مباشر

عاجل

راديو اينوما

اللواء : باسيل قبل زيارة سوريا يهدِّد بقلب الطاولة‎!‎

14-10-2019

صحف

 في أسبوع الموازنة، بدا المشهد بالغ الاختناق: تصعيد لمناسبة 13 ت1، التاريخ الذي لجأ فيه ‏العماد ميشال عون إلى السفارة الفرنسية في الطريق إلى باريس، وسقط فيه ضحايا في ‏المعارك بين الجيش اللبناني والجيش السوري، وسير الأفران إلى إضراب مفتوح على أمل ‏المعالجات، في وقت يترقّب الجميع اسبوعاً آخر من لعبة "القط والفار" على جبهة الدولار، ‏وسعر صرف العملة في الأسواق اللبنانية‎.‎ 



فقد هدّد رئيس التيار الوطني الحر الوزير باسيل بقلب الطاولة، ولكن بقي الكلام يحمل ‏تأويلات عدة: فبأي اتجاه ستقلب؟ هل بالاستقالة من الحكومة، وبانتظار أي حكومة ممكنة؟ ‏وكيف يمكن لرئيس الجمهورية العماد عون، مؤسس التيار ان يضرب على الطاولة إيذاناً ‏بماذا؟ 


وعلى ارتجاجات التهديد بقلب الطاولة، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الرابعة من ‏بعد ظهر اليوم في السراي الكبير لمتابعة البحث في أرقام الموازنة، في وقت توجه فيه إلى ‏نيويورك وزير الاقتصاد منصور بطيش لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات البنك الدولي، في ‏وقت لم يتأكد إذا كان سيكون هناك اجتماع يحضره إلى الرئيس سعد الحريري وزير المال ‏ونقيب الأفران والمخابز للبحث في مصير الإضراب المفتوح بدءاً من مساء أمس‎.‎
قنابل باسيل السياسية
وإذا تسنى لمجلس الوزراء الذي يعاود عصر اليوم جلساته في السراي الحكومي لاستكمال ‏درس موازنة 2020، ان يتابع مهمته تمهيداً لإقرار الموازنة قبل نهاية الأسبوع، فإن القنابل ‏السياسية التي أطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، سواء في القاهرة ‏حيث شارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب السبت، أو في احتفال التيار بذكرى 13 تشرين ‏في الحدث، يخشى في حال تمّ تفجيرها داخل الجلسة الوزارية، ان تنسف كل النقاشات التي ‏جرت حول الموازنة على مدى الأسابيع الماضية، ومعها كل جهود البحث في الإصلاحات ‏ومحاولات إخراج البلد من أزماته الاقتصادية والنقدية والتموينية المتلاحقة‎.‎ 


وبحسب مصادر سياسية، فإن الوزير باسيل لم يعد يرى في الأزمة التي يعانيها البلد، نتيجة ‏الشح في الدولار، سوى انها حرب اقتصادية تشن عليه، ولم يعد يرى وسيلة للرد على التدخل ‏العسكري التركي في الأزمة السورية، سوى عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ولم يجد ‏وسيلة لتمكين النازحين السوريين أو دفعهم للعودة إلى بلادهم سوى ان يذهب هو إلى ‏دمشق، لكي "يُعيد الشعب السوري إليها، كما عاد جيشها على حدّ قوله"، متناسياً الزلزال ‏الذي حدث في ذلك اليوم المشؤوم من شباط 2005، والذي لولاه لما عاد الجنرال الذي يظهر ‏ان صهره يحن إلى الأيام الذي كان معتصماً فيها في "قصر الشعب" إلى حدّ تحريضه على ‏ضرب الطاولة لكي يعود إليه‎.‎ 


لكن باسيل لم يوضح ما المقصود من قلب الطاولة وضد من؟، وان كان أقرّ ضمناً بفشل ‏السنوات الثلاث من عمر العهد، باستثناء، ان التلويح بقلب الطاولة، يعني استعداداً عونياً ‏للانقلاب على التسوية السياسية والانقلاب على الشراكات السياسية التي أرساها التيار، سواء ‏مع تيّار "المستقبل" أو مع "القوات اللبنانية‎".‎ 


وفي تقدير أوساط سياسية، ان مواقف الوزير باسيل، سواء في موضوع إعلان استعداده ‏للذهاب إلى سوريا، أو من تحريض الرئيس عون على ضرب الطاولة، ستكون لها تداعيات ‏سياسية كبيرة، بدأت طلائعها بالظهور عبر المواقف التي ردّت عليه، بوضع شروط على ‏الزيارة، ومنها تسليم مرتكبي جريمة تفجير مسجدي "التقوى" و"السلام" في طرابلس، وإلا ‏تكون تلبية لحاجة إيرانية، على حدّ تعبير النائب السابق فارس سعيد، علماً ان الرد على مسألة ‏عودة سوريا إلى حضن الجامعة، تولاه المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الذي لفت نظر ‏باسيل إلى ان البيان الوزاري للحكومة لم يقارب مسألة عودة سوريا إلى الجامعة، بل هو كرّر ‏التأكيد على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون العربية‎.‎ 


وأكّد بيان المكتب التزام لبنان مقتضيات الإجماع العربي في ما يتعلق بالأزمة السورية، ‏واخرها البيان الذي صدر عن الاجتماع الأخير في القاهرة‎.‎
وبحسب مصادر قريبة من الرئيس الحريري بأن الوزير باسيل لم ينسق هذا الموقف مع رئيس ‏الحكومة، ويخشى ان يكون تفرد به، مثلما فعل مساءً في الحدث عندما أعلن استعداده لزيارة ‏سوريا قبل طرح الموضوع على مجلس الوزراء‎.‎ 


احتفال 13 تشرين
لا، بل لاحظت مصادر مطلعة، ان إعلان باسيل عن زيارة سوريا، جاء في سياق السجال مع ‏رئيس الحكومة، أو ان يكون رداً عليه، في تصريف أو سلوك شبيه برمي قفاز التحدي في وجه ‏الحريري كرئيس للحكومة، وفي وجه خصومه السياسيين الذين كانت لهم مواقف منتقدة ‏لدعوته عودة سوريا إلى حضن الجامعة، وهو استغل احتفال التيار بذكرى 13 تشرين، الذي ‏‏"خرج منه الجنرال من قصر الشعب بالدبابة والطيارة وعاد إليه بصندوق الانتخابات" على حدّ ‏تعبير باسيل‎.‎ 


ومن هذه العبارة تطرق وزير الخارجية إلى الملف السوري، رغم علمه بأنه ملف خلافي ‏بامتياز، واصفاً مناصري التيار بالسياديين الذين كانوا يقولون أيام الوصاية ان لبنان لا يحكم ‏من أي دولة وتحديداً من سوريا، لكنه لا يمكن ان يكون مقراً للمؤامرة عليها‎.‎ 


وقال ان هؤلاء السياديين التزموا بأفضل العلاقات معها وهي خارج لبنان، وذهب العماد عون ‏إلى سوريا، في حين ان السياديين الجدد الذين كانوا ازلام سوريا خلال وصايتها راحوا يحيكون ‏المؤامرات ضدها من لبنان بقصد اعطائها الحجة للتدخل فيه‎.‎
واعلن انه يريد الذهاب إلى سوريا لكي يعود الشعب السوري إلى سوريا كما عاد جيشها، ‏ولكي يتنفس لبنان بسيادته وباقتصاده، مشيراً إلى انه قبل نكبة فلسطين كان للبنان رئتان، ‏خسرنا الرئة الأولى بسبب إسرائيل، فهل نخسر الرئة الثانية وهي سوريا، بسبب جنون الحقد أو ‏جنون الرهانات الخاطئة والعبثية‎.‎ 


اضاف: نحن ندفع ثمناً كبيراً لدفاعنا الكبير عن حق المقاومة بوجه إسرائيل، كما دفعنا سابقاً ‏ثمناً كبيراً لمواجهة الوصاية، ومع ذلك رفضنا الحرب عليها‎.‎
وبالنسبة لملف الفساد، لاحظ باسيل ان "حكام الشعب اللبناني ليسوا مستعدين للتغيير، ‏لأنهم أصحاب ذهنية تستسهل التبعية والتسليم للحرب الاقتصادية التي تشن علينا وتوهمنا ‏اننا مفلسون منهارون، فيما نحن اغنياء، إنما منهوبون، ينخر الفساد عظام نظامنا ويترعرع في ‏ظل محميات طائفية ويدير اذنه للخارج ليحظى برعاية الاستمرار، فلا يرضى حتى بمطالبة هذا ‏الخارج بعودة نازح كونه يرهق اقتصادنا، ولا حتى يجرؤ بمطالبته بتعويضات علينا كهبات ‏وليس كقروض‎..‎
وقال: هذا اسمه 13 تشرين اقتصادي وخطورته انه آت من بنية النظام ومن منظومة الفساد ‏العميقة في الدولة، لكنه أكّد تصميمه على المواجهة والانتصار‎.‎ 


وتوجه باسيل للرئيس عون في ختام كلمته قائلاً: "اليوم 13 تشرين وغداً 31 تشرين تاريخ مرور ‏نصف الولاية الرئاسية، الوقت يمر، ونحن نطالبك ان لا تنتظر طويلاً، وفي اليوم الذي تشعر ‏فيه انك لم تعد تستطيع ان تتحمل نطلب منك ان تضرب على الطاولة، ونحن مستعدون ‏لقلب الطاولة، وساعتذاك نحن سنطلع على ساحة قصر الشعب، أفضل من ان نبقى جالسين ‏على أحد كراسيه، وانت ترجع تتصرف مثل العماد عون، يمكن أحسن من الرئيس عون‎".‎ 


لكنه قبل ذلك، لفت إلى ان "رمز الدولة يقود بحكمة وطول بال سفينة الوطن، يحاور وينبه ‏يُبادر، ويتفاءل كمؤمن مقنع بقدرة شعبنا على النجاة من خطر الانهيار، ولكن إلى متى؟ إلى ‏متى نتحمل معه سباباً من شتامين يتهموننا بكم الأفواه فيما افواههم مفتوحة شائعات ‏واكاذيب وافواهنا مكمومة بالاخلاق.. ارفعوا صوتكم معنا في مطالبنا كقانون استعادة ‏الأموال المنهوبة، وقانون رفع الحصانة وقانون رفع السرية المصرفية الذي كنت أوّل من ‏فعلها؟ 


أزمة خبز
في غضون ذلك، علمت "اللواء" ان الرئيس عون أجرى اتصالات طيلة فترة بعد الظهر، من ‏أجل إيجاد حل لموضوع إضراب الأفران، الذي دخل مرحلة التنفيذ، ابتداءً من التاسعة، من ليل ‏أمس‎.‎ 


وذكرت معلومات غير مؤكدة انه حصل تفاهم نتيجة هذه الاتصالات بأن يجتمع أصحاب ‏الأفران مع الرئيس الحريري في حضور وزير المال علي حسن خليل من أجل فعل كل ما يمكن ‏في هذا الموضوع، لكن مصادر السراي نفت حصول الاجتماع، كما ان وزير الاقتصاد منصور ‏بطيش تابع من الولايات المتحدة حيث يترأس وفد لبنان إلى اجتماعات البنك الدولي هذا ‏الملف وأجرى اتصالاته، وبالتالي قد يكون الموضوع على طريق الحل‎.‎
غير ان رئيس نقابة أصحاب الأفران كاظم إسماعيل لاحظ انه لم يطرأ أي طرح جديد على ‏موضوع تسعير الطحين بالدولار، وان المسؤولين يقاربون الموضوع من زاوية الأرباح التي ‏يجنيها أصحاب الأفران من فرق سعر الطحين، وليس من زاوية التسعير بالدولار والبيع بالليرة، ‏علماً ان تجمع أصحاب المطاحن أكدوا الاستمرار في إصدار فواتير الطحين وقبضها بالدولار، ‏في حين ان التحويل من الليرة إلى الدولار متعذر لدى غالبية المصارف‎.‎ 


يُشار الى انه توازياً مع أزمة الدولار، خفض البنك الدولي، في أحدث تقرير له توقعاته للنمو ‏في لبنان، معلناً دخول البلد في مرحلة انكماش ستستمر لغاية العام 2021‏‎.‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.