16-08-2020
محليات
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "انه كانت لدينا الإرادة في التوصل الى نتيجة سريعة في التحقيق المتعلق بالانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في 4 الشهر الحالي، لكننا وجدنا فيما بعد ان الأمور متشابكة وتتطلب بعض الوقت"، مشيرا الى انه "تم تقسيم التحقيق الى ثلاثة مراحل: الأولى تقوم على معرفة من اين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيرترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب الى دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020. اما المرحلة الثانية فتقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة، والمرحلة الثالثة تقوم على معرفة من اهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع"، مؤكدا انه "ليس هناك من تأخير، انما حاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة."
واعتبر اعون "ان كل الفرضيات لا تزال قائمة. ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون ان نحقق فيه."
وعن المعلومات التي وصلته في 20 تموز الماضي، قال رئيس الجمهورية: "لقد أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013 ، وانا انتُخبت رئيسا للجمهورية في اخر شهر تشرين الأول من العام 2016. وحتى الآن لم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. وعندما بلغني التقرير من امن الدولة علمت بالأمر، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك ان أصحاب العلاقة اي السلطات المختصة تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر"، معتبرا "ان الذين اخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وقد تأكدنا من ان الجميع كان لديهم خبر وقد وصلتهم المعلومة."
وعن مسألة تكليف رئيس حكومة جديد، رأى الرئيس عون "ان نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه تشكيل الحكومة. وبعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل امام المجلس النيابي للحصول على ثقته على ضؤ برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، اريد نتائج للإصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية بذلك." ونفى "ان يكون حزب الله عائقا امام الإصلاحات او امام تشكيل حكومة بصورة سريعة."
وعما اذا كان اصغى الى غضب الشارع ، قال رئيس الجمهورية: "بالتأكيد. وانا ابن هذا الشعب ويسمونني "اب الشعب". وانا اشاركه هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليه بل انا منه." وعن الجواب الذي يقدمه لانتظارات هذا الشعب، أجاب: "قبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء قد اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة كي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد."
ورأى الرئيس عون "انه ليس في وارد التفكير بمغادرة السلطة لأن ذلك يُحدِث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض انني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. وإذا ما استقلت، تحصل انتخابات فورية والجو السياسي والشعبي لا يحمل على اجراء انتخابات قبل حصول هدوء في البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية. "
وعن العلاقة مع فرنسا، اعتبر الرئيس عون "انها قصة صداقة عريقة. ونحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. ونحن كنا بصدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث. للأسف فإننا سنحتفل به وسط الحداد. وفرنسا كانت مدعوة للمشاركة فيه"، مشيرا الى انه في الوقت الحالي، " نحن بحاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة اعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. كما اننا بحاجة الى إعادة اعمار المدارس"، مذكرا بموقفه خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي انعقد في باريس، في "ان يتم تشكيل لجنة من قبل الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الامور الضرورية."
وعن زيارة الرئيس ماكرون لبيروت بعد يومين من الانفجار رأى رئيس الجمهورية انها "كانت موضع تقدير جميع اللبنانيين. ونحن نشكره لمجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. وهو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدّد المساعدات اللازمة."
وعن قول الرئيس الفرنسي انه يأتي "بسبب الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت اليما وليس لاعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه" اعتبر الرئيس عون "انه كان يقول ذلك من كل قلبه وقناعاته، وانا كنت بدأت بإقرار قانون لاجراء التحقيق الجنائي. وقوله يؤيد الاجراء الذي اتخذته لأنه علينا ان نحدد المجرمين بالفساد."
واعتبر الرئيس عون "انه عندما يأتي احد للمساعدة فذلك لا يعني التدخل في شؤون الاخر. وله الحق في تقديم نصائحه كي يأتي العمل المطلوب جيدا"، مشددا على "انه عندما ينصح احد باتخاذ اجراء معين فهذا ليس بتدخل، انما عندما يعمد هو الى تعيين الحكومة عندها يكون الامر تدخلا"، نافيا ان يكون الرئيس ماكرون يقوم بذلك.
وعن الاتفاق الذي قامت به الامارات مع إسرائيل، اعتبر الرئيس عون "ان الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده"، مشددا في الوقت عينه "ان هناك ارض لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها."
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال مقابلة أجرتها معه محطة BFMTVالفرنسية الواسعة الانتشار، وبثتها ليل امس.
وفي ما يلي نص الكامل للمقابلة:
التحقيق في الانفجار
سئل: في بيروت، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من هنا، وقع الانفجار الرهيب في الرابع من آب المنصرم. بعد 11 يوما على ذلك، ما هي أولى نتائج التحقيق حول مصدر هذه المأساة؟
أجاب: "كانت لدينا الإرادة في التوصل الى النتيجة بسرعة، لكننا وجدنا فيما بعد ان الأمور متشابكة جدا وتتطلب بعض الوقت. وتم تقسيم التحقيق الى ثلاثة مراحل: الأولى تقوم على معرفة من اين أتت الباخرة، وأين تم تحميلها بالنيترات، والى اين كانت متجهة، وما الأسباب الى دفعتها للدخول الى مرفأ بيروت والبقاء فيه طيلة هذه المدة من 2013 الى حين تفجير المواد المحملة بها في العام 2020. اما المرحلة الثانية فتقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة، والمرحلة الثالثة تقوم على معرفة من اهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع، خصوصا في حالة استثنائية هم غير مكلفين بالبت بها، فلا العادات الجمركية ولا المسؤولين عن المرفأ تفرض ان يحصل مثل هذه الامر. ونحن اكتشفنا ذلك في اللحظة الأخيرة. ان الموضوع متشابك ولا يمكن الخروج منه بتحقيق سريع. والحكومة قبل استقالتها، وبناء على طلبي، احالت التحقيق الى المجلس العدلي، وهناك محقق عدلي مستقل تماما، كون هذا المجلس يُعتبر محكمة خاصة بالجريمة التي حصلت."
سئل: ولكن الحكومة أعلنت انه في غضون خمسة أيام ستكون هناك نتائج أولية، واليوم لم تصدر هذه النتائج، فما هو سبب التأخير؟
أجاب: ليس هناك من تأخير، نحن بحاجة الى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة وبفروع عدة، اكثر مما كان يتصوره القضاة.
سئل: لماذا كنتم ترفضون التحقيق الدولي؟
أجاب: في الواقع ان الخبراء الفرنسيين وجهاز الFBI يساعدوننا في التحقيق لكي نعرف الحقائق التقنية والأمور الخارجية، لأنهم يمتلكون القدرة اكثر منا وكذلك الامكانيات لمعرفة التفاصيل التي أوصلت الباخرة الى هنا، وما هو مصدرها، ومن يمتلكها.
سئل: بعد ثلاثة أيام على المأساة، طرحتم ثلاثة فرضيات: الإهمال، او الاستهداف الخارجي من خلال صاروخ، او قنبلة، هل هناك فرضية من الثلاثة يمكن استبعادها او لما تزل مجتمعة قائمة الى اليوم؟
أجاب: ان كل الفرضيات لا تزال قائمة. وانا طلبت صورا جوية بإمكانها ان تحدد لنا اذا ما كانت هناك محاولة اعتداء من الجو.
سئل: بالنسبة اليكم، ان فرضية استهداف خارجي بواسطة صاروخ لا تزال قائمة؟
أجاب: طبعا، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع، فندع جانبا احتمالا واحدا من دون ان نحقق فيه.
سئل: تقولون انه اذا كانت النتائج تأخذ بعض الوقت فذلك مرده الى ان التحقيق معقد اكثر ممّا كان متوقعا، وبالرغم من ذلك فلقد ذكرتم في لقائكم مع الإعلاميين انكم حصلتم في 20 تموز على معلومات حول كمية النيترات هذه المخزّنة في المرفأ. ما هي هذه المعلومات، وهل اتخذتم اجرءات بعد 20 تموز، على إثر ما حصلتم عليه؟
أجاب: لقد أتت هذه المعلومات متأخرة للغاية. فهذه المواد كانت موجودة منذ العام 2013 ، وانا انتُخبت رئيسا للجمهورية في اخر شهر تشرين الأول من العام 2016. ولم يكن لدي أي خبر عن الموضوع. حتى بلغني التقرير من امن الدولة ، ومستشاري العسكري تأكد بعد ذلك ان أصحاب العلاقة اي السلطات المختصة تقوم بمعالجة الأمر. كلهم كان لديهم خبر.
