مباشر

عاجل

راديو اينوما

الديار : السعودية وأميركا وبعض 14 آذار لا يريدون إنجاح مؤتمر أرزــ1‏ انقسام سنّي بين اعتدال الحريري وفريق سنّي يرفض قوة حزب الله جعجع يقطع الطريق على أي ماروني للسعودية ويرفع مستوى علاقاته مع واشنطن

03-10-2019

صحف

يبدو ان المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية وجهة في 14 آذار لا يريدون إنجاح مؤتمر ارز-1 الذي انعقد في ‏باريس وخصص 11 مليار ونصف مليار دولار قروضاً للبنان بفائدة 1% لمدة اربع سنوات منها 800 مليون دولار ‏هبة مجانية لدعم فوائد الدين العام

لكن الصراع السياسي هو الغالب الذي يسيطر على وضع العهد والسلطة والمجلس ‏النيابي والحكومة فالسعودية فيها خطان خط سلّم تقريباً بالأمر الواقع لكن ينتظر نتائج الحصار الأميركي على ايران ‏والعقوبات على سوريا ولبنان وفريق لم يسلّم بالأمر الواقع وهو ان يحكم الشيعة بقوة ضاربة في دولة ايران التي ‏عددها 90 مليون نسمة ويرفضون سيطرة الحوثيين على قسم كبير من اليمن التي تشكل جزءاً هاماً واساسياً لأمن ‏السعودية وعلى هذا الأساس شنت السعودية حرب عاصفة الحزم على اليمن ضد الحوثيين في صراع غير مباشر مع ‏ايران كي لا يسيطر الطرف الشيعي الحوثي على سنّة اليمن الذين هم تاريخياً على ولاء للسعودية وكانت تمولهم دائماً ‏وتقدم للعشائر السنّية مئات ملايين الدولارات كذلك هذا الفريق في السعودية لا يريد التسليم بالأمر الواقع في العراق ‏حيث بات الشيعة يسيطرون على الحكم خاصة بعد تعديل الدستور من خلال سلطة رئيس مجلس الوزراء الشيعي ‏إضافة الى الحشد الشعبي الشيعي العراقي الذي يقع تحت نفوذ الحرس الثوري الإيراني وهو قوة ضاربة في العراق ‏ولا علاقة له بالجيش العراقي النظامي ويصل عدد الحشد الشعبي الشيعي العراقي الى 180 الف مقاتل هم على تنسيق ‏مع الحرس الثوري الإيراني كذلك لا يقبل هذا التيار في السعودية ان يحكم الرئيس بشار الأسد سوريا دون تعديل ‏الدستور واشراك شخصيات سنّية من المعارضة المعتدلة في الحكم بنسبة تفوق النصف وأما في لبنان فإن هذا التيار ‏السعودي يرفض ان يسيطر حزب الله المتحالف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتياره الوطني الحر على ‏قرار الدولة اللبنانية على حساب الطائفة السنّية ويرفضون سلاح حزب الله ولم يعد يعتبرونه سلاح مقاومة بل يقولون ‏عنه سلاحاً غير شرعي ويطالبون بنزعه إضافة الى التحفظ الكبير لدى السعودية عن علاقة ايران مع حركة حماس ‏في غزة وهذا الفريق الذي يرفض الامر الواقع اذا اخذنا مثلاً لبنان لا يريد ان ينجح مؤتمر ارز-1 لأن المستفيد من ‏إعادة لبنان الى النهوض الاقتصادي القوي هو رئيس الجمهورية كمركز سلطة ويعتبر الفريق السعودي الرئيس عون ‏حليفاً لحزب الله والرئيس عون يعتبر المقاومة شرعية كما لا يريد ان يستفيد حزب الله من النهضة الاقتصادية في لبنان ‏بعد فرض العقوبات الأميركية عليه والدول الخليجية لأن العقوبات الأميركية على ايران وعلى حزب الله ومحاصرة ‏الخليج لمصالح حزب الله اضعفته مالياً ويريد هذا الفريق ان يبدأ حزب الله بالتفكك وإلغاء مؤسساته مؤسسة تلو مؤسسة ‏وهذا الفريق السعودي يعتبر ان هنالك حلف أقليات يبدأ من ايران الى اليمن الى العراق الى حماس الى سوريا الى لبنان ‏واخذ زمام المبادرة من الطائفة السنّية التي هي تشكل 85% من المسلمين العرب أي الطائفة السنّية وهنا يلتقون مع ‏الولايات المتحدة ومع إدارة الرئيس الأميركي ترامب حيث اتفق الجانبان على محاصرة ايران لاضعافها الى اقصى حد ‏وقررت الإدارة الأميركية تعزيز قوة إسرائيل عسكريا واقدمت على خطوات أعطت إسرائيل قوة معنوية كبيرة اذ ‏اعترفت الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل والجولان السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية وتدعم مشروع ‏سيادة إسرائيل على الاغوار الأردنية واراضي المستوطنات في الضفة الغربية التي باتت تنال 40% من حصة ‏أراضي الضفة الغربية‎.‎
‎ ‎
الصراع بين ما يسمى حلف الأقليات مع التيار السني الذي تقوده السعودية بالاتفاق مع الولايات المتحدة وتساندهم بهذا ‏الاتجاه إسرائيل جذب اطراف من 14 اذار في لبنان عبر تمويل السعودية لهم وعبر طلب الإدارة الأميركية من هذا ‏الفريق من 14 اذار المعارضة الشرسة وبدء هز الشارع وتعطيل مؤتمر ارز-1 واطلاق شائعات إضافة الى الطلب ‏اليهم بالعمل على حصول انقسامات داخل الحكومة‎.‎
‎ ‎
في لبنان الرئيس الحريري اختار ان يمارس صلاحياته كرئيس للحكومة وباعتدال ودون صدام مع الأطراف لكنه لا ‏يعترف بالنظام السوري ويقاطعه ويرفض علاقة لبنان مع سوريا كيلا يعطي شرعية لبنانية للنظام السوري كما يتعامل ‏مع العراق تقريباً بنصف هذا الحد ولا يقترب من حزب الله بأي شكل من الاشكال لكنه لا يهاجم حزب الله حيث ان ‏حزب الله بات يرى في الحريري اعتدالا مقبولاً لبنان بحاجة الى هذا النمط من الحكم وبذلك يكون محور الرئيس سعد ‏الحريري مع الطرف السعودي الذي يرفض سيطرة حلف الأقليات التعاطي مع سوريا والاعتراف بنظامها شرعيا ‏وحتى الآن من قبل السعودية‎.‎
‎ ‎
‎ ‎مواقف الاحزاب اللبنانية
‎ ‎
اما موقف الوزير وليد جنبلاط فهو اقرب الى المعارضة من القبول بالواقع اللبناني الحالي لكن قرر وضع خطوط ‏لمعارضته تبقي الوضع على غير صدام بين الطائفة الدرزية والحزب التقدمي الاشتراكي واي طرف لبناني‎.‎
‎ ‎
اما حزب القوات اللبنانية فقد سيطر على العلاقة اللبنانية المسيحية - السعودية وعبر علاقة جعجع مع ولي العهد ‏السعودي محمد بن سلمان ومدير المخابرات السعودية قطع الطريق لأي طرف ماروني ان ينفتح على السعودية كما رفع ‏الدكتور جعجع من وتيرة تعاونه مع الإدارة الأميركية الذي هو حليفها منذ إقرار اتفاق الطائف وهو الذي ساهم في ‏اقراره وارسال النواب الى الطائف في السعودية وإقناع البطريرك صفير مع السفير الأميركي باتفاق الطائف حيث ان ‏المرحوم البطريرك صفير كان يعتبر التصرفات والحروب التي حصلت اثناء تولي العماد عون رئاسة الحكومة ‏اللبنانية هي كابوساً على بكركي وعلى المسيحيين واعتبر المرحوم البطريرك صفير ان اتفاق الطائف سيزيل ما اسماه ‏هذا الكابوس وأيضا جعجع وبدعم السفير الأميركي واقناعه لهما‎.‎
‎ ‎
لا مصلحة للقوات اللبنانية بقيادة د. جعجع بنجاح مؤتمر ارز-1 بقيادة العماد عون متحالفا مع حزب الله الا بشروط ‏أهمها عدم موافقة الرئيس العماد ميشال عون على اعتبار سلاح المقاومة سلاحاً شرعياً بل اعتماد الجيش اللبناني وحده ‏واذا كان ليس بمقدور الدولة اللبنانية نزع سلاح حزب الله ان يرفع رئيس الجمهورية الغطاء الشرعي عن سلاح حزب ‏الله او سلاح المقاومة ويعتبره سلاح امر واقع. فالقوات اللبنانية مع النهضة الاقتصادية واستقرار الوضع الاقتصادي ‏وترييح الناس لكنها ضد نجاح عهد الرئيس عون وان يستثمر نجاح المؤتمر لاعطاء غطاء شرعي لحزب الله، وبالتالي ‏فشل مؤتمر ارز1 قد يؤدي الى سحب الشرعية المعنوية عن سلاح المقاومة‎.‎
‎ ‎
في هذا الجو سيمر الأسبوع الحالي والقادم وبعده في حفلة شدّ حبال بين واشنطن والسعودية والقوات من جهة وبين ‏الرئيس عون وحزب الله والرئيس بري من جهة اخرى، حول كيفية تداعيات نجاح مؤتمر أرز-1 بيد ان القوة الأساسية ‏الضابطة للوضع حتى الآن هي برئاسة الرئيس مانويل ماكرون لكن الرئيس الفرنسي ماكرون مستاء من عدم تنفيذ ‏الحكومة اللبنانية الإصلاحات والقوانين التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر ارز-1 كي يبدأ تشكيل الأمانة العامة لصرف ‏أموال أرز-1 تحت ادارتها وكلها بمناقصات وغير مقبول التراضي فيها وتبدأ برفع نهوض الاقتصاد اللبناني‎.‎
‎ ‎
تيار المستقبل الذي يمثل أكثرية الطائفة السنّية يصطدم بكثير من الأمور الاستراتيجية مع وزير الخارجية جبران ‏باسيل رئيس التيار الوطني الحر والذي هو اقرب شخص الى رئيس الجمهورية وترفض الطائفة السنّية ان يتدخل ‏الوزير جبران باسيل في صلاحيات رئاسة الحكومة اللبنانية بل تصر على تنفيذ اتفاق الطائف السنّي السعودي بعد ‏إزاحة المارونية السياسية الفرنسية عبر ابدال دستور وميثاق 1943 الذي تم الاتفاق عليه سنة 1943 باتفاق الطائف ‏السنّي السعودي الذي تم اقراره من قبل النواب سنة 1989 في الطائف بالسعودية‎.‎
‎ ‎
دعم سعودي ـ اميركي للقوات اللبنانية
‎ ‎
السعودية والولايات المتحدة ستدعمان حزب القوات اللبنانية خاصة السعودية والامارات بتمويل كبير في الانتخابات ‏النيابية القادمة قبل انتخابات الرئاسة كي يحصل على عدد نواب كبير لتكون القوات ناخباً أساسياً في الانتخابات ‏الرئاسية القادمة وستبذل الولايات المتحدة جهدها لزيادة هذا الدعم للقوات اللبنانية وفي المقابل سيخوض التيار الوطني ‏الحر والرئيس العماد ميشال عون وحزب الله واطراف أخرى المعركة الانتخابية بقوة بالغة ليحصل على أكثرية ‏الأصوات ومن هنا الخلاف على عدم نجاح ارز-1 الاقتصادي كيلا ينتصر الرئيس عون والتيار الوطني الحر وحزب ‏الله وحلفاؤهم في كسب شعبية اذا نهض الاقتصاد الى نمو 7% وعندها ستكون نتائج الانتخابات النيابية القادمة ‏لمصلحتهم واذا كانت الولايات المتحدة قد أبلغت الجيش اللبناني وأبلغت بطريقة غير مباشرة حزب الله ان أي لجوء ‏للسيطرة بالقوة على الأرض وهما لديهما القدرة على ذلك لأن قائد الجيش العماد عون يأتمر بأوامر رئيس الجمهورية ‏وحزب الله لديه قوة ضخمة جداً ويتخذ قرارات شرسة يخرق ويقلب الطاولة لذلك حذرت الولايات المتحدة من أي عمل ‏في هذا الاتجاه لأنها ستفرض عقوبات قاسية على الدولة اللبنانية كلها لتمنع سيطرة محور الرئيس عون وحزب الله ‏وحلفائهم على لبنان‎.‎
‎ ‎
ذلك انه اذا تدهورت الأمور بشكل دراماتيكي وتطورت مع ان الصورة ليست كذلك بل هادئة وديموقراطية انما في ‏ساعة الصفر اذا شعر البعض ان هنالك أمراً ما خطيراً ربما يتحركون‎.‎
‎ ‎
‎ ‎لا حرب اميركية ـ ايرانية
‎ ‎
‎ ‎
باختصار الصورة كما هي لا يبدو هنالك حرب أميركية إيرانية بل عقوبات أميركية قاسية جداً انما ايران لن تستسلم ‏ورفض روحاني الاجتماع بالرئيس الأميركي ترامب رغم مساعي الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الروسي بوتين ‏هو دليل على موقف ايران والحرب في اليمن مستمرة وتداعيات من اليمن تصل الى السعودية لكن ضمن تداعيات ‏مضبوطة لأن الجيش الأميركي اتخذ سلسلة إجراءات خلال العشرة أيام الماضية ستمنع قصف صواريخ وطائرات ‏مسيرة من اليمن الى السعودية اما في العراق فالشيعة هم الحكام وفي سوريا الرئيس الأسد هو الحاكم انما تم الاتفاق بين ‏قوى سنّية هامة في المنطقة على ان تقوم تركيا السنّية بإضعاف نظام الرئيس الأسد الذي تعتبره بجزء كبير منه نظاماً ‏علوياً واحتلال الجيش السنّي التركي لاراضي سورية وارجاع 3 ملايين سني سوري الى المنطقة التي يطلق عليها ‏المنطقة الآمنة وانما هي ارض سوريا تحتلها تركيا وتكون خارج نظام الأسد وفيها مدن وطرقات ومعامل قد تصبح ‏اكثر ازدهارا من مناطق سورية في داخل الجمهورية العربية السورية انما السعودية والامارات تريدان الاقتراب من ‏سوريا ومحاولة اقناع الرئيس الأسد بدستور يعطي فيه الطائفة السنية في الحكم مراكز هامة على الرغم من ان ‏السعودية دولة سنية إسلامية وتركيا هي دولة سكانها سنة وانما هما على خلاف لأن وتركيا وقطر تدعمان الاخوان ‏المسلمين فيما السعودية ومصر تحاربان الاخوان المسلمين وحتى لو كانوا سنّة‎.‎
‎ ‎
اما حماس فأقامت اقوى علاقة مع ايران ومع حزب الله والسلاح يصل الى غزة لكن غزة لا تستطيع ان تقاوم بسهولة ‏الوحشية الإسرائيلية بالحرب انما غزة تقاوم بشراسة اما اكبر شيء مهم بالنسبة للبنانيين هو هل تنجح السعودية ‏وواشنطن وطرف من 14 آذار في تعطيل مؤتمر ارز-1 ام يفرض رئيس الجمهورية العماد عون مع حزب الله ‏والجيش اللبناني والرئيس نبيه بري وتأييد هادئ من الرئيس الحريري ودعم محدود من الرئيس ماكرون لأن القوانين ‏الإصلاحية المطلوبة لم يتم إقرارها فمن سينجح فريق تنفيذ مؤتمر ارز-1 ام فريق تعطيل مؤتمر أرز-1؟
‎ ‎
وهنا نشير بسرعة الى انه كان على فخامة الرئيس العماد عون منذ وصوله الى الحكم عدم إضاعة الوقت في السنوات ‏الثلاث الأولى في قرارات سواء استئجار بواخر ام عدم التركيز على الاقتصاد بل كان عليه القيام بما يفعله الان من ‏استنفار عال جدا في السنوات الثلاث الباقية من عهده لنهضة الاقتصاد اللبناني وعلى كل حال الفرصة متاحة الآن امام ‏عهد الرئيس عون لتنفيذ مؤتمر ارز-1 وقرارات أخرى مثل تخفيض العجز للخروج من الازمة الاقتصادية والسير ‏نحو النهوض الاقتصادي‎.‎
‎ ‎
اما الجندي المجهول الذي يشنون الحملات عليه وهو المنقذ الفعلي الحقيقي للعملة الوطنية اللبنانية أي الليرة وللاقتصاد ‏اللبناني وللاستقرار الاقتصادي فهو الحاكم رياض سلامة وقد فعل الكثير الكثير كيلا ينهار لبنان وابقاه واقفا على ‏رجليه جاهزا للنهوض من جديد اذا تجاوبت الحكومة والسلطة مع توجهات حاكم مصرف لبنان الذي وضع كل ‏الهندسات المالية والنقدية والاقتصادية لنهوض لبنان وعدم سقوط الاقتصاد وكان المحرك الفعلي جاهزا للنهوض من ‏جديد وكان حاكم مصرف لبنان المحرك الأساسي ونقطة في مؤتمر أرز-1 في باريس‎.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.