03-09-2020
محليات
بعد زيارة ثانية للبنان ركزت على تشكيل الحكومة والإصلاحات، حطّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بغداد في زيارة خاطفة استغرقت عدة ساعات لدعم "سيادة العراق" والبحث في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين لمواجهة كل من يحاول ضرب امن العراق.
ولعلّ اختيار ماكرون لبنان والعراق له دلالات مهمة نظراً لأوجه الشبه الكثيرة التي تجمع البلدين، وقد يصحّ بالتالي تعميم الوصفة "الطبية" على كليهما، على أمل ان تؤدي الى نتائجها المرجوة، بعد ان انهكهما مرض الفساد المستشري في الإدارات والمؤسسات العامة، ونهب موارد البلاد، إضافة الى تجذّر الطائفية وتحكمها في مفاصل الدولة، والعلة الأكبر تكمن في الهيمنة الايرانية من خلال "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق.
إلا أن مصادر مطلعة أفادت "المركزية" ان الدور الفرنسي في لبنان والعراق، له شقان، الاول يتعلق بتطبيق الاصلاحات وفرض السيادة، والثاني استراتيجي، هدفه وضع حدّ للتوغل التركي المتعاظم يوماً بعد يوم"، لافتة الى أن ما يحصل في لبنان بدأ يقلق الغرب، فمع تخلي الغرب والاوروبيين والدول العربية عنه، دخل ضيف جديد ليملأ الفراغ اي تركيا، علماً ان ايران موجودة اصلا عبر اصدقائها في لبنان. وهذا ما أقلق خاصة الفرنسيين ودفع بالرئيس الفرنسي لزيارة بيروت وقطع الطريق على توسّع الاتراك في منطقة حوض المتوسط".
أما على الجانب العراقي، فأوضحت المصادر "ان الرئيس الفرنسي يريد ان يكون له موطئ قدم في العراق وان تساعد فرنسا في طرد كل الجماعات والاطراف المسلحة التي تهيمن على الوضع وتقوم بعمليات إرهابية داخل العراق، وتفرض رؤيتها واستراتيجيتها على الحكومة العراقية وتسلب الارادة العراقية بالكامل، هذا من جهة. ومن جهة اخرى لمواجهة تركيا واطماعها ووجودها في العراق، خاصة في الشمال في محافظة دهوك والمناطق المجاورة لها وفي اقليم كردستان".
وجاءت زيارة ماكرون لتؤكد حرص فرنسا لدعم العراق ووقوفها الى جانب التحالف الدولي والولايات المتحدة في محاولة النهوض في العراق بعدما انتهكت سيادتها لأكثر من مرة، من قبل اجندات خارجية واطراف دولية واحزاب من داخل العراق، عمدت على اضعاف مكانة العراق امام المجتمع الدولي والعربي. لذلك ارتأت فرنسا والاتحاد الاوروبي التطلع الى العراق والنهوض به واعادته الى مكانته التي كانت عليه في السابق".
وختمت المصادر: "اذا هي رسالة واضحة من الرئيس الفرنسي الى الرئيس العراقي: "ابدأوا انتم العمل. واجهوا كل هذه العصابات والتوجهات الخارجية والتدخلات التركية وسوف نكون معكم سندا"، تماما كما فعل في لبنان، حيث قال ماكرون: "إذا كان السياسيون في لبنان عند التزاماتهم فسنفي بالتزاماتنا". فهل ينفع الدواء الفرنسي في معالجة بيروت وبغداد من أزمتيهما المتشابهتين؟
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
الحكومة "تتهرب" من ملف تعيين خفراء للمرة الثانية
أبرز الأخبار