30-05-2019
تقارير
المحامية ميرنا كميل الحاموش
المحامية ميرنا كميل الحاموش
قدح وذم, وتحقير الشعائر الدينية, استدعت تدخل السلطات القضائية, حيث احيل الملف لقاضي التحقيق الاول, الذي احاله بدوره الى القاضي جورج رزق والذي أصدر بحق الاسمر مذكرة توقيف وجاهية.
كل هذا, وسط موجة عارمة من الاستنكارات, من كل حدب وصوب، وكأننا في اوركسترا ضفادع.
منبر جديد فتح للكلام, فرصة للظهور الاعلامي للتصريح والتجريح.
اوقف بشاره الاسمر, ولم يقف النقيق, فما عاد يسمع لا صوت المعتصمين ولا المتظاهرين ولا صوت المعارضين. في المقابل موازنة التقشف تحاك بالقضم, كفأرة جائعة, تعبث بحقوق, الجامعة اللبنانية واساتذتها, المؤسسة العكسرية والمتقاعدين والموظفين ومستحقاتهم وأكثر ....
سلطة تقضم أجساد أبنائها ولا تبالي, لا بجوعهم ولا بقلقهم ولا بغربة ابنائهم, فالقضية المحورية هي اسقاط بشاره الاسمر!!!
وسقط ...
لا جدل, في انّ استقالة الاسمر كرئيس للاتحاد العمالي العام, كانت ضرورة محتمة. ولا شك في انّ توقيفه الوجاهي, قد يكون ساهم في امتصاص الغضب الشعبي, الذي اثاره كلامه . غير انّ التأخر في اطلاق سراحه, لم يكن مبرراً, حتى انّه اتخذ منحاً تعسفياً, خاصة وان القانون, يحدد حصراً الاسباب الموجبة للتوقيف الاحتياطي ومداه . وانّ كل توسع في استنباط اسباب التوقيف, يسقط عنه قانونيته ويلوي بالتالي, مسار العدالة بحسب مزاجية السلطة السياسية وأهوائها ويفتح الباب واسعاً لتطويع القانون, فيشعر المتابع لقضية بشاره الاسمر بأن هناك ترصداً ونية مسبقة للإيقاع به قصاصاً , لتعارض مواقفه مع المنحى العام للسلطة الحاكمة, بهدف نزع هذا المركز منه في هذه المرحلة الحساسة. وهذا يصب طبعاً في خانة إضعاف الاتحاد العمالي العام وتقويض عمله.
وهنا اقول ان " غلطة الشاطر بالف", ويا ليت الغيارى على شعور اللبنانيين ومقامات رجالاتهم يتحركون في كل الاتجاهات ويساهمون في ان يرصد القضاء كل ما هو سيىء ومعيب, فيحاسب كل الشتامين وكل من يمس بالكرامة الانسانية والوطنية وبحقوقنا كمواطنين .
فيلاحق السفهاء, ويمنعون من التسلط بالمنابر ويغرّمون جميعاً تعويضاً عن التجييش بشتى انواعه الذي تثيره خطابات الكراهية التي يطلقونها يومياً , فما يقولونه علناً على المنابر لا يقل عن كونه قدحاً وذماً بحق كل من خالفهم الرأي او المصلحة.
وليتجرأ سياسيونا على فتح ابواب مكاتبهم حيث تحاك المكائد فينضحون بما في نواياهم !!!
وليحاسبهم القانون جميعاً, علهم يصمتون!!!
فكونوا في سكوت اذاً !!!
ليسمع عاليا صوت بطريركنا الكبير مار نصرالله بطرس صفير صادحاً كفجر" من كان منكم بلا خطئية فليرجمه بحجر"
كل هذا لأختم !!!!!!
يا سياسيينا الكرام!!!
لستم طوباويين... فاتعظوا !!!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار