28-08-2020
محليات
في الثامن من اذار 2005 نزل حزب الله وحلفاؤه الى ساحة رياض الصلح تحت عنوان "شكراً سوريا" فيما كان دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه لم يجفّ واصابع الاتّهام في جريمة الرابع عشر من شباط موجّهة الى النظام السوري بالشراكة مع النظام الامني اللبناني.
لم ينتظر حزب الله "هدوء النفوس" ولم يكترث للغضب اللبناني عامة والاسلامي السنّي خاصة من النظام السوري الذي ضاق ذرعاً بتضييقه لحرياتهم وقبضته الحديدية على القرار الوطني، فنزل الى وسط بيروت ليقول شكراً سوريا وليؤسس لتحالف سياسي حمل عنوان "8 اذار" يجمع حلفاء النظام.
ليس الهدف من هذه العودة الى سنة مفصلية في تاريخ لبنان الدعوة الى تجديد الاصطفاف السياسي بين 8 و14 آذار الذي ظلل الحياة السياسية لاكثر من عشر سنوات وعطّل مسار تقدّمها، وانما للتذكير "بتصرّفات" وادبيات فريق سياسي "غرّه فائض القوّة" ولا يُقيم وزناً لا لتضحيات من يُفترض انهم شركاؤه في الحكم ولا يعترف بسياسة التضحية والتعالي على الجراح لمصلحة الوطن وسلمه الاهلي.
فما حصل في خلدة امس من اشتباكات بين حزب الله والسكان على خلفية تعليق عناصر من الحزب لصورة المتّهم من قبل المحكمة الدولية باغتيال الرئيس الحريري ورفاقه بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ليس سوى عيّنة من ثقافة المكابرة والغلو التي ينتهجها حزب الله في استحقاقات داخلية. فعلى قاعدة "رضي القتيل ولم يرضَ القاتل" يواصل حزب الله سياسة صبّ الزيت على النار ونكء الجراح في وقت ان المعنيين عضّوا على جرحهم من اجل المصلحة الوطنية.
ووفق المصادر "فان حزب الله وبدل "ضبضبة" شارعه حرصاً على السلم الاهلي، خصوصاً اننا في ليالي عاشوراء، نراه يصرّ على تعليق لافتات لمتهم بقتل رئيس وزراء كان بحجم لبنان وفي مناطق معروفة بحساسيتها السياسية والطائفية من دون ان يُقيم اعتباراً لمشاعر الشارع المؤيّد للرئيس الحريري (الاب والابن) ولا لتضحيات اهالي الشهداء، مع العلم انه يُمنّن اللبنانيين بانه الاحرص على البلد واستقراره".
وفي حين اثنت الاوساط على قيادات الشارع الاسلامي السنّي، السياسية والدينية التي تُثبت في كل استحقاق او عمل امني انها "ام الصبي" وان "لبنان اولاً"-وهو ما يؤكد "معدنها" الوطني"، اسفت "لان حزب الله بصفته الفريق الاقوى في البلد يتصرّف وكأنه دائماً مُستهدف وان ما يقوم به هو ردّة فعل على مؤامرة استهدافه، في حين ان من واجبه الوطني ان يكون الاحرص و"الاوعى" لما يُدبّر للبلد انطلاقاً من نفوذه السياسي وقوّته العسكرية".
على اي حال، تختم الاوساط السياسية بضرورة "التحلّي بالحكمة والوعي من اجل انقاذ البلد من الهوة التي وقع فيها بسبب فساد الطبقة السياسية، لان الجوّ المشحون سياسياً لا يحتمل شحناً طائفياً. الوقت لحلّ الاوضاع الاقتصادية والمالية المُهترئة لا الشحن الطائفي والمذهبي".
أبرز الأخبار