08-08-2020
مقالات مختارة
المفارقة المحزنة، والتي تعتبر جريمة وطنية بامتياز، أن الحكومات العربية والأوروبية هبّت لنجدة البلد المنكوب، في حين غابت الدولة عن مواقع الفاجعة، واكتفت، كالعادة بعقد الاجتماعات وإصدار البيانات، من دون اتخاذ أية خطوة عملية لتأمين الإيواء لاصحاب المنازل المهدمة، ولا صرف سلفة مالية واحدة للمستشفيات المدمرة، ولا حتى تأمين فرق عمل لرفع الردميات من الشوارع، أو عزل الأبنية المتصدعة، فضلاً عن التقصير الفاضح في البحث عن المفقودين تحت الأنقاض.
هل يُعقل أن تقتصر عمليات فرق الإنقاذ والبحث عن المفقودين على ساعات دوام العمل النهاري في موقع بحجم إهراءات القمح، عوض تأمين المعدات اللازمة لاستمرار المحاولات الإنقاذية على مدار الساعة، للعثور على من تُكتب له النجاة من هذه الكارثة؟
هل يجوز ترك المستشفيات المتضررة إصلاح ما دمره الانفجار الزلزالي، من دون تقديم أدنى المساعدات الممكنة من الدولة، ولو بشكل سلف مالية مُسبقة، أو توفير مواد الترميم الضرورية التي تُمكنها من استئناف مهمتها الإنسانية بأسرع وقت ممكن؟
وهل وصل البطر بالسلطة اللبنانية إلى حد رفض فريق المساعدة الفرنسي المكوّن من أطباء ومسعفين من أهل الكفاءة والخبرة، وما يحملونه من أطنان من المواد الطبية والمعدات الإغاثية، في خطوة كيدية للرد على نجاح زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، وتفاعله المميز مع اللبنانيين المصابين بأضرار الانفجار، والملتاعين من إهمال وفساد حكامهم؟
مشاهد الشباب والصبايا القادمين من مختلف المناطق اللبنانية تطوعاً لمساعدة مواطنيهم في بيروت بتنظيف الشوارع المتضررة، تُجسّد إصرار هذا الشعب الطيّب على الحياة، والتغلب على التحديات والصعوبات التي يتخبّط الحكم الفاشل فيها، ويتحمل الناس الغلابى أعبائها الباهظة، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار