18-03-2019
عالميات
ففي الساعات التي تلت المجزرة أدارت أرديرن (38 عاماً) الدفة بنجاح، وسارعت إلى وصف أسوأ حادث قتل جماعي تتعرض له نيوزيلندا في أوقات السلم بالإرهاب، وعكفت على طمأنة البلاد التي ظلت إلى حد كبير بعيدة عن العنف والخوف، الذي أصاب دولا أخرى في العقدين الماضيين.
وبعد يوم من الهجوم، كانت أرديرن على رأس مجموعة تضم شخصيات من أحزاب مختلفة لزيارة أسر الضحايا وأفراد في الجالية المسلمة، ووضعت الحجاب وعانقت أقارب الضحايا واستمعت إلى آرائهم حول ما ينبغي فعله وحرصت على مواساتهم.
وسارعت أرديرن أيضاً إلى جعل تشديد قوانين السلاح أولوية لحكومتها، وهي قضية قد تكون صعبة من الناحية السياسية.
وذاع صيت أرديرن، خلال انتخابات نيوزيلندا عام 2017، ولاقت الثناء في إطار موجة جديدة من الزعماء الشبان التقدميين، من أمثال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وتميزت أرديرن لكونها ثاني رئيسة وزراء تضع طفلتها، وهي في المنصب، بعد رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو.
كما ظهرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية في البرامج الحوارية الأميركية، واصطحبت رضيعتها معها إلى الأمم المتحدة العام الماضي.
لكن أرديرن لم تسلم من شكوك المنتقدين، الذين قالوا إن شهرتها قناع يخفي وراءه ضحالة وعجزا.
وواجهت الحكومة إضرابات حاشدة قام بها المعلمون في المدارس الابتدائية والعاملون في التمريض وسائقو الحافلات، للمطالبة برفع الأجور، لكن دون أن يلوح حل في الأفق.
وأعطت مأساة كرايستشيرش أرديرن فرصة للحديث إلى النيوزيلنديين، حيث قالت في خطاب وطني بصوت غلبته العاطفة، في بعض الأحيان، إن الهجوم لم يقع في نيوزيلندا لأنها أرض خصبة للكراهية أو العنصرية أو التطرف.
وأضافت جاسيندا أنه وقع “لأننا نمثل التنوع والرفق والتعاطف. ولأننا موطن لمن يشاطرنا القيم، وملاذ لمن يحتاجون إلى ملاذ. وهذه القيم لن ولا يمكن أن تهتز بسبب هذا الهجوم”.
أخبار ذات صلة