02-05-2019
محليات
وسئل جنبلاط في حديث لمحطة تلفزيون "العربية": هل كان بالامكان الاطاحة ببشار الأسد برأيك؟
أجاب: أعتقد سنة 2012 نعم، لكن عندما جرى الإتفاق الكيماوي في "بيتسبورغ" بين أوباما وبوتين، تخلوا نهائيا عن مناصرة الشعب السوري والقوى الوطنية شبه العلمانية. إذا، ثمن الصفقة النووية بين الغرب وإيران كانت سوريا... أحد الأثمان؟
أعتقد آنذاك كانت الثورات في أوجها ونذكر ممثل الإدارة بيل بيرنز في عمان وغيره.
سئل: هل هذا يعني أن بشار الأسد باقٍ 20 أو 30 سنة؟
أجاب: لا يستطيع أن يبقى. يبقى على ماذا؟ ركام سوريا؟ وعلى شعب مشرد في لبنان والأردن وتركيا؟ في كل مكان؟ على ماذا يبقى؟ هو باقٍ نتيجة الجيوش الموجودة في سوريا، الجيش الروسي والجيش الإيراني ثم ماذا؟
سئل: عمر البشير الرئيس السوداني قتل نصف مليون إنسان وبحقه مذكرة جلب وعاد المجتمع الدولي وإحتضنه. هل ممكن أن يحتضن المجتمع الدولي بشار الأسد ويعود إلى طاولة الجامعة العربية؟
أجاب: ثورة الشعوب ليس لها حساب دقيق. في سوريا، ثار الشعب في درعا ولذلك لا يريد بشار عودة كل المهجرين ولا أعتقد أنه يستطيع أن يكمل الطريق، هذا رأيي.
البشير حكم 30 عاما ومن قبله بوتفليقة حكم أيضا 30 عاما، ثم قال الشعب: كفى! سيأتي يوم يقول الشعب السوري كفى وحتى الشعب المهجر في الخارج سيقول كفى!
وردا على سؤال هل غالبية السنة في سوريا مع بشار الأسد، قال:" غير صحيح. بعض من سنة المدن معه، وهذه كانت لعبة حافظ الأسد بإستمالة البورجوازية السنية والمسيحية وغيرهم، أي إستمالتهم في الأعمال وترك الريف. لكن الريف الذي هجر من الغوطة، من داريا ومن غيرها من المناطق مثل حمص وحلب، هل جميع هؤلاء مع بشار؟
وعن قيادة سوريا مستقبلا، سأل جنبلاط: "هل ممنوع أن يكون هناك نظام مدني في سوريا أو حكومة مدنية؟ يجب أن يكون هناك ديكتاتور منذ عام 1970 وهو شخص واحد يدير سوريا؟ هل هذا معقول؟ ليس هناك بديل؟ بديل ديمقراطي؟ بديل حريات، تبادل أحزاب الى آخره؟ هذا المنطق أرفضه.
وعن الرسالة التي يوجهها للدروز، قال: "يوما ما ستأتي الحرية والدروز هم سوريون بالأساس، هم جزء من الشعب السوري علاقتي بالشعب السوري وبالانتفاضة السورية لم تكن موضوع علاقتي بدروز سوريا بل علاقة مبدأ مع الشعب السوري".
ورأى جنبلاط ان "الدور الإيراني أوصلنا إلى هذا الأفق المسدود حيث جرت المواجهة، او اليوم المواجهة على قدم وساق بين إيران والولايات المتحدة، وكنا بغنى أن تساند إيران النظام السوري على حساب الشعب السوري وأن تدخل إلى اليمن بهذه الطريقة واليوم يهددون بقصف كل مدن الخليج ولا يرى العراق بلدا عربيا".
اضاف:" سيعود الدور السوري عربيا، لكن الهوية العربية التي كنا نحلم بها آنذاك أو كانت في أوجها انهزمت في عام 1967 عندما إنهزم عبد الناصر ولكنها ستعود. نحن عرب. عرب مع التعدد والتنوع وليس على طريقة الأنظمة الديكتاتورية البعثية في العراق وسوريا أو حتى طريقة عبد الناصر.
وعن قتل والده كمال جنبلاط وفتحه صفحة جديدة مع النظام السوري في عام 1977، قال: "كنت مجبرا. ماذا عساي أقول؟ هل ننكأ الجراح؟ حصل ذلك نتيجة التحالفات الداخلية اللبنانية وحسابات خاطئة لبعض الفرقاء ثم كانت إسرائيل قد بدأت بإحتلال لبنان سنة 1977" مؤكدا الاستمرار بموقفه المبدئي بضمير مرتاح إلى آخر لحظة في حياتي. "ما حدا حاشرني مرتاح"!.
وبالنسبة الى وجود حزب الله بقوة في الحكومة، وان هناك شعورا ان لبنان أصبح دولة حزب الله؟ اشار الى "ان هذا خطأ،الحزب يمثل شريحة معينة من الشعب اللبناني ولكن بنفس الوقت يمثل الإمتداد الإيراني. لكن في يوم ما، لا بد من الوصول للبنان أولا أفضل لحزب الله من الامتداد الإيراني. لا بد من ذلك، ولكن هذا يحتاج إلى وقت.الحزب نشأ بعقيدة إيرانية وآنذاك حافظ الأسد هو الذي سهل وجوده في البقاع، ثم تمدد وكان الإحتلال الإسرائيلي بعد أن قاتلنا إسرائيل كحركة وطنية وقاتل إسرائيل (ياسر) عرفات، أتى الحزب واتت حركة أمل وكانت الأحزاب الأخرى، ثم إستفرد الحزب بقرار الجنوب. نحن نطمح الى ان تستفرد الدولة اللبنانية فقط بالقرار العسكري والأمني والجنوبي يوما ما من خلال الحوار.إتفقنا مع الحزب على تنظيم الخلاف. نحن نختلف مع الحزب حول موضوع سوريا والتدخل فيها من قبله ومن الإيرانيين. ولكن في الوقت ذاته، نعتبر أنهم قوة أساسية في لبنان، سياسية وعسكرية طبعا.
طرحنا في الماضي أيام الرئيس ميشال سليمان قضية الإستراتيجية الدفاعية أي أن يستوعب الجيش اللبناني، الدولة اللبنانية الجهاز العسكري للحزب ولكن هذا ليس قرارا موحدا لبنانيا، هذا قرار لبناني والحزب يوافق. ننتظر!
سئل: من يعيد التوازن الداخلي في لبنان؟ هل قيام حزب مسلح؟ أو ميليشيا أخرى؟
أجاب: "كلا، نحن نؤمن بالدولة ونؤكد هدا الموقف كل لحظة. الدولة فقط، وهم جزء من الدولة وأعتقد انهم سيدركون في يوم ما أن الدولة وحدها تحميهم".
وردا على سؤال قال:" لم يخسر لبنان علاقاته مع دول الخليج. لا يزال الخليج فاعلا في لبنان وعلينا أيضا أن نقول أنه لولا الخليج، لولا السعودية والإمارات وقطر، من أين هذا النمو الإقتصادي في لبنان؟
في نهاية المطاف، هناك الخليج والمهجر. الخليج تاريخيا كان ملجأ اللبنانيين، ملجأ الخير. ألم يدرك حزب الله في تهجمه على الخليج أن ذلك يشكل ضررا على اللبنانيين؟ هل من جالية لبنانية في إيران؟ كلا.
وعما اذا كان اتفاق الطائف لا يزال قائما اكد جنبلاط :" نظريا، لا يزال قائما، بالعرف يقال أنهم يختلفون على القرار والأعراف، ولكن نظريا لا يزال قائما. ليس هناك إتفاق آخر".
سئل: لكن تغيرت المعادلة، المكون الشيعي في لبنان لم يكن بهذه القوة عندما تم التوصل إلى إتفاق الطائف. هل أنتم بحاجة إلى إتفاق جديد؟
اجاب - أيضا أخالف الرأي لأنك تقولين شيعي وأنا لا احب هذه التسميات. حزب الله آنذاك رفض الإتفاق ثم إنضم معنا، حتى السيد نصرلله في عدة خطب أصر على الطائف وهناك أيضا الرئيس بري، حركة أمل مع الطائف.
واعتبر انه في الوقت الحاضر، ليس هناك تحالفات وليس هناك جبهات، وقد يكون هذا أفضل، يكون للشخص حرية حركة أكثر، 14 آذار إنتهى و8 آذار لا يزال موجودا على طريقتهم.
وقال:" عدم وجود معارضة ليس متعلقا لا بإيران وأميركا. كيف ستقوم المعارضة إذا الوزير نائبا وإذا ممثل العمال لا يحاسب الحكومة والمساءلة مفقودة والطبقة السياسية، وأنا منها، فقد المواطن اللبناني ثقته بها بدرجات متفاوتة"، عازيا ذلك الى نتيجة الفساد ونتيجة الطبقة السياسية التي تتحكم و"تسكر" على الجمهور العريض.
وعما اذا كان خائفا من إنهيار إقتصادي أو ثورة إجتماعية في لبنان؟ قال:"إذا سرنا بالمشروع الحالي، في مشروع التقشف، أعتقد أنه إذا ما جرى المس بالأمور الجوهرية أي المكتسبات المعيشية الأساسية للمواطن اللبناني، وللموظف اللبناني، أعتقد أن هناك ثورة إجتماعية، نعم. لذلك، يلزمنا الحذر في ما يتعلق بخطة تخفيض العجز".
سئل: هل تخاف على حرب جديدة في لبنان أو على لبنان؟
اجاب: نعم، هذا خوف تاريخي نتيجة العدوان الإسرائيلي، "نحفظه عن غيب" 1976 و 1982 وسواهما.
ورأى ردا على سؤال "أن حزب الله هو الأداة الأساسية في الدفاع ضد إسرائيل والمواطن على جبهة التماس، فيما نحن نسكن في الخلف، في المدن، هم في الأمام، يرون إسرائيل كل يوم.
وعما اذا كان الاميركيون سينجحون بتمرير ما يسمى بصفقة العصر أي السلام مع إسرائيل؟
قال:" لن ينجحوا لا بل ذلك مستحيل. وكما قلت أنه مستحيل على بشار (الأسد) أن يحكم سوريا ويستمر في طرد الملايين في سوريا في الداخل والخارج، كذلك مستحيل على الأميركيين أن ينقلوا فلسطين من مكان إلى آخر. هذا رأيي، وإذا نجحوا يكون مؤقتا".
اضاف:"الموازين في الوقت الحاضر ليست لصالح العرب، لكن في النهاية هناك قضية مركزية إسمها فلسطين. صحيح الثورات العربية الجديدة لا تتذكر فلسطين لأن عندها هم واحد هو الحرية والكرامة في مواجهة الأنظمة الديكتاتورية، الجزائر، عمر البشير، بشار، ولكن هناك قضية مركزية مؤجلة في الوقت الحاضر ولكنها لا تموت".
وتابع:" ما من سلام مع إسرائيل. هم جسم غريب في المنطقة، ولا أتكلم عن اليهود وتاريخيا هذه المنطقة متنوعة. اتى مشروع لاستيراد اليهود من روسيا وبولندا وأوكرانيا، من كل مكان، على أرض فلسطين تحت شعار أنها أرض بلا شعب. تبين أن هناك شعبا وله تاريخه العريق.الفلسطينيون لن يرضوا، مستحيل. حتى لو كانت بعض القيادات في آخر مراحلها لا ترضى بذلك، مستحيل".
واعتبر جنبلاط انه "في ظل هذا الضعف العربي، أميركا مستفيدة من بيع السلاح وتحريك سعر النفط صعودا أو نزولا والعالم العربي يغرق في الانقسامات"!
وحدد جنبلاط مشكلة لبنان بالطائفية المترسخة منذ عقود، مستذكرا "حاول والدي مع اليسار اللبناني الوصول إلى نظام لا طائفي، الحواجز كانت محلية ودولية ومنها حواجز عربية".
وسأل:" من قال أن إلغاء الطائفية يعني إلغاء الآذان ومنع الكنائس من قرع الأجراس، لكن على الاقل يشعر المرء أنه مواطن يملك الفرص المتساوية دون تمييز".
وردا على سؤال اكد عدم خوفه على حياة الدروز في الحياة السياسية اللبنانية وقال:"لا أخاف. الدروز جزء من هذا النسيج العربي العريق بكل المنطقة وكانوا في طليعة المناضلين. في الوقت الحاضر، المد العربي الكبير إنحسر مقابل عودة التكلم بالقبليات والطائفيات والانعزاليات ولكن ستمر، ولست خائفا"، مؤيدا طرح أن يرد بعض السياسيين اللبنانيين شيئا مما لديهم من أموال وثروات للشعب اللبناني" مشترطا نوافر الآلية المطلوبة، "وإذا ثبت أني أخذت (مالا)، أنا جاهز. ولكن قبل أن نتناول موضوعا كهذا، فلنطبق الضريبة التصاعدية. لا تزال في لبنان الضريبة على الدخل 15% بينما تصل في أي بلد آخر من 30 إلى 40%. هذا كان خطأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما ألغى ضريبة الثروة. هي رمزية في لبنان 3%، لكن في فرنسا يدفعون 30 و40 بالمئة.القانون يجب أن يجبرني يحاسبني ويجعلني أدفع.. نعم".
وما هي النصيحة التي يوحهها لتيمور بك؟ قال:" لم أكن كمال جنبلاط وهو لن يكون وليد جنبلاط. عليه أن يشق طريقه بيده وأتمنى له كل الخير. كما أتمنى له، خاصة أنه من جيل غير جيلي، ألا ينسى فلسطين.أرى فلسطين اليوم أو الكيان الإسرائيلي مثل قضية الحروب الصليبية قديما. آنذاك، كانوا منقسمين مع وضد الصليبيين وفي نهاية المطاف، رحلوا".
ولفت الى ان آخر خرطوشة عندي الرسائل السياسية عبر "تويتر". كنت أستند على مجلة "نيويوركر" ولكن خففت من قراءتها. الآن، أخترع الصور من "الآيفون"، وعلى "تويتر"، مؤكدا الاستمرار في في قراءة جريدتي "النهار" و"الأخبار". مضطر لذلك، لنرى الهجمات والسموم لبعض الكتاب. "ضيعان" جريدة "السفير".انا من العهد القديم. أفضل الورق مع "تويتر" أعطي بعض الإشارات البيئية السياسية و"شو بيطلع معي".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار