18-02-2020
مقالات مختارة
غادة حلاوي
غادة حلاوي
وأضاف في جلسة نقاش مع إعلاميين: “رغم كل ما نعيشه ونعانيه من ظروف ومعنويات صعبة فإن القدرة على الانقاذ لا تزال متوافرة لدينا”.
وتابع: “بالرغم من كل أزماتنا الحالية لا نزال نملك، وعلى عكس ما يظن الكثيرون، مكتسبات تخولنا تحقيق قفزة نوعية نحو الإنقاذ وفي ظرف زمني بسيط اذا ما توافرت النية لذلك”.
وركز جعجع على “أصول الدولة التي لا تزال موجودة اذا ما تمت الاستفادة منها يمكن ان تقلب الميزان المالي للدولة وتغير مسار الامور”، ولكن هذا يستلزم ادارة سليمة للدولة. لذا جاء موقف القوات من الحكومة ليناً، ولو لم يعط الثقة اعتراضاً على طريقة تشكيل الحكومة التي ولّدت خيبة، وعارض البيان الوزاري الذي كان يمكن أن يكون عبارة عن سطرين أو ثلاثة بدل بنوده المطولة”.
واعتبر أن “البداية لا تبشر بالخير لكن الأمل لا يزال موجوداً بأن تقدم هذه الحكومة على خطوات توقف الانهيار”.
وبدلاً من “النظريات التي يطرحها البعض ومن بينها الهيركات وهي طروحات غير مقبولة على الاطلاق”، اقترح جعجع على الحكومة مجموعة خطوات “انقاذية” لإثبات جديتها في المعالجة وتحررها من التبعية للداخل أو الخارج. وإلا كان “مستحيلاً أن نكون ايجابيين قبل أن تحقق الحكومة خطوات جدية وتضبط وضع دولة أشبه بـ”سلة مفخوتة”، ومن هذه الخطوات:
التخلص من فائض الموظفين في الإدارة مما لا عمل لهم، ضبط المعابر غير الشرعية، وليس الاستراتيجية (طالما تثير حساسية)، تعيين هيئة ناظمة للاتصالات طبقاً للقانون، ومجلس إدارة جديد لكهرباء لبنان”.
ومن المصادر “الممكنة للتمويل من دون ترتيب خسائر، الاستفادة من القطاعات الحيوية التي لا تزال تدر اموالاً على الدولة مثل قطاع الاتصالات والمرفأ وكازينو لبنان والميدل ايست. يمكن للحكومة أن تستجلب شركات دولية وفق دفاتر شروط معينة لإدارة هذه المؤسسات كي نحقق أرباحاً مضاعفة، ثم نحولها الى شركات مساهمة بعد ان يتم تصحيح وضعها”.
تنفيذ هذه الخطوات “البسيطة” قبل “اتخاذ الاجراءات المؤلمة على المواطنين” دليل “على صدق النوايا”. على ان الشرط لتحقيق كل ما تقدم هو “توافر الإرادة السياسية وتخطي العقبات والا عبثاً يكون البحث عن وسائل للإنقاذ لا تزال متوافرة”.
إلى ذلك، وضع جعجع كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حول ضرورة التفاهم بين الموالاة والمعارضة لإنقاذ البلد، في إطار “التهرب من المسؤولية لأن الحكومة مسؤولة ولديها كل مقومات النجاح اذا ارادت”، غير أن أكثر من بإمكانه مساعدة الحكومة اليوم هو “حزب الله والسيد حسن نصرالله”، مقترحاً الخطوات التالية: رفع الغطاء عن حلفائه الذين كان فسادهم سبباً لما وصلنا إليه، الانسحاب من كل مشاكل المنطقة من اليمن الى العراق وسوريا حيث كان لتدخله تأثيره السلبي على الاقتصاد المالي وعلى حجب المساعدات عن لبنان، واستعادة الدولة مصداقيتها وقرارها الأمني والعسكري ما يكسبها المصداقية.
وأيد جعجع الانتخابات النيابية المبكرة “إلا في حال تمكنت الحكومة من أن تخطو خطوات انقاذية فحينها يمكن ارجاء الخطوة بعض الوقت، لكن اذا فشلت فسنكون حينها أمام حائط مسدود لا يخرقه الا انتخابات مبكرة على اساس القانون الحالي الذي أقر بعد التوافق بشأنه، والمنطق لا يقول بتغيير القانون عند كل انتخابات، فضلاً عن ان طرح قانون جديد من شأنه ان يؤخر العملية الانتخابية برمتها”.
وعن علاقة “القوات اللبنانية – المستقبل”، أشار جعجع إلى أن “القوات غير متفقة في الوقت الحاضر مع المستقبل، مضيفاً: “ما يفرقنا هو التفاهم على كل شيء، على طريقة إدارة الدولة، خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري كان جيداً غير أن العبرة في التنفيذ وليبارك الله له برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ونحن أصدقاء وبشكل دائم وسنبقى لكن إلى أي مدى سنتعاون؟”.
وأضاف: “لا يمكن أن نضحك على بعض ولكن سنحاول تذليل العقبات”، معللاً عدم حضور زوجته بالقول: “بالفعل كانت بوادر المشاركة لولا أسباب صحية وأرسلنا وفداً من تسعة محازبين”، أما لماذا لم يشارك شخصياً فهذه خطوة “لها اعتباراتها الشخصية”.
وراى ان الجهة الوحيدة التي يمكن للحريري “أن يحط يده بيدها هي القوات اللبنانية لماذا؟ لان جنبلاط “لا يريد أن يذهب بعيداً”.
إلى ذلك، أكد جعجع أن “الخط الاحمر الوحيد بالنسبة الى القوات هو الجيش وقوى الامن الداخلي. أما الموقف من اسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون فهذه خطوة لها حساباتها الخاصة والتي تجعل فتح هذا الملف غير ممكن حالياً وإلا ما البديل؟”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار