20-10-2020
مقالات مختارة
تستغرب اوساط دبلوماسية غربية ربط تشكيل الحكومة في لبنان بالانتخابات الاميركية وكأن اولوياتها سيكون ملف لبنان، وتدعو الى الاسراع في تشكيل الحكومة للافادة من زخم المبادرة الفرنسية ومن اهتمام الرئيس ايمانويل ماكرون بلبنان في الوقت الضائع، لأن الاولويات الفرنسية قد تتبدل بعد الانتخابات الاميركية والتطورات في المنطقة والبحر الابيض المتوسط.
وفي السياق، تقول اوساط سياسية مطلعة على اجواء الضاحية ان اذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الاميركية فإن ايران ستعيد العداد الى الصفر مع الولايات المتحدة الاميركية وتبدأ عملية خلط اوراق ويعرقل حزب الله مسار مفاوضات الترسيم لاسيما في المجلس، كما يستمر في وضع شروطه لتشكيل الحكومة. اما اذا عاد دونالد ترامب فالمفاوضات تبدأ بين الإدارة الاميركية وايران وتشكل عندها حكومة في لبنان بسرعة وتسقط كل المطالب والشروط وتسرع جلسات ترسيم الحدود مع اسرائيل. فهل من علاقة بين الملف اللبناني والانتخابات الاميركية؟
السفير السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب أوضح لـ"المركزية" ان السنة الاولى التي تلي الانتخابات الاميركية، لن يتبدّل المشهد السياسي، لا فرق أفاز ترامب ام بايدن. اولاً اذا سقط ترامب تنتهي مدته في 20 كانون الثاني المقبل، ما يعني ان ما زال أمامه على الاقل ثلاثة اشهر، ثانياً في حال فاز بايدن عليه ان يرتّب وينظّم ادارته وان يعيّن وزراء ومدراء ووكلاء وزارة وهذا يستغرق الكثير من الوقت، ثالثاً، لبنان ليس اولوية اميركية في الشرق الاوسط لأنه ليس سبباً لحرب اقليمية، فلا سوريا تهدد اسرائيل بسبب لبنان ولا العكس ولا مؤشرات لأي خلاف اقليمي".
في المقابل، رأى بو حبيب "ان لا احد يريد للبنان ان ينهار، لا اوروبا ولا اميركا، مهما زادت العقوبات او نقصت، لأن لبنان اذا انهار يصبح عبئاً كبيراً عليهم". وسأل: "هل يمكن ان نتصور فوضى كاملة في لبنان؟ بالطبع لا، والسبب ليس لأن لبنان خطر على السلام الاقليمي إنما على الدولي. فمجرد اهتزاز الوضع محلياً سيدفع بالناس، خاصة اولئك الذين يعيشون وضعاً مزرياً، الى الهجرة الى اوروبا، إذ لا يمكنهم الهجرة الى الخليج. وهذا ما يخشاه الاوروبيون وتدعمهم في ذلك الولايات المتحدة الاميركية. فليس من مصلحة اميركا ولا اوروبا ولا اسرائيل ان تعم الفوضى في لبنان".
وختم: "حل المشكلة اللبنانية محلي بحت، فنحن نختلف كلبنانيين بين بعضنا البعض، والحقيقة أننا لسنا على اولوية الاجندة الاميركية ولن يكون الملف اللبناني على شاشة الرئيس في اول سنة من عهده. ثم ان الولايات المتحدة الاميركية تعاني من مشاكل داخلية جمّة ومن انقسام داخلي هائل، يحتاج الرئيس ان يركز عليها ويعالجها اذ لا يمكنه الاستمرار بهذه الطريقة. والربط بين الملف الحكومي المحلي والانتخابات الاميركية في غير محله، لأن ملفنا داخلي وحله داخلي وكل الاصلاحات التي نريد ان نقوم بها كلها داخلية، ويمكننا ان نقوم بها بمساعدة اقليمية دولية من خلال صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي".
أخبار ذات صلة
محليات
ماذا طلب ترامب من هوكستين؟
أبرز الأخبار