29-01-2020
محليات
منير الربيع
صحافي لبناني
ورفض جعجع عبر موقع “المدن” الاتهامات التي تطاول القوات بأنها كانت تدعم الثورة لمواجهة حكومة الرئيس سعد الحريري إضافة الى رفضه التصنيفات المذهبية والطائفية مؤكدا ان اللعبة خرجت من هذا المنطق، وأبرز الردود هو التلاحم بين ابناء طرابلس وجل الديب والزوق، عندما ناصروا بعضهم البعض في لحظات الاستفراد بهم، والمشهد الابلغ هو في صراخ طرابلس للنبطية والهرمل، ونزول اهل تعلبايا وسعد نايل الى بيروت دفاعاً عن الانتفاضة واهدافها.
وردا على سؤال عن الموافقة على اسقاط رئيس الحكومة في مقابل عدم اسقاط رئيس الجمهورية، أجاب الدكتور جعجع ان المعادلة غير مطروحة بهذا الشكل، الحكومة هي اساس السلطة، واسقاطها لا يستهدف شخص الرئيس بل القوى المهيمنة عليها، وارادت اتخاذها كمتراس وغطاء لمشاريعها. وهو ليس متمسكاً بهذا العهد، لكن الأهم ما الذي سيأتي بعد هذا العهد، ولا يغادر فلان كي يأتي من يمثله او ينوب عنه أو مثله. لذلك كان الطرح الاساس هو حكومة اختصاصيين مستقلين.
وفي توصيفه للحكومة، اعتبر جعجع انه تم اللعب على شكلها وتم تلغيمها بوزراء معينين من جهات مختلفة، فقدمت وكأنها حكومة تكنوقراط ولكن تبقى العبرة في التنفيذ لافتا الى انه كان بإمكان الحكومة اظهار استقلاليتها او جديتها بالعمل، من خلال تعاطيها مع مشروع الموازنة، لكنها لم تفعل، وهذا ما اصابها بمقتل، خصوصاً بعد مشهد جلسة مجلس النواب لإقرار الموازنة، وتبنى فيه حسان دياب موازنة الحكومة السابقة التي أسقطت بسبب هذه الموازنة، وكأن لا احد تعلّم، وليس هناك من يريد اثبات جدية في التعاطي مع الملفات الملحة والداهمة.
واشار رئيس حزب القوات إلى انه كان بالإمكان العمل على اعداد البيان الوزاري لتحصل الحكومة على الثقة، وتسترد الموازنة وتجري تعديلات جذرية عليها، وبعدها يتم اقرارها، ولكن ما حصل لا يبشر بالخير لكننا سننتظر لنرى.
وفي تقييمه للموقف الدولي من هذه الحكومة، راى الدكتور جعجع انه قد تعطى فترة سماح لمدة شهر، وكيف ستتعاطى، ولكن لا احد سيقدم مساعدات للبنان من دون مقابل، والمقابل الاول في ذلك، هو الاهتمام باللبنانيين، وكف بعض الاطراف لشرورهم عن الدول الأخرى، وعدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية.
وقال جعجع إن ما قبل 17 تشرين ليس كما بعده، وعلى كل الفرقاء التفكير ملياً وجدياً بما فرضته هذه التحولات لتغيير ادائهم وآلية عملهم، والأهم أن التلاحم الوطني بين اللبنانيين يفرض على الاحزاب التوجه نحو تبني مشاريع وطنية لا طائفية، وتسقط ما يسمى بالحسابات الاسلامية او المسيحية، مشدداً على أن هذا هدف اساسي تضعه القوات نصب أعينها، وتتطلع الى الذهاب نحو مشروع لا طائفي، يتكامل فيه المسلمون والمسيحيون على اساس المواطنة وذلك لمواجهة اي مشاريع تؤدي الى الشرذمة والتفريق، او تعزز العنصرية، التي لا بد لها ان تسقط، وما سيسقطها هو “صفقة القرن” التي ولدت ميتة لأنها تعارض التاريخ، ولا يمكن للبنانيين معارضة التاريخ، ولا المستقبل، ومنطق صراع الاكثريات والاقليات سقط بعد ان اثبت فشله.
أبرز الأخبار