مباشر

عاجل

راديو اينوما

فرنسا تحذّر من تكرار 2006.. وتلويح أميركي بالفيتو لليونيفيل

29-08-2020

مقالات مختارة

منير الربيع

صحافي لبناني

None

المعطيات المتوفرة من الخارج حول لبنان، تحيل التلهي اللبناني في تكليف شخصية لرئاسة الحكومة أمراً هامشياً. هناك عماء سياسي لبناني في مواكبة التطورات. ضغط الفرنسيين والرئيس إيمانويل ماكرون هو الذي دفع المسؤولين إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية يوم الإثنين، فألزموا أنفسهم بالخروج برئيس مكلف، لم يتم التوافق حوله بعد.

 

لكن يفترض أن يظهر في الساعات المقبلة اتفاق ما. حسابات الحقل اللبنانية لن تتطابق مع حسابات البيدر الأميركي. ولذلك أن تكليف شخصية لرئاسة الحكومة لن ينتج حكومة سريعاً، لأن الضغوط ستتكثف أكثر بعدها، خصوصاً أن الأميركيين يصرون على عدم تمثيل حزب الله في أي حكومة.

 

المفاجأة الكبرى

الرئيس الفرنسي يريد تحقيق إنجاز ولو كان استعراضياً، وهو أساساً اختتم زيارته السابقة بأغنية "بحبك يا لبنان". وها هي مصادر الرئاسة الفرنسية تقول إنه سيبدأ زيارته للبنان بزيارة السيدة فيروز، ليلتقي بعدها كل القوى السياسية اللبنانية، وحثّهم على العمل للخروج من المأزق وإنجاز الإصلاحات. قد يحقق الرئيس الفرنسي تكليفاً لرئيس للحكومة، لكنه لن يحقق أكثر من ذلك. المفاجأة الكبرى قد تأتي بعد منتصف الليل، وتحديداً بعد الواحدة فجراً، موعد التصويت في مجلس الأمن الدولي على التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب. فبعض المعطيات تفيد بأن الأميركيين يفكرون جدياً بالتصويت بفيتو على مشروع القرار الفرنسي، أو التصويت عليه بشرط إدخال تعديلات جذرية وجوهرية تزيد من صلاحيات قوات الطوارئ (اليونيفيل)، على نحو قد لا يتحمله حزب الله. وربما لهذا السبب قال المصدر الرئاسي الفرنسي اليوم: "نتوقع من حزب الله تجنب أي عمل يشبه حرب 2006". 

 

يعود ذلك إلى التباعد الكبير بين الموقفين الفرنسي والأميركي. وتشير المعطيات إلى أن الفرنسيين لم يأخذوا بالاعتبار الشروط الأميركية، ويصرون على موقفهم. بينما واشنطن قد تلجأ إلى التصويت بفيتو على مشروع القرار الفرنسي. وبحال حصل ذلك، يعني أن مهمة اليونيفيل تنتهي في لبنان. وهذا يعني المزيد من العزلة الدولية على لبنان، ما قد ينعكس المزيد من الأحداث الأمنية والتوترات، أو تكرار لمشاهد خلدة في أكثر من منطقة.

وفي ظل التقدم الفرنسي، يبدو الموقف الروسي متراجعاً جداً، ويغيب حتى عن المشهد أو التأثير، وسط معطيات تفيد بأن موسكو لا تريد الاصطدام بالولايات المتحدة الأميركية.

 

ردّ الصاع

في كل سنة، وعند موعد التجديد لقوات الطوارئ الدولية، كانت باريس تجهض كل المحاولات الأميركية لتعديل مهام اليونيفيل. اليوم، يبدو أن واشنطن قد تردّ الصاع لباريس، بعد كل الإخفاقات التي حصلت، بالإضافة إلى استمرار الخلاف الفرنسي الأميركي حول الملف الإيراني، وملفات كثيرة أخرى. 

تعتبر واشنطن أن لا حاجة لليونيفيل. ورغم أن هناك استعداداً للتمديد لها لفترة ستة أشهر، لكن حتى هذا الخيار خاضع للنقاش الأميركي، خصوصاً أن قوات اليونيفيل لم تقبض على أي رصاصة لحزب الله، ولا القوة البحرية اكتشفت أي حركة للحزب في البحر. وكل ما تعرضت له القوات الدولية من اعتداءات لم تؤد التحقيقات بها إلى أي نتيجة، ولم يسمح لليونيفيل بالكشف على أنفاق حزب الله من الجانب اللبناني. وجزء من العمليات العسكرية انطلقت من مناطق نفوذها، وكذلك الصواريخ التي أطلقت في أيلول الماضي، انطلقت من منطقة خضراء يمنع على اليونيفيل بسط رقابتها عليها.

 

المسار الأميركي

لا بد للأنظار أن تتجه إلى ما سينتج عن جلسة مجلس الأمن الدولي، والتي قد تحيّد الأنظار كلياً عن التلهي بتكليف شخصية لرئاسة الحكومة. وأيضاً لا بد من انتظار زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، الذي أجّل زيارته الأسبوع الماضي. ويفترض أن يأتي قريباً، حسب المعطيات. 

وزيارة شينكر ستكون على عكس زيارة ماكرون، فالديبلوماسي الأميركي لن يلتقي بأي شخصية سياسية أو مسؤول رسمي. وقد يحصر لقاءاته فقط بالمجتمع المدني، في رسالة واضحة إلى المسار الأميركي المستمر. أما باريس، فحاولت استباق ذلك من خلال كلام مسؤول فرنسي صباح الجمعة أنه "حان الوقت لتنحّي الأحزاب السياسية اللبنانية جانباً، مؤقّتاً، وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير". تلك رسالة فرنسية يراد لها أن تتلاقى مع الطرح الأميركي، الذي يبدو أنه سيستمر بالتصعيد حتى ما بعد تكليف رئيس الحكومة، وبعد تشكيلها. وحتى لو كان حزب الله خارجها، سيكون أمام الحزب استحقاقات كثيرة يقدم خلالها التنازلات

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.