03-11-2020
عالميات
لكن بما أنّ المجمع الانتخابيّ هو الذي يحدّد الرئيس المقبل، وتحديداً الولايات المتأرجحة التي تضمن فوز أيّ من الطرفين بـ 270 صوتاً في المجمع، يتحوّل التركيز تلقائيّاً إلى تلك الولايات. فماذا تقول آخر معدّلات استطلاعات الرأي فيها؟
قد لا تكون هذه الأرقام الأخيرة كافية وحدها لإعطاء مؤشّر أوّليّ عن سير المعركة الانتخابيّة. لذلك سيقارن هذا التقرير بين ما كان عليه الوضع في 15 تشرين الأوّل وما هي عليه الأرقام اليوم لمحاولة رسم خطّ بيانيّ، تصاعديّ أو تنازليّ أو متعرّج، يمكن أن يظهر أداء كلّ من المرشّحين في الأسابيع القليلة الماضية. ومع ذلك، ثمّة ملاحظة لا بدّ منها، وهي أنّ حوالي 100 مليون أميركيّ صوّتوا باكراً في الانتخابات. وهذا يعني أنّ آخر الأرقام، حتى ولو كانت دقيقة، لن تنطبق إلّا على ما يزيد بقليل على الثلث المتبقّي من الناخبين. وفي ما يلي آخر معدّلات استطلاعات الرأي وفقاً لموقع "ريل كلير بوليتيكس"، بدءاً بالولاية المحوريّة:
فلوريدا: (29 ناخباً)
كان بايدن متقدّماً بـ 2.6 نقاط في 15 تشرين الأوّل وانخفض اليوم إلى 0.9. علماً أنّ ترامب حقّق تقدّماً بـ 0.4 في 27 تشرين الأوّل قبل أن يفقده.
في 2016، كان ترامب متقدّماً بمعدّل استطلاعات الرأي بـ 0.2 قبل الانتخابات وحقّق فوزاً بـ 1.2 نقطة. تظهر جميع هذه الأرقام أنّ ترامب متأخّر أكان في مواجهة بايدن أم في مواجهة أرقامه السابقة سنة 2016. لذلك، تبدو المعركة اليوم أكثر صعوبة بشكل نسبيّ في هذه الولاية التي إذا فقدها فسيكون قد فقد معظم حظوظه الرئاسيّة.
نورث كارولاينا: (15 ناخباً)
تقدّم بايدن على ترامب بـ 2.7 نقاط في 15 تشرين الأوّل قبل أن يصبح ترامب متقدّماً اليوم بـ 0.2. بذلك يكون ترامب قد اكتسب حوالي 3 نقاط. ومع ذلك، لا يزال ترامب متراجعاً عن إنجازه في 2016: +1 في آخر معدّل لاستطلاع الرأي قبل أن يفوز بالولاية بـ 3.7 نقاط.
بنسلفانيا: (20 ناخباً)
الأرقام هنا لافتة للنظر. كان بايدن متقدّماً بـ 6.4 نقاط في 15 تشرين الأوّل. تراجع تقدّمه اليوم إلى 1.2. وهو رقم مقلق للديموقراطيّين من دون شكّ. ليس هنا مكمن القلق وحسب.
في 2016، كان آخر معدّل لتقدّم كلينتون قبل الانتخابات 1.9 نقاط. كسب ترامب الولاية بـ 0.7 نقاط. أي أنّ الاستطلاعات كانت مخطئة بـ 2.6 نقاط وهو رقم أكبر من معدّل تقدّم بايدن حاليّاً. لكن مجدّداً، يمكن أن تكون الاستطلاعات قد عالجت أخطاءها هذه السنة. كما أنّ هذا التقدّم يحصل بعد تصويت حوالي ثلثي الأميركيّين، كما تقدّم. لكنّ الخبر إيجابيّ بلا شكّ للجمهوريّين.
ميشيغان: (16 ناخباً)
كان بايدن متقدّماً بـ 7.2 نقاط في 15 تشرين الأوّل. اليوم تقلّص الفارق إلى 4.2. (وفي 25 تشرين الأوّل وصل تقدّمه إلى 9 نقاط). يبدو بايدن مرتاحاً نسبيّاً حتى بالنظر إلى نتائج 2016.
حينها، كان آخر معدّل لتقدّم كلينتون 3.4 نقاط. فاز ترامب بـ 0.3. أي حتى مع افتراض وجود نسبة الخطأ نفسها في استطلاعات الرأي، يبدو أنّ ميشيغان ذاهبة إلى جعبة الديموقراطيّين. لكنّ الأمر بعيد من أن يكون مؤكّداً.
أوهايو: (18 ناخباً)
في 15 تشرين الأوّل كان بايدن متقدّماً بـ 0.6 نقاط. اليوم، أصبح ترامب متقدماً 1.4 نقاط. خبر إيجابيّ للجمهوريّين طبعاً. لكنّه غير كافٍ. ليس لأنّ الرقم ضمن هامش الخطأ وحسب، بل لأنّ ترامب كسب الولاية في 2016 بـ 8.1 نقطة. وهذا وحده يعدّ تراجعاً كبيراً.
أريزونا: (11 ناخباً)
تقلّصَ تقدّم بايدن من 3.5 إلى 0.9 اليوم. ليس الأمر مقلقاً كثيراً للديموقراطيّين. فأريزونا هي من الولايات الجمهوريّة تقليديّاً. أن يجعل بايدن هذه الولاية متأرجحةً هو أمر كافٍ للطموح الديموقراطيّ.
في 2016، كان آخر معدّل لاستطلاع الرأي يظهر ترامب فائزاً بـ 4 نقاط وهكذا حصل تقريباً (3.5).
مينيسوتا (10 ناخبين)
تراجع تقدّم بايدن من 6.6 إلى 4.3. وصل تقدّمه إلى 9.7 في 7 تشرين الأوّل. الولاية شبه محسومة للديموقراطيّين. فازت بها هيلاري كلينتون بـ 1.5 نقاط.
أيوا (6 ناخبين)
كان بايدن متقدّماً بـ 1.4 قبل أن يؤول التقدّم إلى ترامب بـ 1.4. رقم إيجابيّ للجمهوريّين لكنّه غير كافٍ. في 2016، اكتسح ترامب الولاية بـ 9.5 نقاط.
ويسكونسن (10 ناخبين)
كان تقدّم بايدن ثابتاً، بل ارتفع قليلاً من 6.3 إلى 6.7. لكن في 2016، كان آخر معدّل تقدّم لكلينتون 6.5 نقاط. لكنّ ترامب فاز بـ 0.7. هل تتكرّر المفاجأة نفسها؟
جورجيا (16 ناخباً)
وصل معدّل تقدّم بايدن إلى 1.2 في 15 تشرين الأوّل. اليوم ترامب متقدّم بنقطة (1) كاملة. كما في أيوا، الرقم إيجابيّ لكنّه غير كافٍ للجمهوريّين. خطف ترامب الولاية في 2016 بـ 5.1 نقاط.
نيفادا (6 ناخبين)
تقلّص معدّل تقدّم بايدن من 5.2 إلى 2.2 نقاط. بذلك، أصبح رقمُه أسوأ من نتيجة فوز كلينتون بالولاية سنة 2016 والذي بلغ 2.4 نقاط.
أريزونا (11 ناخباً)
تراجع بايدن بشكل ملحوظ من 3.5 إلى 0.9. علماً أنّ ترامب حقّق تقدّماً طفيفاً وموقّتاً في 30 تشرين الأوّل مع +0.6 نقاط، قبل أن يخسره سريعاً.
وكما معظم الولايات المتأرجحة، فاز ترامب بأريزونا سنة 2016 بـ 3.5%.
تكساس (38 ناخباً)
كما بدأنا مع ولاية محوريّة، نختم مع أخرى على مستوى مشابه من الأهمّيّة. ترامب متقدّم حاليّاً بـ 1.2 نقطة. تراجعٌ بارز عمّا كان الأمر عليه في 15 تشرين الأوّل: 4.4 نقاط.
تكساس ولاية جمهوريّة تقليديّاً. أن يتمكّن بايدن من تشكيل خطر على الجمهوريّين فيها أمر لافت للنظر إن لم يكن حتى غير متوقّع. ترامب كسبها في 2016 بـ 9 نقاط. ورومني في 2012 بحوالي 16%.
خلاصة
على مستوى معدّل استطلاعات الرأي للولايات المتأرجحة، يتقدّم بايدن حاليّاً بـ 2.3 نقاط مئويّة عل منافسه. في 2016، كانت كلينتون متقدّمة عليه بـ 1.1 نقطة. أي إنّ المرشّح الديموقراطيّ متفوّق على رقم كلينتون بحوالي الضعفين. علاوة على ذلك، يبدو بايدن في موقع الهجوم وترامب في موقع الدفاع وهو يعاني للحفاظ على مكاسبه، بما أنّه متراجع في جميع الولايات المتأرجحة التي كسبها في 2016. وبما أنّ بعض الولايات كسبها بفارق أقلّ من نقطة مئويّة (ويسكونسن، ميشيغان، بنسلفانيا)، بات موقع ترامب هشّاً فيها باستثناء بنسلفانيا (نسبيّاً).
على ترامب الاحتفاظ بجميع الولايات التي كسبها في 2016 إضافة إلى بنسلفانيا، أو ميشيغان. أمّا إذا خسر ويسكونسن وميشيغان فسيربح الانتخابات بشرط ألّا يخسر أيّ ولاية أخرى باستنثناء أيوا الصغيرة. أمّا إذا خسر أكثر من ذلك، فسيضطرّ للتعويض في ولايات ديموقراطيّة فازت بها كلينتون سنة 2016 مثل نيفادا ومينيسوتا ونيوهامبشير. لكنّ هذا صعب. فأن يحقّق بايدن خرقاً في ولايات جمهوريّة، وفقاً للأرقام المذكورة، أقرب من أن يقلب ترامب ولايات ديموقراطيّة. لهذه الأسباب، ينطلق بايدن من موقع مريح في انتخابات اليوم بالمقارنة مع موقف ترامب. مع ذلك، لا يمكن تجاهل أنّ ترامب قطع شوطاً كبيراً في العودة الشعبيّة على صعيد معظم هذه الولايات. هل تكون هذه العودة كافية؟ الأهم، هل تأخّر ترامب في تحقيق هذه العودة؟ وحدها الانتخابات تحسم الجواب.
أخبار ذات صلة