مباشر

عاجل

راديو اينوما

نداء الوطن : ‎دياب أمام مفترق "القرار الحاسم" …شروط "صندوق النقد" أو قيود "حزب الله‎"‎

05-03-2020

صحف

الدولار يواصل الفتك بالليرة وقد بات على أعتاب "الألفية الثالثة" مستفيداً من تردّد ‏الحكومة وسياسة "حرق الأعصاب" التي يعتمدها رئيسها حسان دياب، و"كورونا" يواصل ‏انتشاره وقد اتسعت رقعة "بيكار" العدوى بالأمس لتسجل تشخيص إصابة شابة في الرابعة ‏عشرة من عمرها آتية من إيران ومواطن في مستشفى سيدة المعونات في جبيل، تتحمل ‏وزارة الصحة مسؤولية مباشرة عن عدم تشخيص حالته مبكراً بعدما أوعزت الوزارة لإدارة ‏المستشفى بعدم إخضاعه لفحص الكورونا عندما أبلغتها بحالته على اعتبار أنه "قادم من ‏مصر".

 وبين نار الدولار وانتشار الكورونا، يصارع اللبناني في يومياته بلاء الغلاء والوباء ‏بانتظار ما ستتمخض عنه جحافل المستشارين في السراي من حلول مبتكرة لانتشال البلد ‏من مهوار الإفلاس الذي دفعته إليه الطبقة الحاكمة، في وقت بات رئيس الحكومة على ‏بعد 48 ساعة من "القرار الحاسم" إزاء التخلف عن سداد استحقاق "اليوروبوندز" للمرة ‏الأولى في تاريخ لبنان، ليجد دياب نفسه بعدها أمام مفترق طريق بين اتجاهين… إما ‏المضي قدماً نحو شروط صندوق النقد الدولي لتنفيذ إصلاحات بنيوية جذرية تتيح إعادة ‏ضخ مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد الوطني، أو الرضوخ لقيود "حزب الله" الذي ‏يرفع "فيتو" تحريم التعامل مع صندوق النقد ويدفع الحكومة باتجاه إجراءات موجعة ‏‏"ملبننة" تجنّب الحزب التجرّع من كأس انكشاف ساحته الداخلية أمام وصاية مالية دولية من ‏شأنها أن تجفف منابع منظومة الاسترزاق على ضفاف خزينة الدولة‎.‎

وإذا كان يُسجّل لـ"حزب الله" وضوحه في معاداة خيار "الصندوق الدولي" لحل الأزمة ‏الاقتصادية والمالية في البلاد، فإنّ الضبابية التي لا تزال تلف موقف رئيس الحكومة تزيد ‏النزف استنزافاً ربطاً بانعدام الوضوح في الرؤية والتوجهات التي ينوي اعتمادها حتى ‏الساعة في ما عدا تكرار توعّد المواطنين بـ"إجراءات موجعة" في الفترة القريبة المقبلة. ‏وبالانتظار، يترقب الداخل والخارج ما سيعلنه دياب نهاية الأسبوع عشية استحقاق التاسع ‏من آذار على اعتبار أنّ ما سربته دوائر السراي الحكومي خلال الساعات الأخيرة هيأت من ‏خلاله الأجواء للإعلان عما حرصت على وصفه بأنه "خطة اقتصادية ومالية شاملة لا تقتصر ‏فقط على موضوع سندات الدين بل تتعداها نحو رسم معالم خريطة طريق أشمل لمعالجة ‏الأزمة وفق ما توصلت إليه اجتماعات اللجان المتخصصة في السراي". وهنا يؤكد خبراء ‏اقتصاديون لـ"نداء الوطن" أنّ أي خطة لا تضمن تأمين ضخّ نحو 15 مليار دولار في خزينة ‏الدولة ستكون بمثابة "استخدام مُسكّنات لا تحتوي في تركيبتها على أي علاج للأزمة ‏الراهنة"، وبهذا المعنى لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تحصل على هكذا مبالغ مالية ضخمة ‏إلا من خلال صندوق النقد بالتوازي مع الشروع في تنفيذ برامج إصلاحية تحظى بغطاء ‏الصندوق لاستعادة الثقة بالدولة ومنع عملتها من الانهيار، الأمر الذي يبدو مستبعداً حتى ‏الساعة في ظل المعلومات التي تتحدث عن أنّ حكومة دياب ستمتثل للحظر الذي يفرضه ‏‏"حزب الله" على الاستعانة اللبنانية ببرامج الصندوق الدولي، بموازاة بروز مؤشرات رئاسية ‏تشي بأنّ قصر بعبدا سيؤازر توجهات "حارة حريك" في هذا الملف بخلاف رأي العديد من ‏الخبراء والمشرّعين في "التيار الوطني الحر" الذين يؤيدون اللجوء إلى خيار صندوق النقد‎.‎
‎ ‎
وفي خضمّ المعضلة الاقتصادية المستعصية، تبدو دوائر القصر الجمهوري منشغلة ‏بمتابعة ملف التشكيلات القضائية على وقع تأكيد مصادر متابعة عن كثب لهذا الملف ‏‏"امتعاض الرئيس ميشال عون من المسار الذي سلكته هذه التشكيلات بشكل يرى فيه ‏استهدافاً للقضاة المحسوبين على العهد والتيار الوطني الحر"، وتوضح المصادر لـ"نداء ‏الوطن" أنّ عون يعتبر أنّ "المعايير التي اعتمدت لم تُطبق على كل القضاة إنما مدعي عام ‏التمييز القاضي غسان عويدات اختار من يراه هو مناسباً في النيابات العامة‎".‎
‎ ‎
وإذ تستبعد المصادر أن يلجأ رئيس الجمهورية إلى حجب توقيعه عن التشكيلات بل ‏سيوافق عليها "على مضض" لكي لا يظهر في موقع التصدي لرغبة السلطة القضائية ‏وتوجهاتها الإصلاحية، تكشف المصادر أنّ "تدخلات سياسية وازنة كانت قد حصلت خلال ‏الأيام الأخيرة وأدت إلى تأخير صدور التشكيلات، غير أنّ تمسك رئيس مجلس القضاء ‏الأعلى القاضي سهيل عبود بعدم الرد على أي من هذه التدخلات وإصراره على اتباع ‏المعايير الموضوعة قطع الطريق على إمكانية إحداث أي خرق سياسي في هيكلية ‏التشكيلات‎".‎
‎ ‎
وحول ما تردد في الأوساط العونية عن إقصاء مقصود للقضاة الموالين لـ"التيار الوطني"، ‏لا سيما منهم القاضية غادة عون التي كان رئيس الجمهورية يريد إبقاءها في موقعها ‏بالإضافة إلى حرصه أيضاً على عدم المس بالقاضية سمرندا نصار، تشدد مصادر قضائية ‏معنية لـ"نداء الوطن" على أنّ التشكيلات المرتقبة "تمت بناءً على المعايير القضائية التي ‏وضعت وتم تطبيقها على الجميع بحيث شملت دراسة السير الذاتية للقضاة وإخضاعهم ‏لمقابلات دقيقة ومطوّلة توصلاً إلى اختيار القاضي المناسب في المكان المناسب"، لافتةً ‏إلى أنّ "مجلس القضاء الأعلى كان قد عقد اجتماعاً نهائياً بعد ظهر الثلثاء الفائت لوضع ‏اللمسات الأخيرة على التشكيلات تمهيداً لرفعها وإقرارها (اليوم) الخميس إذا لم يطرأ أي ‏أمر يعترض ذلك"، مع إشارتها في هذا المجال إلى أنّ "مجلس القضاء الأعلى سعى إلى ‏تأمين الإجماع على تشكيلاته بغية تحصينها من التدخلات السياسية، والتي برز آخرها على ‏شكل طرح تم التداول به ويقضي بأن تصدر التشكيلات غير مكتملة، بمعنى أن تستثني ‏عدداً من المراكز لا سيما في النيابات العامة، الأمر الذي رفضه القاضي عبود ومعه عدد ‏من القضاة، فكان الموقف القضائي موحداً وصلباً بعد عقد اجتماعات مكثفة خلال الأيام ‏القليلة الماضية خلصت إلى وجوب صدور التشكيلات كاملة وليتحمّل من يرفضها ‏مسؤولياته على أن تبقى، في حال عدم توقيعها، أمام مجلس القضاء مهلة محددة لإعادة ‏التأكيد عليها وإبداء إصراره على السير بها وفق الآلية المتبعة والمعايير الموضوعة‎".‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.