17-04-2019
محليات
والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، والوزير ريشار قيومجيان عن حزب “القوات اللبنانية”) طرحت “العموميات”، الا انه لن يبقى يتيما بل اجتماعات مماثلة ستتوالى، معتبرا ان عصب الخلاص يكمن في اقرار الموازنة العامة، مشددا هنا على ان الموازنة هي ملف منفصل كليا عن مكافحة الفساد.
جعجع الذي رفض التحركات في الشارع التي حصلت اليوم، قال: “لا افهمها” فلم يقر شيء بعد، واضاف اليوم تحرك العسكر، غدا المصارف، وبعد غد الهيئات الاقتصادية… فقد يخرب البلد إذا اراد كل قطاع التحرك في الشارع قبل اقرار اي خطوة.
واضاف: اتفهم مطالب من هم في الشارع، لكن ليس بهذا الاسلوب تعالج الامور، مشددا على ان القوات اول من يريد الحل، الذي يجب ان نصل اليه في فترة لا تتجاوز الاسابيع، مكررا ان الأزمة الحالية لا تحل بالشعبوية، بل يجب ان نتحلى بالمسؤولية، بغض النظر عن البحث “عمن هو المسؤول”. وبالتالي علينا ان نعمل كي لا نصبح في قعر الهاوية.
كلام نصرالله
اما بالنسبة الى الاطلالة الاخيرة لأمين عام حزب الله، وصف جعجع كلام نصرالله بـ”ليس في محله”، موضحا اننا نعيش في ازمة داخلية كبيرة، والجميع يعلم الى اين تتجه المنطقة، في حين لا يجوز ان يكون لبنان ساحة لتوجيه الرسائل، متمنيا على محور الممانعة ان يجد مكانا آخر لتوجيه رسائله.
وشدد على ضرورة ان تكون اولوياتنا مصالح الشعب اللبناني وعلى الجميع ان يعمل على معالجة ما يعانيه لبنان من مشاكل، وليس بمقدورنا ان نحل مشاكل المنطقة… فقدراتنا معروفة.
الحل المطلوب
وبعد ذلك، دار حوار مع الصحافيين، حيث قال جعجع ردا على سؤال حول رؤيته للحل، منذ زمن طويل نعمل على الحل وقد اجرينا الدراسات اللازمة، وايد “اللجنة” (في اشارة الى المجتمعين في بيت الوسط مساء الاحد) التي عليها “ان ترى ما يمكن فعله”.
واذ اشار الى ان تنفيذ خطة الكهرباء يشكل جزءا من الحل، قال: لكن هناك العديد من المشاريع، وقد اتفقنا في الحكومة على متابعتها، لافتا الى اهمية اشراك القطاع الخاص حيث العمل معه أسهل لغياب البيروقراطية الموجودة في القطاع العام، وهذا يجب ان يكون ضمن سلة لإخراج لبنان من أزمته.
وعن الرواتب والاجور، تحدث جعجع عن مجموعة من الخطوات، ليس فقط تلك التي تطال القطاع العام، حيث يجب ان نضع كل جهودنا للخروج من الازمة، مشددا على ان توجهنا واضح وهو طرح كل الحلول مع البدء بالقطاعات التي تتحمل أكثر من غيرها، خاصة وانه امامنا فرصة هذه السنة من خلال موازنة غير اعتيادية.
عون وباسيل
وسئل عن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي يحكمها الهدوء، في حين ان هجوم القوات يتركز دائما على الوزير جبران باسيل، اجاب جعجع: لا مهادنة، ولا هجوم، القوات تطرح ما لديها على طاولة مجلس الوزراء، وفي بعض الملفات نختلف مع الرئيس، ولكن “من يتاجر فيك كل يوم هو من تهاجمه”، كما ان للمراكز الدستورية “طبيعتها”. واضاف: حتى حزب الله حين يكون هناك موضوع يمكن ان نهاجمه فيه فإننا نفعل ذلك، لكن اليوم هناك ملف اهم يتجاوز الهجوم على حزب الله، الا وهو الملف الاقتصادي.
واستطرد جعجع للتذكير باننا لا نعترف بسلاح حزب الله، بل نعترف فقط بالجيش اللبناني، الوحيد المولج بالدفاع عنا جميعنا. وهنا اعتبر انه لو استطاع حزب الله ان يوصل الرئيس عون بمفرده لكان فعل ذلك من المرة الاولى. وبالتالي، لا نهادن الحزب من اجل الرئاسة خصوصا وان هذا الاستحقاق لا يزال بعيدا.
مؤتمر “سيدر”
وردا على سؤال، قال: “مسألة اليونان بدها كم اسبوع لتصل الى لبنان”، نحن نعمل وبجدية لكن يجب ان ننتظر 7 او 8 أشهر لنرى الخطوات عمليا. لافتا الى ان مؤتمر “سيدر” وعد بمنح لبنان القروض الميسرة.
وعن الشق الامني من توصيات “سيدر”، اشار جعجع الى ان هذه التوصيات لم تحدد مسؤولية لأية جهة، بل انها تحدثت بالمطلق، وبالتالي إذا لم نقدم على اية خطوة فان أشهرا قليلة تفصلنا عن الانهيار، مشددا علينا ان نطلق الاشارات الايجابية والعملية لتحسين النظرة تجاه لبنان ومن ثم اقرار موازنة معتدلة، “فتنقلب الامور من جهنمية الى حسنة”.
وعن السياحة المرتقبة، اجاب جعجع: الخليجيون جديون بزيارة لبنان، لكن يجب الا يسمعوا خطاب نصر الله الاخير الذي حمل تهديدا بالحرب.
السياسة الخارجية
وبالانتقال الى كلام باسيل في المحافل الدولية والعربية عن عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، اجاب جعجع: هذه ليست سياسة لبنان. موقفنا واضح من سوريا ونعتبر ان لا دولة موجودة فيها. كما ان ليس جبران باسيل وحده من يحدد سياسة لبنان الخارجية بل مجلس الوزراء مجتمعا.
وسأل جعجع عن اية دولة نتحدث حين تقوم برد رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والتي كانت قد اعدمته ويفترض ان تكون الرفات موجودة في “مكان رسمي”.
وتابع: الكلمة في سوريا هي لإيران بالدرجة الاولى ولروسيا بالدرجة الثانية. وبالتالي من نريد ان نعيد الى جامعة الدول العربية إيران ام روسيا؟!
اما بالنسبة الى الانفتاح اللبناني على روسيا الامر الذي قابله امتعاض اميركي، اعتبر جعجع انه علينا ان نرى اين تكمن مصالحنا ونتوجه اليها، منتقدا السياسيين الذين يتصرفون بنوع من المصالح الضيقة الشخصية، ومشيرا الى ان ليس لديه نية بزيارة روسيا في الوقت القريب، انما العلاقة معها عادية جدا.
العلاقة مع حزب الله
وفي هذا السياق، اشار جعجع الى ان استراتيجية الدولة الان مختلفة عما كانت عليه سابقا في سبعينيات القرن الماضي، مشددا على ان سلاح حزب الله غير شرعي، على غرار ما كان عليه السلاح الفلسطيني، لكن الفارق ان حزب الله لبناني انما سلاحه ايراني.
وعن التقاطع مع حزب الله حول عدد من الملفات على طاولة مجلس الوزراء، قال: لا نحن ولا حزب الله نحب المزاح، هم لديهم مشروع سياسي، ولا يوجد اي نقاط التقاء بيننا على هذا المستوى، موضحا ان مشروعنا لبنان ومشروعهم المنطقة ككل، والامور بيننا تقتصر على التعاطي بين الوزراء في الحكومة، ولا امكانية للحوار معه، لان نقاط الارتكاز الاساسية غير موجودة.
النازحون
وعن ملف النازحين السوريين، تحدث جعجع ايضا، معلنا ان العودة هي نقطة تفاهم تجمع كل السياسيين، لافتا الى الاقتراح الذي كانت قد تقدمت به القوات، مشددا على ان الاهم يبقى في تأمين العودة، لكن أصبحنا على قناعة ان (الرئيس السوري بشار) الاسد لا يريدهم.
وتابع: اللواء عباس ابراهيم، هو صديق مشترك نثق به وهو يعمل منذ فترة على الملف ويمكن ان تتم هذه العودة عبر المديرية العامة للأمن العام، انما اتضح ان الاسد ولأسباب استراتيجية لا يريد عودة النازحين، فلو اراد ذلك يمكنه ان يفتح حدود بلاده ويدعو ابناء وطنه ال
واذ اشار الى ان هناك جهات لبنانية مستفيدة، لفت جعجع الى وجود نازحين في قرى لبنانية تبعد بضعة كيلومترات عن قراهم السورية، التي يسكنها اليوم اشخاص من الطائفة الشيعية، مضيفا: الخطة معروفة يريدون شيعة على طرفي الحدود.
وفي هذا الإطار ايضا، أكد جعجع ان روسيا صادقة وتؤيد عودة اللاجئين غير ان إيران لا تريد ذلك، وبالتالي هذه القضية ابعد من بشار الاسد، لذا الحل الوحيد يكمن بعمل لبناني كثيف مع الجانب الروسي من اجل انشاء مناطق آمنة على الحدود، وعندها لا يستطيع الاسد ان يرفض هذه الخطوة، فهو لن يعادي موسكو.
وهنا، طلب جعجع من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية التركيز على هذه النقطة، لان عودة اللاجئين هي قرار سيادي لبناني، كاشفا ان القوات تحاول تشكيل lobby لهذه الخطة مع الرئيس سعد الحريري.
اسئلة متفرقة
وفي موازاة ذلك، تحدث جعجع عن ملف المخفيين قسرا في السجون السورية، مؤكدا انه يستكمل الموضوع حتى النهاية، وبالتالي، إذا كان هناك رفاة نريد ان نستلمها، وإذا كانوا احياء نريدهم، قائلا: سوريا اعادت رفاة إسرائيلي، فلماذا لا تسلمنا الاسرى اللبنانيين؟!
وبالعودة الى انتخاب الرئيس عون، أكد جعجع اننا لم نندم على ترشيح وانتخاب عون، كل امر مرتبط بظروفه، وكنا قد اتخذنا أفضل خيار.
وعن العلاقة بين الحريري وباسيل، (يفهم من حركة يده انها ليست ايجابية)، قال: لا يمكن الحديث عن تفاهم عميق بينهما.
وعن التعيينات حيث حصة القوات قليلة، أكد جعجع اننا لا نريد الدخول في كل هذه المعمعة، لان للتعيينات طريقة وحيدة وهي اعتماد مبدأ الآلية حيث تحترم الكفاءة والنزاهة.
وردا على سؤال، لم يرَ جعجع اي مؤشر يدل على ان حزب الله يريد ان يقوم باي عملية ضد اسرائيل، لان المواجهة هي أكبر من ذلك بكثير، ويجب الا ننسى العقوبات الاميركية ضد إيران والحرس الثوري وما ننتظره من عقوبات جديدة في ايار المقبل، وبالتالي لا امكانية لأي مغامرة من هذا النوع.
وعن اتهام نواب القوات بأنهم لا يقدمون الخدمات، اجاب جعجع: انا اعيش في بيت نائب (في اشارة الى النائب ستريدا جعجع) حيث الاتصالات لا تهدأ. النواب القوات هم أكثر من يخدم، ولكن في بعض الاحيان هناك اشخاص لا يريدون العمل، فنحن لا نقدم خدمات كتلك التي يقدمها التيار الوطني الحر، حيث يوظفون من لا يداوم في عمله، فنحن لا نريد هذا الشكل من الخدمات.
وعن الشائعات حول وضعه الصحي، اكتفى جعجع بالقول “شائعات…”
أبرز الأخبار