التشكيل تجري بنفس الطريقة التي كانت تجري فيها عمليات تشكيل الحكومات السابقة.
الدكتور جعجع يستدرك ليؤكد انه في حال وصلنا الى حكومة مهمة فنحن سندعمها في اي عمل جيد تقوم به واذا كان عملها غير جيد فسنعارضها.
اما في حال عدم الوصول الى حكومة مهمة او الوصول الى حكومة سياسيين مقنعين فلا يتردد جعجع بالتأكيد ان القوات لن تعطيها الثقة لأن مثل هذه الحكومة تعني تضييع المزيد من الوقت ونحن بأمس الحاجة الى كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة من اجل عملية الانقاذ المطلوبة.
اما حكومة مهمة او لا حكومة
عملية الانقاذ برأي جعجع في حديثه لموقع اينوما ليست عملية مستحيلة ولكنها بالتأكيد بحاجة الى مقومات، وهنا "كنت اتمنى على كل الاحزاب ان تكون كحزب القوات ما بدنا شي وما بدنا نشارك"
نحن الان بحاجة الى حكومة مهمة فعلية كالحكومة التي كان يسعى الى تشكيلها مصطفى اديب يقول الدكتور جعجع ويتمنى على الرئيس الحريري ان يصر على حكومة مهمة لا تأثير للقوى السياسية والاحزاب عليها على ان يكون الخيار الآخر خيار ال "لا حكومة"
يؤكد جعجع لإينوما ان لا اشكال ابدا على حكومة برئاسة سعد الحريري ولكنه يصر ان لا ثقة لدينا بالمجموعة الحاكمة كمجموعة حاكمة وبالاكثرية النيابية الحالية ولهذا عندما يتعاطى الحريري مع هذه المجموعة لتشكيل الحكومة، كنا حذرين وادركنا اننا سنعود الى نقطة الصفر مع اننا نتمنى ان نكون مخطئين.
بخلاف ما يعتقد البعض لا يرى الدكتور جعجع اي تأثير للمعطيات الخارجية كالانتخابات الاميركية او ادعاء وجود تدخل سعودي او فرنسي، على عملية تشكيل الحكومة
كل ما يحصل برأي الدكتور جعجع هو طبخة داخلية مع ملاحظة ان البعض يحاول التلطي وراء مثل هذ الحجج الغير صحيحة لكن عملية تشكيل الحكومة تبقى طبخة داخلية مئة بالمئة.
المبادرة الفرنسية ما تزال قائمة وهي براي الدكتور جعجع عمليا كناية عن المبادرة التي كان يجب ان تكون لبنانية، لانه اصبح من الضروري والمُلح القيام باصلاحات ليتمكن البلد من الاستمرار والنهوض ولتعود الثقة وتتدفق الاستثمارات الى لبنان وهذا ما كان يجب ان يحصل منذ سنوات.
مسؤولون عن وصول عون ولسنا مسؤولين عن اعماله
بعد مضي اربع سنوات على وصول العماد عون الى بعبدا لا يشعر جعجع بأي مسؤولية بالنسبة الى ما آلت اليه الامور اليوم، يشرح الدكتور جعجع لإينوما ان ما قام به في تفاهم معراب فرضته ظروف تلك المرحلة وكان ضروريا لرأب الصدع بين المسيحين من جهة، ومن جهة ثانية فان لبنان بقي لاكثر من سنتين بلا رئيس بعد ان منع حزب الله وحلفاؤه انتخاب رئيس عبر تسكير البلد، وبالتعاون مع التيار الوطني الحر، مع الاسف، حتى يصل عون للرئاسة، تجاه كل هذا كان واجينا تحريك الامور.
فنحن مسؤولون عن وصول عون الى رئاسة الجمهورية لكننا لسنا مسؤولين ابدا عن تصرفات عون في رئاسة الجمهورية. وهذا ما يهم الناس، تصرفاته. والدليل على عدم موافقتنا على تصرفاته خلافنا معه بعد اشهر قليلة فقط. وهنا لا ننسى انه في تلك المرحلة التي انتخبنا فيها عون رئيسا، كانت نسبة كبيرة من الشعب اللبناني ومن المسيحيين تؤيد وصول عون للرئاسة، وهؤلاء كما نحن كانوا يريدون عون على اساس طروحاته وشعاراته، وليس على اساس تصرفاته التي حصلت لاحقا فلا يجوز ان نتحمل نحن المسؤولية.
اذا طرح اليوم مثلا ترشيح العماد عون للرئاسة فنحن بالتأكيد لا نصوت له او لجبران باسيل مثلا.
استفالة عون واستقالة النواب
لماذا لا يطالب جعجع باستقالة عون هل هذا حفاظا على الموقع الماروني الاول؟ نسأل الحكيم
ابدا، ولكن نحن عمليين. لنفرض استقال عون اليوم فمن سينتخب المجلس النيابي في ظل هذه الغالبية!؟ سينتخب متل عون او اسوأ شوي او احسن شوي، وهذا لن يحل المشكلة ولن يتغير في هذه الحالة شيء.
جعجع يؤكد لإينوما انه لا يطالب باستقالة عون ليس دفاعا عن الموقع الماروني الاول بل لأن هذه الاستقالة لن تغير شيء، فما يغير هو الإنتخابات النيابية المبكرة وهذا ما نسعى اليه جاهدين.
مقاربة جعجع هنا تشبه مقاربته لموضوع استقالة النواب من المجلس، فنواب الجمهورية القوية لم يستقيلوا، فقط لأن استقالتهم لو حصلت لن تغير شيء، يتساءل جعجع ايهما يفيد الناس والقضية التي ناضلنا من اجلها اكثر اليوم، النواب الذين بقيوا في المجلس او النواب الذين استقالوا؟
ببراغماتية سياسية مُقْنعة، بعيدة عن منطق اطلاق الشعارات والمواقف للتلطي خلفها، يبتعد الدكتور سمير جعجع عن السياسيين رافعي الشعارات للاختباء فيها والمتاجرة بها، ليقترب اكثر واكثر من سياسيي زمنٍ مضى، حيث الثوابت ثابتة وغير قابلة للصرف او التصرُّف لغاية في نفس زعيم.