03-09-2019
مقالات مختارة
احمد الجارالله
احمد الجارالله
نعم ما قاله جعجع يستأهل التوقف عنده عربيا ودولياً، كي لا يضيع لبنان في لعبة المساومات التي رأينا احد فصول مسرحيتها أول من أمس على الحدود الجنوبية، واعادت انعاش صندوق الرسائل الإقليمية على حساب اللبنانيين.
مما قاله الرجل في زمن عز فيه الرجال في لبنان: “حافظنا على الشرعية عندما دق الخطر على أبواب الدولة، وهم وبكل بؤس ووقاحة يسخرون الشرعية لخدمة الدويلة في زمن قيام الدولة، لنا شرف التضحية للبنان حتى الاستشهاد، ولهم ترف التضحية بلبنان واللبنانيين حتى الهجرة والموت البطيء والإفلاس”، وفي ذلك تأكيد من أحد صناع التسوية الرئاسية التي أفضت إلى انتخاب حليف “حزب الله” رئيساً للجمهورية، أن لبنان المرتجى بات تحت الحراب الثلمة لحزب إيران، هذا الذي يحز الرقاب بتلك السكاكين الصدئة، ولا يبالي، ورهن أرانب السياسة التي تتقافز يميناً ويساراً وتثير الغبار.
اسمح لنا أيها الحكيم أن نصارحك، من موقع المحب للبنان الذي كان ذات يوم واحة فكر وحرية ورئة يتنفس منها العرب: إن دولة بثلاثة رؤوس لا يمكن أن تقوم لها قائمة، إلى حد أن أي زائر رسمي عليه المرور على هؤلاء الثلاثة، ويسمع مواقف مختلفة كأنها لدول عدة، فيما لكل منهم حاشيته السياسية وغير السياسية من الاتباع الطائفيين، وهو ما جعل مجلس الوزراء اللبناني نادياً لممثلي القوى المتحكمة بطوائفها وليس حكومة تدير بلد، فيما قراره في احد سراديب الضاحية الجنوبية، منه يصدر قرار الحرب والسلم، وفيه تصنع صفقات تبييض الأموال، وتوريط القطاع المصرفي بما لا يحتمل.
هذا اللبنان يا حكيم، هو فعلاً جمهورية موز وعروش عار، وليس جمهورية الأرز وآكاليل الغار التي تتوجت بشهداء لبنان في سبيل وطن حر مستقل، لقد بات دويلة يحكمها حزب مليارات الصفقات والاستقواء بعضلات الخارج، لذلك جاء العهد على شاكلة من يبيع بلده بثلاثين من الفضة، وليس ذاك الذي اردتموه لقيامة الدولة واستعادتها من الدويلة.
إن أنياب الدويلة البارزة أكثر من أي وقت مضى السبب فيها تلك الممالأة من أركان الحكم الذين عفروا جباههم من أجل الكراسي، وباتت برؤوس ثلاثة، الأول يبحث عن توريث سياسي على حساب مواطنيكم، والثاني حليف للسكين الإيرانية، فيما الثالث يفتش عن دور تخلى عنه طواعية من أجل أن يبقى في سدة رئاسة الحكومة، وما تبقى من الفرقة العازفة ألحان النشاز والخيبة، تطبل لهذا وذاك، تاركين اللبنانيين رهنا للمجهول، تهاجر نخبتكم إلى الخارج بحثا عن فرصة، ويرزح الباقي تحت عبء مديونية فاقت احتمال بلدكم عشرات المرات، وعقوبات مالية واقتصادية غربية تكاد تودي به إلى هاوية لا مثيل لها، فالمصانع تقفل، والمزارع تبور، والنفايات تغرق البلد، فهل هذا هذا هو لبنان الذي يطمح إليه شعبكم؟
أيها الحكيم تقولون في بلدكم”ضيعانك يا لبنان”، ونحن نقول لكم: خلاص بلدكم بكسر سكين الهيمنة الإيرانية، حتى لا يستشهد شهداءكم مرتين… سلمت على موقفك الجريء ايها الحكيم.
أبرز الأخبار