مباشر

عاجل

راديو اينوما

الشرق : المحاصصة وذهنية ما قبل 17 تشرين تحكمان التأليف ‎ ‎

30-12-2019

صحف

 فيما تشتد وطأة الازمة الاقتصادية على اللبنانيين يوما بعد يوم، فترتفع اسعار بعض السلع ويُفقد بعضها الآخر من ‏رفوف المحال التجارية، وفي حين تزيد المصارف تدريجيا من نسبة "التقنين" التي تفرضها على سحوباتهم المالية، لا ‏يبدو ان اهل الحكم واعون لحقيقة المعاناة "على الارض" او أقلّه لحجمها الفعلي ووقعها على يوميات المواطنين الذين ‏‏"انكسر ظهرهم" بعدما حُكم عليهم بخسارة وظائفهم او فقدان نصف راتبهم مع تآكل مخيف لقدرتهم الشرائية‎.‎

‎ ‎
فالمعلومات الكثيرة المتوافرة من غرفة عمليات استيلاد الحكومة المنتظرة، تدل الى ان "الأطباء" المعنيين لا زالوا ‏يتعاطون مع ملف التأليف وفق الذهنية "التجارية" "المحاصصتية" نفسها التي أوصلت البلاد الى الكارثة وفجّرت ‏غضب 17 تشرين. والحال ان رئاسة الجمهورية كانت وعدت بتشكيلٍ سريع ينتهي قبل نهاية العام الجاري، غير ان ‏كلام الرئيس ميشال عون من بكركي في هذا الشأن، يبدو كان من باب "التمنيات"، لا أكثر. فواقعيا، ولدى فتح اوراق ‏التأليف على الطاولة، بدأت الشياطين الكامنة في التفاصيل، تظهر. الرئيس المكلف حسان دياب يريد حكومة ‏اختصاصيين مصغرة، أما مَن أوصلوه الى ابواب السراي، وأبرزهم التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، فيريدونها ‏من اختصاصيين - سياسيين في الوقت نفسه، ولا يحبّذون فكرة تضييقها بل يفضّلون توسيعها لاشراك الاحزاب ‏الحليفة كلها فيها. أضف الى ذلك، ان الاطراف هذه، تعمل على ما يبدو لاستنساخ الحكومة الحالية مع بعض الروتشات ‏الطفيفة. فمَن يمسك اليوم مثلا بالمالية والصحة والاشغال والطاقة يسعى الى ابقائها من حصته في التركيبة الجديدة، ‏ومع الوزراء أنفسهم اذا استطاع. وامام هذه المعطيات، يبدو الرئيس المكلف امام خيارين احلاهما مرّ: فاذا قدم للقوى ‏السياسية ما تريد، ثارت ثائرة الانتفاضة الشعبية من جديد كون مطلبها واضحا "حكومة اختصاصيين مستقلين ‏حياديين". وإذا لم يقدّم لعرّابيه ما يطلبون، بات نجاحه في تأليف الحكومة ودخوله السراي، امرا مستحيلا. وفي وقت ‏يعتبر مقربون من فريق 8 آذار ان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يحاول عرقلة دياب بدفعه نحو مقاطعة سنية ‏شبه تامة لحكومته، يسأل البعض عما اذا كانت الشروط التي يضعها "أهل بيت" دياب، عليه، لن تقود الى النتيجة ‏عينها، فتكبّل الرئيس المكلف وتمنعه من التشكيل، لتدفعه عاجلا ام آجلا، الى الاعتذار؟
‎ ‎
في الاثناء، أفيد ان حركة دياب حققت بعض التقدم لكن التشكيل مستبعد قبل رأس السنة، وان الاخير قدم طرحا وسطيا ‏يقوم على ان يكون الوزراء من الحزبيين غير النافرين او قريبين من الاحزاب. وعلم ان تم الاتفاق على دمج 4 ‏وزارات، وان دياب لا يريد وزراء من الحكومة السابقة الا ان هذا الامر لم يتم حسمه بشكل نهائي. على اي حال، ‏تشير مصادر متابعة الى ان الساعات المقبلة سترسم المسار الذي سيسلكه التأليف. فدياب سيلتقي مجددا الرئيس عون ‏والوزير جبران باسيل والخليلين، اضافة الى القوى السياسية الاخرى ممن سموه لرئاسة الحكومة أو لم يفعلوا. فاذا ‏خففوا من سقف مطالبهم، كان به (وتبقى معرفة موقف الثوار من طرحه الوسطي هذا) أما اذا بقوا على أسلوب ‏التعاطي نفسه متناسين عامل الانتفاضة الذي بات الرقم الأصعب في المعادلة الداخلية، فالخشية كبيرة من ان يفشل ‏دياب ويسقط لبنان في المحظور اقتصاديا وماليا.. ومعه يسقط العهد. في الانتظار، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري ‏موقفه الداعي الى توزير حزبيين من ذوي الاختصاص ولم يمانع عدم اشراك الجميع في الحكومة، "على غرار ما ‏يجري في فرنسا والولايات المتحدة". وتناغم كلامه هذا مع حزب الله حيث أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ‏حسن فضل الله "اننا لا نريد تحديد أوقات، فعملية التشكيل منوطة بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وتحتاج إلى ‏توفير أغلبية نيابية، والرئيس المكلف هو من يجري نقاشات مع الكتل للوصول إلى توافقات"، مضيفا "نحن في حزب ‏الله نحاول قدر الإمكان أن نساعد وأن يكون هناك مناخ معقول لتولد الحكومة وتبدأ العمل وكل ما تحتاجه هذه الولادة ‏من مساعدة وتسهيل وتعاون بيننا وبين الرئيس المكلف وحلفائنا، نقوم به‎".‎
‎ ‎
في المقابل، يبدو ان الكتل السياسية التي لم تسمّ دياب، ماضية في مقاطعته. ففيما يحكى عن اتصالات ينوي الرئيس ‏المكلف اجراءها معها، أوضح عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "حتى ‏لو كان هناك طلب للتواصل مع تيار المستقبل، وهو ما لم يحصل حتّى الساعة، فلن يؤدي ذلك إلى تغييرات ملحوظة، ‏إذ إن موقفه الرسمي من عدم مشاركته في الحكومة المقبلة واضح ولن يتبدّل"، مضيفاً "الرئيس المكلّف ليس مضطراً ‏للتواصل معنا، فليتشاور مع الأفرقاء الذين كلّفوه ليعرف كيف سيتصرّف على صعيد التأليف الحكومي". اما عضو ‏كتلة الجمهورية القوية وهبي قاطيشا فقال لـ"المركزية": التشاور معنا غير وارد، لأننا نرفض قبل كل شيء المشاركة ‏في الحكومة، وأعلنّا أننا نريد ان نترك المستقلين يشكلون الحكومة، مضيفاً: "إذا كانوا يختلفون على الحصص ‏والنوعية بين بعضهم فكيف سيتشاورون معنا. حتى لو سألونا رأينا نرفض اعطاءه لأنهم مسؤولون وهم من عليهم ‏تشكيل الحكومة‎".‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.