16-10-2019
محليات
ورأت ألا وجود لنظام أو دولة قائمة في سوريا، بل إنّها ساحة مقسّمة النفوذ بين مجموعة قوى إقليمية ودولية، حيث القرار الرئيسي فيها لروسيا وليس لبشّار الأسد. وبالتالي، إنّ كلّ ما يُحكى عن زيارات وإعادة إعمار وتطبيع يندرج، في خانة المحاولات السياسية التي لا تمتّ الى عودة النازحين أو أي واقع سياسي حقيقي بصِلة، إذ لا دولة سوريّة قائمة في المرحلة الراهنة.
ولفتت مصادر “القوات” إلى أنّ إعلان باسيل نيّته زيارة سوريا لإعادة النازحين، مسألة سياسية مرفوضة، خصوصاً أنّ لبنان أحوَج ما يكون في هذه اللحظة السياسية الى الاستقرار، وليس الى الخلافات والتباينات، والموضوع السوري من أبرز العناوين السياسية الداخلية الخلافية، وبالتالي لا حاجة في هذا التوقيت لإثارة مواضيع انقسامية، في وقتٍ هناك حاجة ملحّة الى وضع خريطة طريق إنقاذية إقتصادية.
وشددت على نّ النظام السوري لا يريد عودة النازحين، وأنه عاجز أساساً عن اتخاذ قرار من هذا النوع فهو خاضع لوصايات خارجية، ولا يملك حرية قراره، فضلاً عن أنّ أيّ دولة تريد عودة النازحين من مواطنيها وحريصة على شعبها تفتح أبوابها تلقائياً وطبيعياً لهم، ولا تنتظر أحداً ليزورها وينسّق معها لتأمين هذه العودة.
واكدت أنّ زيارة باسيل لسوريا، إذا تمّت، لن تكون بتفويض من الحكومة، بل سيذهب كموفد رئاسي أو بزيارة شخصية، مستندةً إلى موقف رئيس الحكومة الواضح الذي عبّر عنه في بيان، واضعاً الزيارة في الإطار الشخصي لا في الإطار الحكومي الرسمي، بقوله إنّ “هذه الزيارة شأن رئيس التيار الوطني الحر الخاص”.
واضافت المصادر نفسها: “ان عودة النازحين تشكّل هاجساً فعلياً لنا، ولن نوفّر دعمنا لأيّ مبادرة يمكنها تحقيق عودة النازحين الى بلادهم. وإذا كانت هناك زيارة لسوريا تفتح المجال أمام هذه العودة، فلن نعارضها، ولن تقف أمام أيّ زيارة تحلّ هذه الأزمة، لكن فقط إذا تأكّد لها أنّ الزيارة محصورة في هذا الإطار، وأنّ معطياتها تشير إلى إمكانية نجاحها، لا أن يتمّ الضحك علينا تحت شمّاعة عودة النازحين”.
ولكي لا يحاول باسيل التَحَجّج بمواقف رافضة زيارته الشخصية بأنّ الأطراف الأخرى تريد إبقاءهم، اعتبرت المصادر، أنّ أيّ زيارة من هذا النوع، إذا كانت فعلاً لإعادة النازحين، يجب أن تكون مشروطة ومسبوقة بآلية محددة، ضمن مهلة زمنية واضحة لا تتجاوز الشهرين، يُمكن من خلالها تحقيق عودة النازحين جميعاً، وليس عودة فولكلورية لبضعة آلاف
وتابعت: “إذا كانت هناك محاولة جدية من أجل إعادة النازحين، ليحاولوا، لكننا سنكون بالمرصاد لجهة تأكيد وتثبيت أنّ هذه المحاولة سياسية، في حال كانت صورية عبر إعادة ألف نازح أو ألفين أو ثلاثة، وتغطية زيارة على هذا المستوى، يجب إعادة النازحين جميعاً. كذلك المطلوب بالنسبة إلينا مُقابل صعود باسيل الى سوريا أن يجلب معه المعتقلين في السجون السورية، على رغم أنّ علاقة التيار مع النظام السوري الممتدة منذ عام 2006 لم تُفلح على هذا المستوى، ولم يُأتَ على ذكر المعتقلين في السجون السورية الى الآن”.
أبرز الأخبار