سئل، هل قررتم بين 20 تموز و4 آب يوم الانفجار اتخاذ تدابير تهدف الى حماية المنطقة تجنبا من حصول أي مأساة؟
أجاب: طبعا، ان الذين اخذوا علما بالموضوع هم المسؤولون الذين تقع على عاتقهم مهمة التنفيذ. وقد تأكدنا من ان الجميع كان لديهم خبر وقد وصلتهم المعلومة.
الحكومة الجديدة
سئل: لقد رأينا ان هذا الانفجار الذي أدى الى سقوط 177 شهيدا على الأقل ونحو 6000 جريحا كانت له نتائج سياسية. الاثنين الماضي تقدم رئيس حكومتكم حسان دياب باستقالته، اين هي اليوم مسألة تعيين رئيس حكومة جديد؟
أجاب: نظامنا برلماني، وعلينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة. إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه تشكيل الحكومة. وبعد تأليفها، على الحكومة ان تمثل امام المجلس النيابي للحصول على ثقته على ضؤ برنامج عملها الذي تتقدم به. لكنني بصورة خاصة، اريد نتائج للإصلاح مع الحكومة، على ان يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية بذلك.
سئل: بالواقع ان الكثيرين في المجتمع الدولي طالبوا بالإسراع في تشكيل الحكومة. هل اعطيتم أنفسكم مهلة محددة لتعيين رئيس الحكومة وتشكيل هذه الحكومة؟
أجاب: بدأنا فورا بذلك من جهتنا، لكن عادة هناك تشاور بين الأحزاب لاعتماد أكثرية معينة كي نبدأ في الاستشارات. لا ينفعنا ان نقوم باستشارات وتأتي النتيجة متشابكة أيضا فلا نتمكن من اختيار رئيس للحكومة. يجب ان تتكون أكثرية كي نتمكن من تسمية رئيس للحكومة.
سئل : ان انسداد الأفق هذا وهذه التعقيدات التي تعترض تسمية رئيس الحكومة، كثيرون يعزون سببها الى ان حزب الله هو من يمتلك الكلمة الأخيرة في تسمية رئيس الحكومة. هل هذا صحيح، وما هو الدور الذي يلعبه فعلا حزب الله، الذي يصفه البعض بدولة داخل الدولة؟ وما هو جوابكم؟
أجاب: لا ليس الى هذا الحد. هذا ليس صحيحا لأن تسمية رئيس الحكومة تتوقف على الأكثرية التي تنبع من الاستشارات. وعدد وزراء حزب الله ليس كثيرا: وزيران في حكومة من 30 وزيرا بمعنى ان الحزب ليس الأكثرية التي تتحكم بقرارات مجلس الوزراء.
سئل: بالنسبة اليكم حزب الله ليس عائقا امام الإصلاحات وليس عائقا امام تشكيل حكومة بصورة سريعة وتعيين رئيس حكومة جديد؟
أجاب: لا. هناك استشارات على رئيس الحكومة ان يقوم بها مع مختلف النواب لتشكيل الحكومة من النواب او تكون اكسترا برلمانية.
غضب الشارع
سئل: منذ اسبوع هناك تجاذبات جديدة لتشكيل حكومة جديدة وتعيين رئيس جديد للحكومة، وهي تجاذبات بين مختلف الكتل البرلمانية، والمعترضون في الشارع يقولون اننا بحاجة الى تجديد حقيقي للطبقة السياسية، وهم يعبّرون عن ذلك بكلمات قاسية للغاية منذ بدء التظاهرات. هل اصغيتم الى غضب الشارع هذا؟
أجاب: بالتأكيد. وانا ابن هذا الشعب ويسمونني "اب الشعب". ولقد كان شعوري عاطفيا قاسيا للغاية. وانا اشاركهم هذا الغضب، فأنا لست متفرجا عليهم بل انا منهم.
سئل: الم يكن من دور "اب الشعب" ان يذهب لمعاينة ضحايا هذا الانفجار، وتقاسم ألم هؤلاء الضحايا والمتضررين في الشارع؟
أجاب: لقد ذهبت وكشفت على موقع الانفجار. ولم يكن بامكاني الاختلاط مع المواطنين، الا انني تابعت كافة اخبارهم واخذت العبرة اللازمة، وفهمت هذا الغضب وهذا الشعور.
سئل: هل فهمتم هذا الغضب لهذا الشعب الذي يقول انه ضاق ذرعا من الفساد ومن هذا النظام؟ وكيف يمكنكم ان تجيبوا على انتظاراتهم اليوم؟
أجاب: قبل ان يحصل الحدث الذي جرى، اتخذ قرار في مجلس الوزراء بفتح تحقيق جنائي بحسابات المصرف المركزي والمؤسسات الكبرى التابعة للحكومة كي يتم تحديد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين، والتي كانت منطلق الفساد.
مغادرة السلطة
سئل: بعد هذا الانفجار، هل فكرتم بمغادرة السلطة؟
أجاب: لست في وارد التفكير بهذا الامر لأنه يُحدِث فراغا في الحكم، فالحكومة مستقيلة. ولنفرض انني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى. وإذا ما استقلت، الجو السياسي والشعبي لا يحتمل اجراء انتخابات قبل عودة الهدؤ الى البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية.
سئل: اننا نرى على الرغم من كل شيء فإن التظاهرات تتجدد أسبوعيا، واحيانا يتم قمعها بعنف، كم من الوقت يمكن ان يستمر ذلك؟
أجاب: في كافة التظاهرات، هناك البعض ممن يستفيد من المناسبة للقيام بعمليات شغب، وتكسير للمحال التجارية. هذا البعض هو من تتم معالجته من قبل القوى الأمنية. اما المتظاهرون الحقيقيون فما من احد قام بتوجيه ضربة كف اليهم. وكانت تعليماتي واضحة للغاية: مهما حصل، ممنوع التعرض لهم، ذلك اننا نتفهم غضبهم الذي هو امر طبيعي بعد هذا الحادث الكبير.
العلاقات مع فرنسا
سئل: بالأمس رست حاملة الطوافات Le Tonnerreفي مرفأ بيروت، في مستهل العملية التي أطلق عليها تسمية: "صداقة". كيف تصفون العلاقات بين لبنان وفرنسا؟
أجاب: ان الرئيس ماكرون قال: لأن السبب هو لبنان. وانا أقول من جهتي: لأن السبب هو فرنسا ولبنان.
سئل: هل لديكم كلمة تصفون بها هذه العلاقة المميزة بين بلدينا؟
أجاب: انها صداقة عريقة. ونحن فرانكوفونيون، وفرنسا هي التي أعلنت في العام 1920، لقرن مضى، قيام لبنان الكبير. ونحن كنا بصدد الاعداد للاحتفال بالمئوية الأولى لهذا الحدث. للأسف فإننا سنحتفل به وسط الحداد. وفرنسا كانت مدعوة للمشاركة فيه.
سئل: ان فرنسا تقدم اليوم المساعدة الإنسانية والغذائية والمادية، فما هو اكثر ما يحتاجه اللبنانيون القاطنون في الاحياء المدمرة؟
أجاب: نحن بحاجة الى أمور عدة، من مواد غذائية الى إعادة اعمار الأبنية المهدمة، إضافة الى المستشفيات وما تحتاجه من ادوية. كما اننا بحاجة الى إعادة اعمار المدارس.
سئل: بالرغم من ذلك، فإن بعض اللبنانيين الذي التقينا بهم يخشون من ان لا تصل اليهم المساعدات نتيجة الفساد الموجود في هذا البلد؟ كيف يمكنكم ان تضمنوا لهم ان المساعدات الخارجية سوف تصل الى أيديهم، وسيفيدون منها؟
أجاب: لقد طالبت خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي انعقد في باريس، ان يتم تشكيل لجنة من قبل الأمم المتحدة لمراقبة توزيع المساعدات الدولية وصرف الأموال في الامور الضرورية لجهة توزيع المساعدات، وإعادة اعمار المنازل والمستشفيات والمدارس المهدمة.
زيارة الرئيس ماكرون
سئل: قام الرئيس ماكرون بزيارة بيروت بعد يومين من الانفجار، واليوم بعد 9 أيام من هذه الزيارة ما هي النظرة التي تعطونها لمجيئه هذا؟
أجاب: انها نظرة إيجابية للغاية وقد كانت الزيارة موضع تقدير جميع اللبنانيين. ونحن نشكره لمجيئه السريع تعبيرا عن عاطفته تجاه لبنان وللاطلاع على حجم الخسائر. وهو قام بعد هذه الزيارة بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدّد المساعدات اللازمة.
سئل: خلال وجوده في بيروت، قام الرئيس ماكرون بزيارة الاحياء المدمّرة والتقى الناس بغيابكم، وقال للبنانيين هذه الكلمات: انا اتفهم غضبكم. ما هو تقييمكم لهذه العبارة؟
أجاب: الرئيس ماكرون احب ّان يرى الناس مباشرة من دون ان يكون متأثرا بمواكبتي الشخصية له.
سئل: هل تفهمتم رغبته هذه بالذهاب لرؤية هذا الشعب، شعبكم؟
أجاب: نعم
سئل: وعندما تحدث دائما خلال هذه الزيارة عن الواجب الملقى على عاتق صديق يهرع حين يكون الوقت اليما وليس لاعطاء شك على بياض لنظام لم يعد يحظى بثقة شعبه. هذه عبارات قاسية تجاهكم...
أجاب: قال ذلك تعبيرا عن قناعاته، ، وقبل ان تحصل هذه الكارثة كان مجلس الوزراء قد اتخذ قرارا بفتح تحقيق مالي جنائي ، وقوله يؤيد الاجراء الذي ادعمته بقوة لأنه علينا ان نحدد المجرمين بالفساد.
سئل: ألم تشعروا انكم مستهدفون بصورة خاصة بعبارات الرئيس ماكرون؟
أجاب: لا، لأنه يعرفني جيدا.
سئل: وعندما يقول انه عندما سيعود في الأول من أيلول، اذا لم تتوصل الطبقة السياسية اللبنانية الى ميثاق اجتماعي جديد سوف يقوم بتحمل مسؤولياته، ألم تأخذوا كلامه هذا على اعتبار انه تدخلا، كما وصفه البعض بأنه تعرض للسيادة، سيادتكم الوطنية؟
أجاب: ان الانفجار الذي حصل اتخذ حجما عالميا، والرئيس ماكرون يعمل من اجل ان تكون القرارات فيما بعد التي سنتخذها صالحة وتتلاءم مع حجم الحادث الكبير. وانا لا اعتقد ان لها طابع التدخل، انما عباراته هذه نابعة من غيرة الصداقة كي تأتي الإجراءات سليمة.
سئل: ان يأتي رئيس الجمهورية الفرنسية بعد يومين من الانفجار، ويعود في الأول من أيلول، هل يشكل الامر تعبيرا عن الصداقة وليس بمثابة تدخل في السياسة اللبنانية وفي مستقبل البلد،؟ وألا يعني ذلك رغبة فرنسا في تقرير مستقبل لبنان؟
أجاب: عندما يأتي احد للمساعدة فذلك لا يعني التدخل في شؤون الاخر. وله الحق في تقديم نصائحه كي يأتي العمل المطلوب جيدا.
سئل: ما هي الحدود بالنسبة اليكم بين المساعدة، والصداقة والتدخل؟ وفي أي وقت لا يجب القيام بخطوة قد تغدو في غير محلها؟
أجاب: يكون التدخل عندما يحدد هو المسار السياسي، انما عندما ينصح باتخاذ اجراء معين فهذا ليس بتدخل. فعندما يعمد هو الى تعيين الحكومة عندها يكون الامر تدخلا.
سئل: هل قام بذلك؟
أجاب: كلا.
الاتفاق بين الامارات واسرائيل
سئل: هذا الاسبوع حصل حدث تاريخي حيث قامت الامارات العربية المتحدة بتوقيع السلام مع إسرائيل. كيف تعلقون على هذا الاتفاق؟ وهل لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع اسرائيل؟
أجاب: نحن لدينا مشاكل مع إسرائيل يتوجب حلها.
سئل: ولكن هذا الاتفاق الذي قامت به الامارات ماذا يعني لكم وللبنان؟ كيف تفسرونه وكيف ترونه؟
أجاب: الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده.
سئل: ما هي المشاكل مع اسرائيل التي من الواجب حلها، قبل ربما التوقيع على السلام؟
أجاب: هناك ارض لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة الى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها.
شكر فرنسا
وختم الرئيس عون المقابلة بتوجيه الشكر الى فرنسا قائلا: "اود ان اشكر فرنسا، شعبا ورئيسا، لمساهمتها في تقديم المساعدات للبنان، ووقوفها من كل قلبها الى جانبه."
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار