19-12-2019
محليات
وأوضح الأمين العام المساعد، الذي سبق له زيارة لبنان في 28 تشرين الثاني الماضي، موفداً من قِبل الأمين العام، أن الجامعة العربية تتابع الوضع في لبنان عن كثب، وتتابعه أخيراً بقلق متزايد لأن “هناك مساعي من البعض لتوجيه ما يحدث في الشارع في اتجاه مصادمات أهلية، تكون قائمة على أساس طائفي أو مذهبي، وهذا أمر مقلق للغاية ويشوه وجه الحراك الشعبي الذي بدأ منذ شهرين ولا نرغب في أن نرى لبنان ينزلق إلى هذا الوضع على الإطلاق”.
وحول الصدامات الأخيرة التي تشهدها الساحات اللبنانية لليوم الثالث على التوالي، قال، “الأمور حتى الآن كانت تحت السيطرة سواء من جانب الجيش وقوى الأمن، أو من جانب المتظاهرين أنفسهم وهو الأهم، إذ تحلوا بروح إيجابية وسلمية وروح عابرة للطوائف في تعبيرهم عن مطالبهم المشروعة، وأي شيء يعكر هذا الوضع يربك تماماً الحسابات، ويُدخل لبنان في وضع صعب”.
وفي الوقت الذي أرجأ فيه رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة لعدة أيام إضافية، قال السفير زكي “فيما يتعلق بموضوع الحكومة سبق أن أكدنا أن الإسراع في تشكيل الحكومة المطلوبة شعبياً ودولياً يشكل الخطوة الضرورية الأولى في سبيل التعامل مع الأزمة الاقتصادية الصعبة للغاية التي يجتازها لبنان، وأي تأخير في تشكيل الحكومة يضعف من قدرة لبنان على مواجهة هذه الأزمة، وبالتالي تزيد الهوة عمقاً
وأكد زكي أنه “فيما يتعلق بحشد الدعم كما سبق أن قلنا، يمكن أن يحدث عندما تخرج الحكومة الجديدة إلى النور، ونرى كيف يمكن لنا أن نساعدها وبأي الوسائل الممكنة، لكن يبقي المهم هو أن تخرج الحكومة إلى النور، لأن استمرار الوضع الحالي ليس في مصلحة هذا البلد ويزيد المشهد تعقيداً”.
وحول رؤية الجامعة العربية لطبيعة الحكومة التي يمكن أن تساعد على استعادة الاستقرار ومسألة الخلاف حول حكومة “تكنوقراط” أو “تكنو ـ سياسية”، قال “الجامعة ومنذ دخولها على خط الأزمة تتبنى موقفاً واضحاً بأن تشكيل الحكومة هو نتاج مشاورات اللبنانيين أنفسهم ولا ينبغي لأي طرف خارجي التدخل فيها”.
وشاركت الجامعة العربية في اجتماع المجموعة الدولية من أجل لبنان، وعقد في العاصمة الفرنسية باريس، بوفد ترأسه السفير حسام زكي، الذي قال “فيما يتعلق بمشاركتنا في مؤتمر دعم لبنان في باريس، والاتجاه العام دولياً، هناك دفع في اتجاه الإسراع بتشكيل الحكومة حتى تكون الطرف التنفيذي المعني الذي يمكن أن يتحاور معه المجتمع الدولي حول الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة للخروج من المأزق الاقتصادي الضخم الذي يواجهه لبنان حالياً، ولذلك فالمجتمع الدولي يصر على خروج هذه الحكومة إلى النور حتى تكون مسؤولة أمامه عن الإجراءات التي يجب اتخاذها.”
وفيما يتعلق بحاجة لبنان إلى مساعدات عاجلة في ضوء مطالبة رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، لعدد من البلدان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمّن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج، قال “هذا الأمر يتم لمواجهة احتياج طارئ يواجهه البلد بسبب تعثر إجراءات الاستيراد ووجود فجوات غذائية معينة نتيجة حالة عدم الاستقرار التي يمر بها البلد، ولكن مشكلة لبنان في الفترة الحالية أعمق من مشكلة فجوة غذائية مؤقتة، فهي تزداد نتيجة لتعقد الوضع السياسي والأمني”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار