23-09-2020
محليات
في ظل انسداد الأفق والتشاؤم السائد إزاء الاستحقاق الحكومي، حملت الساعات الـ24 الماضية مؤشرات على احتمال خروج هذا الاستحقاق من عنق الزجاجة وولادة الحكومة العتيدة. فعلى أثر دخول الفرنسيين في الساعات الماضية على خط التأليف الحكومي، خرج الرئيس سعد الحريري بـ"مبادرته الشيعية"، إذا جاز التعبير، والتي نفضَ الرؤساء السابقون للحكومة نجيب ميقاتي وفواد السنيورة وتمام سلام أيديهم منها مُعتبرينها "مبادرة شخصية"، ومؤكدين انهم "غير مُلزمين" بها.
لكنّ أوساط الثنائي الشيعي لم ترَ في تلك المبادرة الحريرية ايجابية "لأنها ما تزال تمنح الرئيس المكلف حق تسمية الوزير الشيعي، وهو ما يرفضه الثنائي المُصرّ على التسمية من ضمن مجموعة اسماء يقترحها هو". ورأت هذه الاوساط انّ بيان الحريري "يؤكد انه هو من يتولى تأليف الحكومة وليس الرئيس المكلف، إلا انه يقرّ في بيانه بنحو غير مباشر بأن لا تأليف للحكومة إلّا بإسناد وزارة المال الى الطائفة الشيعية".
وأكدت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ"الجمهورية" "أنّ الموقف الشيعي لم يتبدّل بعد كلام الحريري، ولا يمكن للحريري أن يعطي لنفسه او للرئيس المكلف حق تسمية وزير مال شيعي أو أي وزير شيعي آخر. ولذلك، الحل هو بالعودة إلى الشراكة السياسية ونحن من نسمّي وزراءنا، فكما انّ رؤساء الحكومة قدموا أسماء لاختيار رئيس حكومة من بينها، فإنّ هذا الأمر يسري على الوزير الشيعي، نحن نقدّم لائحة أسماء، أو لوائح اذا أرادوا، وهم يختارون من بين من نقترحهم، ونقطة على السطر".
وعلّقت المصادر الشيعية على بيان ميقاتي والسنيورة وسلام، قائلة إنه "كلام انفعالي يتجاوز الواقع والتوازنات الداخلية، ولا حل أمامهم إلّا الموافقة على المسار الطبيعي وهو الشراكة، وعليهم ان يعلموا أنّ زمن التفرد والاستئثار انتهى".
من جهة أخرى، قال قريبون من الثنائي الشيعي لـ"الجمهورية" انّ هناك ملاحظات عدة على مبادرة الحريري، "إذ كيف له ان يقرر من عنده من يختار اسماء ممثلي الكتل والمكونات السياسية؟ وهل من "يريد خدمة اللبنانيين"، كما ورد في بيان الحريري، يعتبر انّ القبول بمنح حقيبة وزارة المال للشيعة هو كَتجرّع السم؟". ودعا هؤلاء الى "الذهاب نحو الحلول النهائية فوراً وفق المبادرة الفرنسية بعيداً من اي حسابات اخرى".
وفي السياق نفسه، استغربت مصادر "الثنائي" قول الحريري "انّ تسمية وزير المال هي من صلب الورقة الفرنسية، خصوصاً أن الورقة لا تتضمن ذلك". وتساءلت: "كيف يسمح الحريري لنفسه في أن يحدد ويشترط في تسمية الوزير الشيعي؟". وقالت: "لا نريد للحريري أن يتجرّع السم، والثنائي الشيعي لطالما أبعَد عن الحريري مرات متعددة كأس السم الذي أراد أن يجرعه إيّاه حلفاؤه".
أخبار ذات صلة
من دون تعليق
قبع هذه الأسماء في شروط تشكيل الحكومة الجديدة
أسرار شائعة
وزارة الطاقة خط احمر
من دون تعليق
ما هو شرط باسيل لبقاء ميقاتي في رئاسة الحكومة؟
محليات
صرير أسنان على حافة الهاوية