20-08-2020
محليات
غاصت صحيفة "فيلت" اليوميّة الألمانيّة (الترجمة لـ "الحرّة" بتصرّف)، ضمن تحقيق استقصائيّ، في تقارير استخباراتيّة ألمانيّة كشفت عن شراء حزب الله اللبناني لمادة "نيترات الأمونيوم"، في الفترة ذاتها التي كانت فيها المادة الكيميائيّة موجودة في مرفأ بيروت.
ورغم أنّ الصحيفة لم تربط الشحنات التي حصلت عليها حزب الله بالشحنة الموجودة في مرفأ بيروت، ولكنّها ذكرت أنّ الحزب استخدم مادة "نيترات الأمونيوم" مراراً وتكراراً في عمليّاته.
تاريخ الحزب مع الأمونيوم
في أيّار، زوّد جهاز الموساد الإسرائيلي السلطات الألمانيّة بمعلومات تفيد باحتفاظ عناصر مرتبطين مع حزب الله بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدّى لمداهمة قوات الأمن الألمانيّة للعناصر وضبطها.
كما داهمت قوّات الأمن البريطانيّة أربعة مواقع مرتبطة بحزب الله، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن تخزين أطنان من الأمونيوم في مصنع سرّي للقنابل في ضواحي العاصمة لندن، وفق ما نقلت صحيفة "تيليغراف" في حزيران 2019.
وفي آب 2015، ضبطت السلطات الكويتيّة ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل.
كما ضبطت الأجهزة الأمنيّة في قبرص، في شهر أيّار 2015، كميّة تقدّر بـ 420 صندوقاً من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله وقامت بتفكيك البنية التحتيّة للهجوم المحتمل آنذاك.
وضبطت السلطات التايلنديّة، في كانون الثاني 2012، 290 لتراً من نترات الأمونيوم واعتقلت أشخاصاً منخرطين بالأمر على ارتباط بحزب الله.
3 شحنات تحت مرأى سليماني
وأكدت المعلومات الإستخباراتيّة أنّ حزب الله تلقّى 3 شحنات من "نيترات الأمونيوم"، وكان المسؤول عن تسليمها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
أول شحنة كانت في، 16 تموز 2013، بكمية بلغت 270 طنا جاءت من إيران بتكلفة تعادل 179.399 يورو (ما يعادل 213.620 دولار)، ويقال إنّ عمليّة التسليم تمّت أمام مرأى قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
وفي 23 تشرين الأول، من العام ذاته، حصل حزب الله على دفعة ثانية من "الأمونيوم" بالكميّة ذاتها للشحنة الأولى، لكنّ هذه المرة كانت تكلفتها 140.693 يورو (ما يعادل 167.530 دولار).
وتسلّم الحزب الشحنة الثالثة من المادة الكيميائيّة، في 4 نيسان 2014، بتكلفة تقدّر بـ 61.438 يورو (ما يعادل 73.16 ألف دولار)، لكن هذه الدفعة غير محدّدة الكميّة، لكن تمّ تقديرها بـ 90 إلى 130 طنا بناءً على التكلفة.
وتقدّر حجم كميّة "نيترات الأمونيوم" في الشحنات الثلاث، من 630 إلى 670 طناً.
"ماهان إير" تنقل الأمونيوم
وترجح التقارير أنّ عمليات نقل المادة المتفجرة لحزب الله، كانت إحداها عن طريق "ماهان إير"، وهي شركة طيران إيرانيّة خاصّة، بينما لم تحدّد طريقة تسليم الشحنتين الثانية والثالثة والتي يرجح أن يكون تسليمها تمّ عبر البرّ من سوريا أو البحر.
محمد قصير حلقة وصل
وكان اللبناني محمد قصير (57 عاما) بمثابة حلقة الوصل في عمليّات التسليم والاستلام لشحنات "نيترات الأمونيوم"، التي استوردها حزب الله في تلك الفترة، وهو مدرج على قائمة العقوبات الأميركيّة منذ 2018، وفق الصحيفة.
وظهر قصير في صورة نشرتها وكالة تسنيم الإيرانيّة، وهو يجلس بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، والسوري بشار الأسد لدى استقبال الأول للثاني في طهران.
ويعدّ قصير المعروف بـ "الحاج فادي"، مسؤولاً عن الخدمات اللوجستيّة لحزب الله لمدة 20 عاماً، وهو المسؤول عن دفع تكاليف تسليم الشحنات المتفجّرة، وهو أيضاً شقيق أحمد قصير الذي ارتكب أول هجوم انتحاري لحزب الله على قوات إسرائيليّة، بمقرّ القيادة العامة في صور، عام 1982، حيث كانت المادة المستخدمة في هذا التفجير هي "نيترات الأمونيوم".
ورأى خبراء أنّ سببين محتملين وراء قيام الحزب بتخزين مادة "الأمونيوم"، الأول لاستخدامها في معاركه الخارجيّة، أو ربما لعمليّات اغتيال داخليّة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار