01-07-2019
مقالات مختارة
جورج الحايك
<p>كاتب وصحافي لبناني</p>
لكن بعد مرور عامين على انعقاد هذه القمة، ظهرت ملامح التفكك بين حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وتفشّي أزمات جانبية أدّت إلى انفراط التضامن العربي أهمها النزاع السعودي القطري، واندلاع الحرب الأهلية في ليبيا وانسحاب مصر من التحالف العسكري العربي (الناتو العربي) وحرب استنزاف في اليمن.
في ظل هذا الواقع، بَدا ترامب مرتبكاً، لا يستطيع الاعتماد على حلفاء متضامنين وأشداء في مواجهة طهران وحلفائها الأكثر تماسكاً وتضامناً، خاصة اذا أخذنا في الاعتبار انّ لدى ادارة ترامب نزعة بتجنّب تورّط الجنود الأميركيين بحروب مباشرة في الشرق الأوسط.
لم تنجح القمم العربية المتتالية في توحيد الدول العربية بل ظهرت في مؤتمر التعاون الاسلامي أكثر انقساماً من أي وقت مضى، والرهان على قمة مجلس التعاون الخليجي، الذي يَتشارك أعضاؤها الانتماء في الجفرافيا والعرق والايمان والتاريخ، لم يكن أفضل، ولم يتمكنوا من اتخاذ موقف واحد مشترك ضد ايران في ظل النزاع بين السعودية وقطر.
كل هذه التعقيدات الناجمة عن الخلافات الخليجية تؤثّر على المصالح الأميركيّة في المنطقة وتفشّل رهان ترامب على الدول العربية، إذ يرى بالعين المجردة كيف انسحبت قطر وبعدها مصر من التحالف العربي الذي كان يضمّهما إلى جانب السعودية والامارات والبحرين والكويت وعمان، وشعر بتردّد البحرين وعمان والحرج الكويتي، وسمع عن بعض التباينات بين السعودية والامارات حول كيفية التعامل مع النزاعات.
وأكثر ما يقلق ترامب انغماس السعودية في حرب استنزاف في مواجهة ميليشيا الحوثي في اليمن المدعومة من ايران، بحيث أصبحت ادارة ترامب مقتنعة بعدم قدرة السعودية القضاء على الحوثيين بسبب طول أمد الحرب وعدم حسمها وترتّب تداعيات إنسانية عليها. والتحالف العربي الذي تشكّل في بداية الحرب انفرط عقده تدريجاً ولم يبق إلى جانب السعودية والامارات سوى مشاركة محدودة من قبل السودان. وكتب الكثير من النقّاد الأميركيين عن فشل الجيش السعودي في إلحاق الهزيمة بالحوثيين، وهم أصغر جماعة شيعية موالية لإيران في المنطقة، وباتوا يتساءلون كيف ستتمكن السعودية من مواجهة ايران وبقية الميليشيات الموالية لها والتي تعد أكثر خبرة عسكرية من جماعة الحوثيين؟!
في المقابل، ثمة من يؤكّد بأنّ ترامب كان يعرف مسبقاً انّ التحالف العسكري العربي لن يدوم ولن ينجح، وكانت رغبته الأساسيّة بيع أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار إلى الرياض، وهو يهتم أكثر بتمويل شركات صنع الاسلحة الأميركية بدلاً من الدفاع عن حقوق الانسان، وهذا ما يجمع عليه العارفون بإدارته للسياسة الخارجية. علماً انّ هناك قانوناً اميركياً يحظّر على الرئيس بيع السلاح من دون موافقة الكونغرس الّا في وجود حالة طوارئ تتطلّب تصدير سلاح لمصلحة الأمن القومي الأميركي.
باتَ «الناتو العربي» حلماً أميركياً من الصعب تحقيقه، وربما تستبدله الولايات المتحدة بتحالف إسرائيلي سنيّ ضد إيران، وما زيارات وزير الخارجية مايك بومبيو سوى سعي إلى تحقيق هذا الهدف.
أخبار ذات صلة
محليات
ماذا طلب ترامب من هوكستين؟
أبرز الأخبار