28-08-2019
صحف
لكن توضيح المصدر الوزاري عن عدم مقاربة المجلس تهديدات "حزب الله"، أكان دقيقاً، أم تهرباً من تحمل مسؤولية ما يمكن ان يقدم عليه الحزب، وان أكد غياب القرار الرسمي في المواجهة، والحد من دور الدولة، وتحجيمه هذا الدور ان وجد، فإن ذلك كله لا يلغي الخطر المحدق بالوضع الامني في ظل حسابات اقليمية متضاربة ومعقدة، لا فاعلية للبنان الرسمي فيها، ولا ينفي أيضاً ان الضربة، وفقاً لمصادر عدة، باتت أمراً محسوماً ينتظر التوقيت المناسب، خصوصاً ان تلك التهديدات حظيت بدعم ايراني واضح امس على لسان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن رد الحزب على اسرائيل سيكون قاصماً. وكتب في تغريدة: "دون شك سيدفع الكيان الصهيوني ثمناً غالياً على اعتدائه على كل من لبنان والعراق وسوريا، واعتداء تل أبيب على بيروت خطأ في حسابات نتنياهو وأن رد حزب الله سيكون صاعقاً ومزلزلاً".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مقربين من "حزب الله" ان الحزب يجهز لـ"ضربة مدروسة" لاسرائيل "بحيث لا تؤدي الى حرب كرد فعل على الطائرات المسيرة في بيروت".
في المقابل، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "قادة إيران والأمين العام لحزب الله" من تبعات أقوالهم وأفعالهم. وقال: "سمعت ما قاله نصر الله. اقترح عليه أن يهدّئ روعه… إنه يعلم جيداً أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وتعلم كيف ستجبر أعداءها على دفع الثمن. أود أن أقول له وللدولة اللبنانية التي تؤوي هذا التنظيم الذي يطمح إلى تدميرنا، وأقول ذلك أيضا لقاسم سليماني، احذروا بكلامكم واحذروا أكثر بأفعالكم".
وبينما استمرت التحقيقات اللبنانية لمعرفة موقع اقلاع الطائرتين وطريقة التحكم بهما من بعد، نقل موقع "إسرائيل 24" عن مصدر استخباري إن "الطائرتين المسيرتين كانتا في مهمة تجسس، وأن كمية المتفجرات التي كانت على متنهما، أعدت من أجل التدمير الذاتي وليست لأهداف أخرى". وقال المصدر إن "الطائرتين المسيرتين ليستا من صناعة إسرائيلية، وقد تم تعديلهما لمهمات عسكرية".
وكشف الموقع عن صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، تشير إلى مسار تحليق الطائرتين، أفاد أن "الطائرتين كانتا تداران من بعد من البحر الأبيض المتوسط، على مسافة خمسة كيلومترات من الضاحية الجنوبية لبيروت".
في غضون ذلك، تستمر المساعي الدولية لرئيس الوزراء سعد الحريري الدولية لضمان تأييد موقف لبنان الرسمي في "حقه بالدفاع عن النفس في مواجهة أي اعتداء". وبعد اجتماعه أول من أمس مع عدد من السفراء، اتصل امس بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأبلغه أن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الأخيرة.
وقال الحريري إن "لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر وتوجيه رسائل واضحة لاسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية". وأضاف أن "اعتداء اسرائيل على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين وجّه ضربة إلى أسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701، وأنه يهدد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة لا يمكن التكهن بنتائجه".
على صعيد آخر، بدأت الاستعدادات للاجتماع الاقتصادي الاثنين المقبل في قصر بعبدا والذي يجمع رؤساء كتل نيابية ورؤساء أحزاب وفاعليات اقتصادية، ووجهت الدعوات إلى عدد من النواب والشخصيات. وبرزت عقبة في التوقيت بعدما حددت رئاسة الحكومة الاثنين المقبل عطلة رسمية في مناسبة رأس السنة الهجرية.
وهدف الحوار الاقتصادي "البحث عن مخارج والتوصل إلى حلول تتطلب ارادات صلبة حتى لو تم سلوك خيارات موجعة". وسيكون اللقاء المنتظر، وفقاً للرئيس نبيه بري، "على شكل حوار اقتصادي يجب أن تؤدي حصيلته الى نتائج سريعة على أن يواكب هذه الطاولة فوراً إنجاز الحكومة الموازنة العامة لسنة 2020 على أن تتضمن إصلاحات جذرية ومدروسة بعناية تؤدي إلى خفض في العجز وفتح الابواب على جملة من الخطوات الإصلاحية ابضرورية".
لكن صورة ضبابية تشوب هذا الحوار حتى اليوم، اذ لا يملك المشاركون فيه أي رؤية لاقتراحات القرارات، وهم سمعوا عبر الاعلام عن "اجراءات موجعة" فيما سمعوا أيضاً من وزير المال علي حسن خليل ان لا نية لفرض رسوم أو ضرائب تطاول الفئات الفقيرة والمتوسطة.
ورفض خبراء اقتصاديون التعليق على الحوار في انتظار تبلور الافكار، لكنهم فسروا "الاجراءات الموجعة" برسوم على صفيحة البنزين والمازوت، وربما رفع الضريبة على القيمة المضافة على سلع غير اساسية لحياة المواطن وغيرها. وبدا واضحا ان الاجتماع لن يكون تقريرياً بدليل اعلان لجنة الاقتصاد والتجارة النيابية انها ستعد ورقة عمل لرفعها الى المجتمعين، في حين تعد دوائر الرئاسة الاولى ورقة أخرى تلخص فيها سلسلة افكار واقتراحات خرجت من لقاء الرئيس عون عدداً من الخبراء، الى سلسلة اجراءات كانت أعدت سابقاً ولم تطبق
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار