23-05-2019
محليات
في كلّ سنة تضرب لنا القديسة ريتا صاحبة العيد موعدًا لنا ولكم في هذه الكنيسة المباركة، لنشكر الله معكم على كلّ النعم التي يغدقها علينا وعليكم وعلى الكنيسة والإنسانية كلّها بشفاعة هذه القديسة المسموعة عند الله.
وفي هذه الأيام يقام في هذه الكنيسة، في سن الفيل، أكثر من عشرين قداسًا، وفي كلّ قداس ألف من المؤمنين أو أكثر، يأتون ويصّلون ويسجدون للرب ويلقون أمام قدميه المقدستين بشفاعة ريتا همومهم وأحزانهم وأوضاعهم، ويسألون الله أن يخفّف منها وأن يعطيهم أنواره ونعمته ليكمّلوا طريقهم في الحياة بقوّة إيمانهم.
لنفهم كيف أنّ القديسة ريتا تُدعى شفيعة الأمور الصعبة والمستحيلة، لأنّها آمنت بربّها يسوع المسيح الّذي قال لنا في إنجيله: ابن الإنسان سيُسَلّم إلى الأشرار، فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم ويتغيّر كلّ شيء، ينتصر على الموت وعلى العداوة والبغض، وبلباس أبيض صاعد من القبر، ليوزّع على الدنيا حلاوة الحياة.
نفهم من إنجيلنا أنّ الطريق إلى المجد والخلاص تمرّ بالصليب. لا شيء يأتينا من دون تضحية، ولا شيء يُبنى من دون عذاب. القديسة ريتا عاشت، هذا الصليب وهذه القيامة الّتي هي قيامة المؤمنين بقوّة الرب يسوع المسيح.
هذه القديسة ريتا نجتمع حولها اليوم بعد 600 سنة كانت امرأة مؤمنة تزوّجت رجلًا شريرًا، وأعطاها الربّ وَلَدين. لكن بفعل الظروف والعيش في إيطاليا من دون شرطة على قاعدة الحقد وأخذ الثأر، مات زوجها قتلًا ومات ولداها، فأصبحت وحيدة في الدنيا، لا مُعيل لها ولا أهل في ذلك الزمن، وكأنّها ماتت، ألهمها الله أن تذهب إلى الدير، وهناك تغيّر بالنسبة إليها كلّ شيء، الله معنا في إيماننا. البغض والحقد جبال في هذه الأيام. لا أحد يسمع لأحد، وفي حياتنا الخاصة ،أيضًا، هناك جبال من الهموم والمتاعب. من يزيلها؟ الإيمان بالرب يسوع المسيح، وصورة ريتا أمامنا الّتي أزال الله كلّ الجبال من أمامها، فأصبحت قوّة للجميع، وباتت تساعد غيرها للخروج من أوضاعهم الصعبة.
إنّ القديسة ريتا ليست هي من تصنع الأعجوبة، بل الرب صنع بها الأعجوبة، وهي صورة عن تغييرنا نحن أيضًا، إذا ما التزمنا معادلة الصليب طريق إلى القيامة. علينا إلا نخاف من الصليب.
الصليب صار نورًا وجسر عبور من الموت إلى الحياة. جسر تغيير. القديسة ريتا صارت ملهمة لكلّ إنسان يتعّثر في حياته، هي تعثّرت، قبله في حياتها والربّ دبّر أمرها وغيّر حياتها وصارت قديسة القديسات، بمحبّة مريم العذراء لها ويسوع مخلّصها وفاديها. نسألها أن تزيل جبال الهموم عن كلّ واحد منّا، وأن نتوكّل على الله توكّلًا عميقًا صحيحًا وأن نشعر أنّنا لسنا متروكين. يسوع المسيح قال: أنتم لستم متركين، أنا معكم لا تخافوا.
علينا أن نؤمن أن الله معنا. شفاعة القدّيسين تقوّينا. القديسة ريتا هي المثل الصالح لنا، أننا بين يدي الربّ. نصلّي للقديسة ريتا بشفاعة صلاتها، أن تزيل حواجز عدم التفاهم بين أهل لبنان والمسؤولين فيه ,ان تتقرّب قلوبهم أكثر بعضهم إلى بعض، أن يسعوا في إثر خير وطن واحد وهو وطننا جميعًا، وليتقرّبوا من بعضهم لبعض. يجب أن نصلّي على نيّة وضع السلام في القلوب لأن السلام ينبع من داخل الإنسان. نصلّي على نيّة وقف الحروب والتقاتل في الدنيا بأسرها. هناك هواء لكلّ الصدور وهناك أكل لكل الجائعين في الدنيا. ونحن مدعوون لنكون إخوة متضامنين. هكذا علّمنا المسيح. كلّنا إخوة، أبناء الأب الذي في السماء.
أيها المؤمنون تعالوا نطلب مزيدًا من الإيمان في قلوبنا ومن الرجاء في عالمٍ متغيّر أفضل ولبنان أفضل، يعيش فيه أبناؤنا وأجيالنا الجديدة كما عاش أباؤنا وأجدادنا بفرح. نسأل القديسة ريتا كل ذلك وأن تعطينا إيمانًا متجدّدًا بالرب يسوع المسيح. كان الله معكم وقبل صلاتكم وطلباتكم له. فليستجب الربّ دعاءكم وصلاتكم ويشملكم بعنايته ورضاه، له المجد والشكر من الأن وإلى الأبد.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
«خطايا بكركي» على طريق تعيين رئيس أساقفة بيروت
أبرز الأخبار