14-10-2020
مقالات مختارة
داني حداد
داني حداد
يعيد بعض قادة الأحزاب "المسيحيّة" جمهورهم ثلاثين عاماً الى الوراء. يريدون أن يبنوا لبنان الجديد بحجارة الماضي. حقدٌ وحروبٌ وكثيرٌ من التفاهة. من تعليقاتهم تعرفونهم. مسيحيّون بالإسم، لا يجيدون الغفران.
تابعتُ مساء أمس الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة ١٣ تشرين، وكان تعييرٌ من فئةٍ مسيحيّة يقابل تعييراً آخر من فئةٍ مسيحيّةٍ أخرى.
قطعان الأحزاب المغرّدة لم تهتمّ بغلاء المعيشة الذي يثقل كاهل غالبيّة العائلات اللبنانيّة، ولا بالدولار الذي نترقّب طيلة النهار سعره في السوق السوداء، ولا باحتمال رفع الدعم الذي يرفع الأسعار بشكلٍ جنونيّ، ولا بالكورونا الذي لا ينزل عدّاده عن الألف إصابة يوميّاً...
لم يهتمّ قطعان الأحزاب، ويسمّيهم البعض جيوشاً الكترونيّة، بهذا كلّه بل راحوا يهاجمون بعضهم البعض وينبشون القبور ويطلقون الاتّهامات.
وتابعتُ الصور المركّبة والفيديوهات التي تمّ تجميعها من الأرشيف. شبابٌ يضيّعون وقتهم في التغريد الحاقد، ويضيّعون أعمارهم في تأليه زعيمهم الذي يسخر من سخافتهم في مجالسه الخاصّة.
غنمٌ، غنمٌ، غنم. والمسيحيّون في حالٍ يرثى لها، بين مهجَّرٍ بعد انفجار ومهاجِرٍ بعد خيبة، وقلِقٍ على المستقبل في بلدٍ "لم يعد لأولادنا"، والعبارة الأخيرة يردّدها كثيرون يبحثون عن فرصة لإخراج أبنائهم من جمهوريّة الرمال المتحرّكة.
وماذا يقدّم لنا بعض الزعماء؟ حقدٌ ومعارك وهميّة وعودة الى ماضٍ أسود.
هؤلاء لا يبنون أوطاناً. هم يصنعون أحقاداً. وهم يرعون قطعاناً. قطعان هذه الأيّام تغرّد أيضاً...
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
هوكشتاين إلى لبنان: مرحلة الحسم اقتربت على وقع المسيّرات
أبرز الأخبار