13-10-2019
محليات
وتابع: “كيف لا تريدون منا أن نصل إلى ما وصلنا إليه وحتى اليوم بعض المسؤولين الكبار في الدولة ينكرون وجود أزمة مستفحلة كالتي نعيشها ويصرّون على اعتبارها مجرّد إشاعات من ضمن مؤامرة دوليّة كونيّة على لبنان، ولا يعترفون أن إدارتهم للدولة هي التي أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم؟ كيف لا تريدون منا أن نصل إلى ما وصلنا إليه ونحن كنا كحزب قد طرحنا ورقة إصلاحيّة من 30 بند منذ شهر، باعتبار أننا لم ننتقد في أي يوم من الأيام لمجرّد الإنتقاد وإنما نعمل دائماً على اقتراح الحلول البناءة والعمليّة، وللأسف بعد شهر من الإجتماعات التي عقدتها لجنة الإصلاحات الوزاريّة لا نزال في المكان نفسه وهم جل ما يقومون به هو وعدنا ببعض الإصلاحات الدفتريّة كإصدر قانون للتهرب الضريبي وكأن المشكلة هي في إصدار القوانين وليس في أن الإدارات المعنيّة في الدولة لا تعمل بالشكل المطلوب منها”.
كلام جعجع جاء خلال عشاء على شرف د. جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع في قاعة فندق الهيلتون – تورونتو، بحضور: عضو في البرلمان الإقليمي شريف السبعاوي ممثلاً رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، النائب السابق شانت جنجنيان، القنصل الفخري في تورونتو غريغوار بوستجيان، رئيس مركز تورونتو بسام داغر وأعضاء هيئة المكتب.
وشدد جعجع على أن “ما علينا القيام به من أجل إنقاذ الوضع على المدى القصير هو رفع الصوت والإستمرار، وبكل جرأة، بتسمية الأشياء بأسمائها وقول الحقيقة مهما كانت صعبة هذه الحقيقة ومطالبة المسؤولين بغض النظر عما إذا كنّا نثق بهم أم لا بسلوك الطريق الصحيح، إلا أن الحل الفعلي الحقيقي يكمن في الإنتخابات النيابيّة لأنه بالرغم من كل المشاكل التي يعاني منها لبنان إلا أن نظامه ديمقراطي فعلي، وفي هذا الإطار وعلى سبيل المثال نحن اليوم في تورونتو المدينة التي يسكنها قرابة الـ25000 لبناني فيما اقترع في انتخابات الـ2018 نحو 1000 شخص فقط الأمر الذي لا يجوز. وتسألون لماذا الوضع على ما هو عليه؟
وقال، “الوضع كذلك لأنكم تتركونه يذهب بهذا الإتجاه فإذا ما كلن الإقبال كبيراً على الإنتخابات النيابيّة يمكن عندها للناس من تحديد مصيرنهم ومصير أولادهم بيدهم لأن ما من شيء مستحيل إلا أنه في الوقت عينه ما من شيء يتحقق لوحده لذا أنادي عليكم من اليوم أن يضع كل منا الجهد المناسب من أجل أن تكون كثافة الإقتراع في انتخابات الـ2022 أكثر بكثير مما كانت عليه في العام 2018 إن كان هنا في تورونتو أو في أي مدينة كنديّة أخرى أو في أستراليا وأوروبا ودول الخليج او حتى على أرض الوطن، هناك من يقولون إنهم غير مقتنعين بأي شيء ويريدون الإعتكاف إلا أن هؤلاء جل ما يقومون به هو تعزية الواقع القائم لأن البطولة ليست بالإعتكاف فبذلك نترك الوضع القائم يستمر إنما البطولة تكمن بالتصويت بالإتجاه الصحيح باعتبار أن ما من أمر خفي اليوم على أحد والجميع يعلمون من يقوم بماذا”.
ولفت جعجع إلى أنه “في الوقت عينه الذي نجتمع به اليوم في هذا العشاء يجتمع أقرباؤنا وأهلنا في لبنان أمام محطات الوقود كي يتمكن الفرد من بينهم شراء صفيحة من مادة البنزين ومن الممكن أن يبدأوا بعد أيام قليلة بالتجمّع قرب الأفران وبعد أسبوع من الممكن أن يتجمعوا أمام الصيدليات وهلم جرا”.
وسأل: “ماذا حصل كي وصلنا إلى هذا الوضع؟ فهل يا ترى لم يكن أحد يتوقّع أن تصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه؟ هل هو جسم فضائي سقط على لبنان بشكل فجائي من السماء؟ الجواب هو كلا، أبداً، فمنذ قرابة العشرة سنوات ويُجمع خبراء الإقتصاد ومكاتب الدراسات على أن الوضع في لبنان بتراجع مستمر وستأتي اللحظة التي لن يتمكن اقتصادنا تحمل الإنهيار أكثر وسنعيش ما نحن عائشون اليوم وبالرغم من كل التحذيرات لم يحرّك أحد ساكناً لتدارك الإنهيار”.
وتابع جعجع: “هل أصبحت مقدرات لبنان ضحلة وركيكة؟ أبداً، فمقدرات لبنان جيّدة بخلاف ما يظنه الكثيرون والدولة اللبنانية ليست فقيرة إلا أن المشكلة الأساس هي في إدارتها وفي هذا الإطار أريد أن أفتح هلالين لأقول إن رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري هو صديق شخصي لي وتربطنا معرفة منذ زمن ونتلقي معه في الكثير من الأمور كالنظرة إلى لبنان والقضايا الإستراتيجيّة الكبرى وبالتالي تجمعنا المودّة وليس هناك أي خصومة أو مشكلة شخصيّة بيننا، من جهة أخرى وبالنسبة لرئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون فقد كان بيننا منذ زمن بعيد خصومة شخصيّة إلا أنها انتهت عندما أنجزنا المصالحة في العام 2015 التي فتحنا بناءً عليها صفحة جديدة مكنتنا أن نكون من أكبر المساهمين بوصوله إلى رئاسة الجمهوريّة وبالتالي ليس لدينا أي مشكلة شخصيّة مع أحد كما أن لا خصومة سياسيّة بالمعنى الفعلي مع أي فريق إلا أن كل ما تقدّم لا يجعلنا نسكت عن قول الحقيقة إزاء الأوضاع والدرك الذي وصلت إليه ولا أفشي سراً إن قلت أنه وبالرغم من كل ما تقدّم هناك خلاف بوجهات النظر بشأن كيفيّة إدارة الدولة ونحن منذ سنوات نرى أنه إذا ما استمرّت إدارة الدولة بالشكل الذي تدار به اليوم فلا بد أن نصل إلى ما وصلنا إليه وبالتالي هذه هي نقطة الخلاف الوحيدة بيننا”.
واستطرد جعجع: “كيف لا تريدونا أن نصل إلى ما وصلنا إليه والجميع يرى كيف يتم تشكيل الحكومات التي إسمها بالظاهر جميل جداً وهو “الوحدة الوطنيّة” إلا أنها عملياً هي لا تعدو كونها حكومات “من كل وادي عصا” وهي في نهاية المطاف غير فاعلة وغير منتجة بالوقت الذي الحكومة هي الجسم التنفيذي في البلاد ومن المفترض أن تتخذ يومياً مئات القرارات وتنفّذها ولكن عندما الحكومات تأخذ في كل مئة يوم وفي بعض الأحيان مئة أسبوع أو مئة شهر قرار واحد ولا تقوم بتنفيذه، وفي هذا الإطار رحم الله مثلث الرحمة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يوصف هذه الحكومات بالقول “كيف لعربة يجرها حصانان كل باتجاه أن تتحرّك” في أحسن الأحوال هذه العربة لن تبارح مكانها هذا إن لم تتكسّر ويذهب كل جزء منها باتجاه معاكس وهذا فعلاً ما هو حاصل الآن”.
وأضاف، “هناك من سينبري بعد كلامنا هذا ليسأل تطالبون بتشكيل حكومة متجانسة فماذا إن تم تشكيل حكومة لـ”8 آذار” أما انا فأقول إنه من غير الممكن تشكيل حكومة مماثلة وأفرقاء “8 آذار” يدركون ذلك تماماً لأنه في هذه الحال سيتم التضييق على الحكومة من الشرق والغرب وسيخسر لبنان كل صدقاته إلا أن أفرقاء “8 آذار” مع علمهم بكل هذا يرفضون رفضاً قاطعاً تشكيل حكومة من “14 آذار” الوحيدة القادرة على تشكيل حكومة يمكنها بناء دولة فعليّة، وهنا أريد التشديد على أن الإنقسام ما بين 8 و14 لا يزال قائماً في البلاد وبالرغم من كل ما يقال ستنتصر “14 آذار” في نهاية المطاف لسبب بسيط جداً وهو أن التاريخ لا يسير نحو الخلف وإنما نحو الأمام وفي نهاية المطاف “ما رح يصح إلا الصحيح”.
وقال جعجع: “بظل هذا الواقع يتم تشكيل حكومات وحدة وطنيّة منذ الغزوة الشهيرة لبيروت التي هي حكومات “ما تيسّر” أو “الأمر الواقع” أو لنقل حكومات “تسوية خنفشاريّة” تجمع أفرقاء من هنا وهناك لا يجمعهم سوى أمر واحد وهو نهب الدولة. ورداً على من يسألون لماذا تشارك القوّات اللبنانيّة في الحكومة في ظل كل ما تقدّم، أريد أن أكرّر مرّة جديدة وأؤكد أن العمل على التغيير من داخل الحكومة أياً تكن هذه الحكومة هو أفضل بكثير من العمل من خارجها فالبقاء داخل اللعبة لهو أمر أفعل بكثير من البقاء خارجها وكل الشعب اللبناني يدرك ذلك فبقاء القوّات داخل الحكومة هو مطلبه لكي تبقى العين الساهرة لربما استطاعت تغيير الأمور وهي تقوم بتغيير بعضها”.
وسأل جعجع: “كيف تريدون ألا يصل بنا الدرك إلى ما وصلنا إليه والأكثريّة الوزاريّة نفسها تستلم زمام الأمور منذ سنوات عدّة؟ فهذه القوّة السياسيّة التي لم تستطع منذ 6 سنوات عندما كانت إحتياطات لبنان ما بين 20 و30 مليار دولار أن تحافظ عليها واستمر الإستنزاف إلى أن وصلنا اليوم لنكون من دون أي فلس احتياط في البنك المركزي؟ وبالتالي هل هذه الأكثريّة الوزاريّة التي تدهور الوضع في ظل حكمها هي القادرة على إنقاذه؟ فهل القضيّة هنا هي “وداوني بالتي كانت هي الداء”؟ كيف تريدون ألا تصل الأوضاع إلى ما هي عليه والأكثريّة الوزاريّة يخالف كثر من وزرائها القانون وأحدث مثال أمام أعيننا هي قضيّة الـ5300 موظف غير القانونيين في الدولة والذي تم توظيفهم في العام 2018 لأسباب إنتخابيّة فقط لا غير واكتشفتهم لجنة المال والموازنة وحتى هذه اللحظة ترفض الأكثريّة الوزاريّة إيقاف عقودهم؟”.
أبرز الأخبار