15-03-2019
عالميات
وقال مفوض الشرطة في البلاد، مايك بوش: “وجهت تهمة القتل إلى رجل في أواخر العشرينات من عمره، ومن المفترض أن يمثل أمام محكمة كرايست تشيرش غداً صباحاً”.
يذكر أن 41 ضحية من القتلى وقعوا في أحد المسجدين و8 آخرين بالمسجد الثاني.
وأكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، أن الشرطة ألقت القبض على أربعة (3 رجال وامرأة) لهم آراء متطرفة، لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة، مضيفة أنه تقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى.
وقالت: “رفعنا مستوى الإنذار من متدنٍ إلى عالٍ (…) وعززنا رد وكالاتنا على الحدود وفي المطارات”، مؤكدة: “لدينا مستوى رد مشدد على جميع المستويات”. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن منفذ أحد الهجومين على مسجدين في نيوزيلندا متطرف يميني أسترالي.
وقد عرّف المنفذ نفسه باسم “برينتون تارانت”، وبث فيديو على الهواء أثناء ارتكابه المجزرة داخل المسجد.
وقال مفوض الشرطة إن القتلى سقطوا “على حد علمنا في موقعين، في مسجد بشارع دينز وفي مسجد آخر بشارع لينوود”. ولم يتأكد المحققون من عدد مُطلقي النار. كما لفت بوش إلى أن الجيش فكك عبوات ناسفة عثر عليها في مركبات المشتبه فيهم.
وأضاف أن الشرطة تطلب في يوم الصلاة هذا، من جميع المسلمين تجنب التوجه إلى المساجد “في كل أنحاء نيوزيلندا”. وتابع: “ندعو الجميع في وسط كرايست تشيرش إلى عدم النزول إلى الشارع، والإبلاغ عن أي تصرف مشبوه”.
وطوقت قوات الأمن مساحة كبيرة من المدينة. وقالت الشرطة في بيان إنها “تستجيب بكامل قدرتها” مع ما يحدث، “لكن المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية”. وأثناء إطلاق النار، كان مسجد النور في شارع دينز يعج بالمصلين، بمن فيهم أعضاء فريق بنغلاديش الوطني للكريكيت، الذين لم يصابوا بأذى.
وقال أحد الشهود لموقع “ستاف.كو.إن زي” الإخباري إنه كان يصلي في المسجد عندما سمع إطلاق نار. وأثناء فراره، رأى زوجته ميتة أمام المسجد. وخصصت البلدية خطاً هاتفياً لذوي الطلاب القلقين على مصير أبنائهم الذين كانوا يشاركون في مكان غير بعيد بمسيرة ضد تغير المناخ.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن أحد الأشخاص الأربعة الذين ألقي القبض عليهم مواطن مولود في أستراليا.
وأشارت آرديرن في مؤتمرها الصحفي إلى “المشاعر المعادية للمهاجرين” كدافع محتمل، قائلة إنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص المتأثرين بعمليات إطلاق النار قد يكونون مهاجرين أو لاجئين “فقد اختاروا جعل نيوزيلندا وطنهم، وهو وطنهم. إنهم منا، أما الشخص الذي قام بهذا العنف ضدنا فليس منا”.
أما بالنسبة للمشتبه بهم، فقد قالت أرديرن “هؤلاء هم الأشخاص الذين أصفهم بأن لديهم آراء متطرفة ليس لها مكان في نيوزيلندا على الإطلاق”.
وقال مفوض الشرطة، مايك بوش، إن الشرطة ليست على علم بأشخاص مشتبه بهم آخرين، غير الأربعة الذين تم احتجازهم، لكنهم لم يكونوا متأكدين.
وقال بوش “تم القبض على المهاجمين من قبل رجال الشرطة المحليين (..) لكن دعونا لا نفترض أن الخطر قد انتهى”. وأكد أن قوات الدفاع قامت بتفكيك عدد من العبوات الناسفة المرتجلة، التي كانت متصلة بعربات توقفت بعد الهجمات. ودعا أي شخص يفكر في الذهاب إلى مسجد في أي مكان في نيوزيلندا يوم الجمعة إلى أن “يبقى في مكانه”.
ووقع إطلاق النار الأعنف في “مسجد النور” بوسط مدينة كرايست تشيرتش في حوالي الساعة 1:45 مساءً. وكانت رئيسة الوزراء قالت إن 30 شخصا قتلوا هناك. وقال الشاهد، لين بنها، إنه رأى رجلاً يرتدي ملابس سوداء يدخل المسجد ثم سمع العشرات من الطلقات، وتبع ذلك فرار أشخاص من المسجد في حالة رعب.
وقال بنها، الذي يعيش بجوار المسجد، إن المسلح فر من المسجد، وأسقط ما يبدو أنه سلاح نصف آلي وهرب. وأضاف “رأيت قتلى في كل مكان. كان هناك 3 عند المدخل وعند الباب المؤدي إلى المسجد وأشخاص داخل المسجد”. “إنه أمر لا يصدق. أنا لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يفعل هذا لهؤلاء الناس، لأي شخص. إنه أمر عبثي”.
وقال إن المسلح كان أبيض البشرة وكان يرتدي خوذة ونوعا من المعدات على رأسه، مما منحه مظهرا عسكريا.
وأظهر تسجيل مصور يبدو أن مطلق النار بثه حيا، الهجوم بتفاصيله المرعبة. يقضي المسلح أكثر من دقيقتين داخل المسجد وهو يطلق النار على المصلين الفزعين مرة بعد أخرى، وأحيانا يعيد إطلاق النار على أشخاص أطلق عليهم النار من قبل.
ثم يسير خارجا إلى الشارع حيث يطلق النار على أشخاص يسيرون على الرصيف. ويمكن سماع صراخ أطفال على مسافة لدى عودته إلى سيارته لجلب بندقية أخرى. ثم يعود المسلح مرة أخرى إلى المسجد، حيث يرقد ما لا يقل عن 24 شخصا على الأرض. وعقب عودته وإطلاقه النار على امرأة هناك يعود إلى سيارته، ويردد عبارة إرهابية عن “نار جهنم”، ثم يقود سيارته. وينقطع التسجيل.
وقالت الشرطة إن هناك عملية إطلاق نار ثانية في مسجد لينوود، حيث كشفت رئيسة الوزراء أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا هناك. وقال الرجل الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار إنه أسترالي أبيض يبلغ من العمر 28 عامًا جاء إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب على الهجوم. وقال إنه لم يكن عضوًا في أي منظمة، لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، رغم أنه تصرف بمفرده ولم تأمره أي جماعة بالهجوم.
وذكر أن مسجدين في كرايست تشيرتش ولينوود سيستهدفان، وكذلك مسجد ثالث في مدينة آشبورتون، إذا استطاع الوصول إلى هناك. وقال إنه اختار نيوزيلندا بسبب موقعها، لإظهار أنه حتى المناطق النائية من العالم لم تكن خالية من “الهجرة الجماعية”.
وتعتبر نيوزيلندا عامة بلدا مرحبا بالمهاجرين واللاجئين. والعام الماضي أعلنت رئيسة وزرائها أن البلاد سترفع من معدل استقبالها للاجئين من 1000 الى 1500 بدءا من 2020. وعمليات إطلاق النار الجماعية في نيوزيلندا تعد نادرة للغاية. وكان أكثرها دموية في التاريخ الحديث في بلدة أراموانا الصغيرة عام 1990، عندما أطلق المسلح ديفيد جراي النار، وقتل 13 شخصًا بعد نزاع مع أحد الجيران.
أخبار ذات صلة
عالميات
ألمانيا تعلن إفشال مخطط إيراني
أبرز الأخبار