27-03-2019
محليات
وتميز اللقاء بالصراحة واتساع الافق في معالجة مواضيع مهمة وحساسة في طليعتها مسألة عودة النازحين السوريين، حيث ابدى رئيس الحكومة التشيكية أسفه لـ”فشل اوروبا في صياغة موقف موحد من الصراع في سوريا وعجزها عن القيام بدور فعال”. وأبدى استعداده “للمساهمة في الحلول”، متمنيا “تعاونا روسيا -اميركيا -أوروبيا الى جانب الدول الاقليمية المعنية”. وقال إنه مقتنع بضرورة محاورة الحكومة السورية، وابلغ انه فوجئ بأن النازحين يتلقون المساعدة الدولية في البلدات التي نزحوا إليها ويحرمون منها إذا عادوا الى بلادهم”.
من جهته، نوه باسيل بقرار تشيكيا الجريء في الحفاظ على سفارتها مفتوحة في دمشق رغم كل الضغوط والتهديدات بمعاقبتها، وأوضح لرئيس الوزراء التشيكي ان “مشكلة النازحين مفتوحة على مسائل خطيرة إذا لم يتم حلها بعودتهم آمنين الى بلادهم”، وقال: “لا يمكنهم البقاء في لبنان الذي سيعجز عن تأمين الحياة الكريمة لهم وبالتالي سيبحثون عن مكان آخر وستكون اوروبا وجهتهم الأولى بحثا عن العمل”.
وتحدث عن وجود خطة للتعاون الروسي – اللبناني – السوري، وقال: “يمكن لتشيكيا وهي مثل بولونيا وسلوفاكيا وهنغاريا، ان تنضم إليه. ان الخطة تحتاج الى دعم إنمائي، ولذلك نعمل لإقناع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالمساعدة وأي مشروع مهما كان صغيرا يعطي أملا بالعودة إذا تم تنفيذه بنجاح داخل سوريا”.
وجرى الاتفاق بين الجانبين على فكرة عقد مؤتمر في براغ او اي عاصمة اخرى لإيجاد الحلول وتجديد الدور الاوروبي الإيجابي في المساهمة بذلك.
وبعد الاجتماع مع رئيس الحكومة، عقد باسيل اجتماعا موسعا مع وزير خارجية تشيكيا طوماس بيتريتشيك، في حضور وفدي البلدين، وتناول البحث العلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا وأوضاع المنطقة. وقد أبلغ الوزير التشيكي نظيره اللبناني بأن “براغ مع العودة الآمنة للنازحين السوريين الى بلادهم كحل وحيد”. وقال ان بلاده “تقدم للنازحين سنويا ما يعادل 12 مليون دولار اميركي”.
بدوره، أشار باسيل الى مخاطر عدم حل أزمة النازحين، وتحدث عن آفاق التعاون الثنائي، لافتا الى وجود خلل كبير في الميزان التجاري بين لبنان وتشيكيا على حساب لبنان، مطالبا بتسهيلات لانتقال الاشخاص وتخفيف اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول.
وأكد أن “لبنان مقبل على مشاريع كبيرة يمكن للشركات التشيكية المشاركة فيها، فضلا عن انه منصة هامة للمشاركة في إعادة إعمار سوريا”.
وبعد اللقاء، عقد وزيرا الخارجية مؤتمرا صحافيا تطرق فيه باسيل الى موضوع الارهاب. وقد ثمن وزير الخارجية التشيكي دور لبنان في موضوع الارهاب، وقال: “شرحنا من جهتنا ان النموذج اللبناني المعتدل هو افضل نموذج لمقاومة الارهاب، وقد اكدنا رفضنا للمظاهر العنفية وآخرها ما حصل في نيوزيلندا، ونقول انه كما نجح لبنان في مواجهة التطرف الاسلامي هو مستعد لمواجهة اي تطرف مسيحي ايضا”.
وفي موضوع النزوح، قال باسيل: “أخذت تشيكيا موقفا رفضت فيه موقف الكوتا الذي اراده الاتحاد الاوروبي في التعامل مع النزوح، ونقدر هذا الموقف الذي عارضت فيه القرار الاوروبي من منطلق تقديرها لمصلحتها الوطنية العليا على الرغم من تهديدها بالعقوبات”.
أضاف: “موقفنا ان المصلحة الوطنية تعلو على اي مصلحة أخرى، وفي حالتنا هذه تكون المصلحة بعودة النازحين السوريين الى بلدهم”.
وتابع: “كذلك تشيكيا كانت متفردة بإبقاء سفارتها وسفيرها في سوريا عندما انسحب الكثير من الدول، وهي الان ستقطف ثمار خطوتها عند عودة الدول لفتح العلاقة مع سوريا. وهنا نحث تشيكيا على رفض الخطوة الاميركية بنقل سفارتها الى القدس وندعوها لاحترام القرارات الدولية المتعلقة بالنزاع العربي الاسرائيلي
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال باسيل: “الملاحظة الاساسية ان هناك ضعفا كبيرا في التبادل التجاري وخللا في توازن هذا التبادل بين لبنان وتشيكيا، ولمعالجة هذا الخلل طرحنا عدة افكار:
اولا: على صعيد الفيزا تخفيف الاجراءات المطلوبة لمنحها.
ثانيا: العمل على جعل الرحلات الجوية للخطوط التشيكية دائمة عوض ان تكون موسمية كما هي الان.
ثالثا: النظر في المنتجات التي يمكن تبادلها بين البلدين، وطلبنا فتح الاسواق التشيكية للمنتجات الزراعية والصناعية والتكنولوجية اللبنانية.
رابعا: فتح المجال للشركات التشيكية للمشاركة في الاستثمارات في لبنان في كل المجالات.
خامسا: استفادة تشيكيا من وضع لبنان وميزاته التفاضلية في مشروع اعادة بناء سوريا والمنطقة، والعمل سويا ليكون لبنان منطلقا لاعادة اعمار المنطقة تشارك فيها تشيكيا”.
أما في ما يتعلق بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فقال باسيل: “رفضنا ولا نقبل ان تمنح دولة لا حق لها أرضا لدولة أخرى لا حق لها. هذا يشكل اعتداء على القانون الدولي، ونرفضه بالنسبة الى سوريا وخصوصا إذا طال أراضي لبنانية”.
من جهته، رحب وزير خارجية تشيكيا بالوفد اللبناني، مشيرا الى أن لبنان هو الدولة الوحيدة التي “يرأسها رئيس مسيحي”، مقدرا التعايش القائم فيه.
وقال: “هذا البلد يمثل بالنسبة الينا شريكا مهما وله دور اساسي في بناء الاستقرار”. وأكد اهمية “التعايش والحوار بين مختلف الافرقاء فيه”.
وأوضح أن “الحديث تناول تطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية، ومساهمة الشركات التشيكية في مشاريع زراعية وسياحية”، متمنيا “تطوير التبادل التجاري وتنويع الصادرات بين البلدين”.
كذلك، تناول البحث موضوع الهجرة، فعبر الوزير التشيكي عن تقديره لدور لبنان في استضافة النازحين السوريين الذين يفوق عددهم المليون ونصف المليون. وقال: “نتفق مع لبنان بأنه لا بد من الوصول الى حل سياسي، وحل قضية النزوح يكون بالعودة وإعادة بناء بلادهم، ولا يمكنهم البقاء طويلا في لبنان”.
وأشار الى أن بلاده “تحاول مساعدة لبنان في التعامل مع هذه الازمة”، وقال: “قدمنا مساعدات خصوصا في مجال الطب والتعليم في مجال النازحين. منذ عام 2017 ساهمنا في مشاريع قيمتها 40 مليون كورونا، وفي العام الحالي لدينا مشاريع بقيمة 15 مليون كورونا”.
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
باسيل حاول اصلاح العلاقة مع مسعد بولس فهل نجح؟
أبرز الأخبار