28-11-2019
عالميات
هدى الحسيني
هدى الحسيني
الوضع فيها الآن يزداد صعوبة ودموية، مئات الأشخاص قتلوا، والآلاف اعتقلوا. وتتحدث التقارير الأخيرة عن إعدامات فورية ضد المتظاهرين. لكن إيران تواجه فترة من محاسبة الذات ولا يمكن أن تكون المخاطر أكبر: حرب محتملة مع الولايات المتحدة وخسارة مكاسبها في أنحاء الشرق الأوسط، ومستقبل دولتها الثورية. يقول علي نادر زاده، الذي كان سابقاً في مؤسسة «راند» وهو الآن «زميل متقدم» في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية» في واشنطن: «النظام يواجه أزمة وجودية. هناك الآن ثوار يريدون إدارة البلاد ويحاولون إطاحة النظام، خصوصاً في مدينة شيراز، وأوامر النظام بالقتال حتى النهاية لأن المرشد الأعلى خامنئي وبقية القادة يعرفون ألا مكان آخر لهم يذهبون إليه إذا سقط النظام».
الضغط الأبرز على النظام هو الاقتصاد، والولايات المتحدة مستمرة في ممارسة «أقصى الضغوطات». الزيادة في أسعار الوقود أظهرت يأس النظام اقتصادياً، وفي ظل ضغوطات الشرق الأوسط، فإن وضعه في العراق في خطر، وكذلك في لبنان، وسيكون من الصعب عليه المحافظة على الأمن في الداخل ويستمر في بناء قوته عبر الشرق الأوسط.
هناك مخاوف لأن النظام يواجه مثل هذه الصعوبات بإمكانية حدوث حرب مع أميركا أو مع جيرانه من الدول العربية؟ هذا احتمال؛ لكن يجب ألا ننسى أن النظام ممدد كثيراً، وإذا أراد الحرب فعليه أن يحارب شعبه الذي شبع من استئجار النظام لعملاء عبر الشرق الأوسط، وسمعنا هتافات في المظاهرات: «لا لغزة… لا للبنان». يوافق على أن النظام لا يريد حرباً مفتوحة؛ بل محدودة لنشر الذعر في أميركا، وخصوصاً في بروكسل وعواصم أوروبية أخرى، وهذه استراتيجية خطيرة جداً. إن الجدران التي تحمي النظام بدأت تتشقق.
وحتى لو قمع النظام المظاهرات الآن، يقول علي نادر زاده، فسيصعب عليه الحكم، فالاقتصاد سيتدمر عاجلاً أم آجلاً، وسيواجه أزمة ضخمة؛ المصارف أفلست… كل المؤسسات المالية أفلست. يعتقد أن السؤال الأساسي هو عمّا إذا كانت القوات الأمنية ستظل مخلصة لخامنئي. هناك ضغوط كبيرة على هذه القوات، وفي النهاية سوف تنفد الموارد، لن يكون لهم منفذ للأموال، وهناك انقسامات بين القيادات أنفسهم، خصوصاً النخبة الدينية، وسنلاحظ قريباً الكثير من عدم الرضى لدى هذه الفئات.
اللافت أن النظام يسمِّي المتظاهرين الإيرانيين «المرتزقة» في حين أنه يستأجر مرتزقة لخوض حروب إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، فهل كل من يعارض النظام مرتزق؟
يقول علي نادر زاده: «هناك تقارير بأن (الحشد) يستعمل الآن لقمع المظاهرات، وقد يكون مقاتلو (حزب الله) الآن في إيران، لأن النظام إذا اعتقد أنه سيسقط فسيلجأ إلى كل الوسائل. خوفي الكبير من أن النظام سيجدد برنامجه النووي ليهرب من الأزمة الداخلية، فهو يعتقد أن برنامجه النووي الذي هو ضد كل العالم يضمن بقاءه».
وأسأله عن أن البعض يقول إن واشنطن قد تستغل وضع إيران الصعب بالعمل أكثر مع الأوروبيين والحلفاء في الشرق الأوسط، لتقديم عرض يخفف من العقوبات مقابل عرقلة برنامجها النووي وإنهاء تدخلها في الدول، فهل يصب هذا في مصلحة الشعب الإيراني؟
يقول: كلا. إن أي اتفاق لا يعالج سياسة إيران في الشرق الأوسط، وقمع الشعب، لن يصبَّ في مصلحة الشعب الإيراني أو شعوب الشرق الأوسط، ولن يكون جيداً للأمن القومي الأميركي. ربما يُقْدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صفقة مع النظام، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات، لكنني آمل أن تستعمل واشنطن الزخم الذي كسبته في السنة الماضية بتجنب التوصل إلى اتفاق سيئ لأميركا وللأمن العالمي.
لكن حتى لو دخلت أميركا في مفاوضات مع إيران فستأخذ وقتاً طويلاً، فالاتفاق السابق احتاج لسنوات، وكانت المفاوضات بدأت حتى قبل باراك أوباما، لذلك فالعملية ستكون طويلة، والنظام سيظلُّ يعاني اقتصادياً مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى التوتر في البلاد.
يقول: كلا. إن أي اتفاق لا يعالج سياسة إيران في الشرق الأوسط، وقمع الشعب، لن يصبَّ في مصلحة الشعب الإيراني أو شعوب الشرق الأوسط، ولن يكون جيداً للأمن القومي الأميركي. ربما يُقْدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صفقة مع النظام، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات، لكنني آمل أن تستعمل واشنطن الزخم الذي كسبته في السنة الماضية بتجنب التوصل إلى اتفاق سيئ لأميركا وللأمن العالمي.
لكن حتى لو دخلت أميركا في مفاوضات مع إيران فستأخذ وقتاً طويلاً، فالاتفاق السابق احتاج لسنوات، وكانت المفاوضات بدأت حتى قبل باراك أوباما، لذلك فالعملية ستكون طويلة، والنظام سيظلُّ يعاني اقتصادياً مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى التوتر في البلاد.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
ترامب- خامنئي: رهانُ سنةٍ قاتِلة!
أبرز الأخبار