03-01-2020
صحف
عام مفتوح على مزيد من الازمات التي يتفنن اهل السلطة في استيلادها، ستستكمل فيه ثورة 17 تشرين نضالها لبلوغ الجمهورية الثالثة، والسياسيون مشوار محاولة تنظيف سجلاتهم هربا من العقاب المُستحق، والرئيس دياب مهمته البالغة الصعوبة في انقاذ البلاد من الانهيار الذي تتخبط فيه اذا ما تسنى له تشكيل الحكومة التي ستوضع تحت مجهر المعاينتين المحلية والدولية.
على الخط الحكومي، أفيد ان لقاء سيعقد بين الرئيس المكلف حسان دياب ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل للبت في نقاط عالقة تمهيداً لاعلان الحكومة قبل نهاية الاسبوع. في المقابل، نفت مصادر باسيل امكانية حصول هذا اللقاء.
واشارت معلومات اخرى الى ان اي لقاء لم يسجل امس يتناول الشأن الحكومي في قصر بعبدا وان الأنظار تتّجه إلى لقاء سيجمع دياب مع باسيل من شأنه أن يحسم مسألة الحصة المسيحية وسط حديث عن أن الأخير يصر على ابقاء بعض الحقائب الاساسية من حصة تياره، لافتة الى ان اسم الوزير السابق دميانوس قطار يبدو استبعد لاصرار التيار على ابقاء الخارجية من ضمن حصته. ولفتت الى حسم الحقائب التي ستنسد للثنائي الشيعي كما ان العقدة الدرزية يتم تذليلها بإسم يرضى به الاشتراكي وإرسلان. ونقلت معلوماتٍ اخرى أن دياب وجد حلاً لعقدة وزارة الداخلية من خلال شخص سني هو قاضٍ أو محامٍ.
الى ذلك، قالت مصادر متابعة لاتصالات تأليف الحكومة ان العقدة الدرزية حلّت بإعطاء الوزير الدرزي حقيبتين هما على الأرجح البيئة والمهجرين. وأفيد ايضا ان "حزب الله" و"أمل" لن يُعيدا تسمية جميل جبق وحسن اللقيس، بل سيسمّيان أشخاصاً جددًا لن يُعلنا عنهم بعد، فيما المحسوم من هذه الحصّة حتى الآن هي وزارة المال لغازي وزني.
من جهتها قالت مصادر سياسية مراقبة ان أحد المعنيين المسيحيين في عملية التأليف يرفض كل ما يقترحه الرئيس المكلف من أسماء ويصر على تسمية الوزراء المسيحيين وحتى غير المسيحيين في حين ان الرئيس المكلف يرفض مثل هذه المواقف وينطلق من معايير واضحة ومحددة كان انطلق على اساسها في عملية التشكيل وعرضها على كل من التقاهم من رؤساء وقيادات وكتل نيابية ولقي منهم التأييد المطلوب لانطلاقته هذه. واعتبرت ان من الضروري الحديث عن العقدة المسيحية قبل الكلام عن العقدتين السنية والدرزية والتزام الجميع بالمعايير التي حددها الرئيس المكلف الذي يصر على اعتمادها وتطبيقها على الجميع.
في الاثناء، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل الظهر في قصر بعبدا، مع سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة. وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسكرتيرة الاولى في السفارة الفرنسية في بيروت ستيفاني صالحة، نقل السفير فوشيه رغبة بلاده في تشكيل حكومة جديدة تتجاوب مع تطلعات اللبنانيين في هذه المرحلة.
في المقابل، بدا ان فرصة السماح التي اعطاها الثوار للسلطة انتهت. ففي اليوم الـ 78 للانتفاضة الشعبية، عادت التحركات الى الارض. فنفّذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مدخل مرفأ بيروت، معتبرين أنه من أبرز بؤر الهدر والفساد. وتجمع عدد من المتظاهرين صباحا أمام مدخل مرفأ طرابلس، مرددين هتافات تطالب بـ"وقف الفساد وتطهير المرفأ من الفاسدين". كما أقدم عدد آخر من المتظاهرين على أقفال مداخل مؤسسات عامة من طرابلس الى حلبا وصولا الى زحلة. الى ذلك، تم قطع شوارع العاصمة في قصقص وكورنيش المزرعة وفي البقاع أيضا، وهي المناطق التي غالبا ما يتحرك فيها مناصرو الرئيس سعد الحريري، رافضين تكليف حسان دياب.
من جهة أخرى، أعلن وزير العدل البرت سرحان ان "النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف "بالنشرة الحمراء" من الإنتربول الدولي حول ملف كارلوس غصن". واشار الى أن "وزارتي الخارجية والعدل واكبتا ملف غصن منذ بداياته، وفي غياب وجود اتفاقية استرداد بين الدولتين اللبنانية واليابانية، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل وهو مبدأ قانوني سوف نطبق إجراءات القوانين الداخلية اللبنانية".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار