09-09-2020
من دون تعليق
مسخرة. هذا هو بالضبط ما أنتم عليه اليوم.
مسخرة لأنكم لا ترون في مواقف الخارج أيا كانت، إلا وسيلة للانقضاض على خصمكم السياسي في الداخل، فيما الأجدى أن تكونوا دائما أبعادا لبنانية في الخارج، لا أبعادا خارجية في لبنان.
مسخرة، لأنكم لستم ملمين بتفاصيل مسار تأليف الحكومة، ولا بالمواقف الحقيقية المواكبة له، والتي يعرفها المعنيون جيدا، لكنكم تزعمون الإطلاع على أدق التفاصيل.
مسخرة، لأنكم تنسبون إلى سياسي شريف ما لم يصدر عنه، فيما تبذلون أقصى الجهود لتبييض الصورة السوداء لسياسي تاريخه ملطخ، وحاضره وسخ، لكن مستقبله السياسي رهن قرار الشرفاء.
مسخرة، لأنكم تلهون الناس بالقشور، وتهملون الأساسيات، والقشور اليوم هي معظم الفبركات التي توزعونها في الإعلام وعبر مواقع التواصل، فيما الأساسيات تختصر بإنقاذ البلاد من نتائج أعوام ثلاثين من التلهي بالقشور.
مسخرة، لأنكم تعرفون من هو الفاسد، وتدركون من هو رمز الإصلاح، لكنكم تتناسون الأول، وتصوبون على الثاني، ولو بالتفاهات.
مسخرة، لأنكم تستكثرون على عسكريي لواء الحرس الجمهوري علبة من الشاي، وتصطنعون منها أزمة، فيما تغضون النظر عن علب من المال المسروق والثروات المنهوبة والكرامات المسحوقة.
نقول مسخرة، كي لا نقول أكثر، نقول مسخرة، حتى لا نعلن أنكم حقا مثيرون للشفقة، ففي ذلك ما يمكن إعتباره بمثابة العذر التخفيفي.
فالأعذار التخفيفية، لا مكان لها عندنا نحن اللبنانيين الصادقين بعد اليوم، لأن الكيل قد طفح، ووحده العناد في الحق سيضع حدا في المحصلة حدا نهائيا لوقاحة الكذب.
أبرز الأخبار