05-03-2019
من دون تعليق
ليا القزي
ليا القزي
«رصيدك قليل. وضعنا بتصرّفك 3$ من «زيد رصيدك»، لاتصالاتك المحلّية بـ0.325$/ دقيقة (هي في الأصل 0.25$/ دقيقة)، وللإنترنت بـ0.20$/ ميغابيت، وللرسائل بـ0.065$/ رسالة (هي بالأصل 0.05$). إذا اخترت تستعمل من هالمبلغ، بينحسم 3$ من رصيدك بس تشرّج. لتلغي هالميزة، بعات D مجاناً عالـ1331، أو اطلب #13*». عدد من أصحاب البطاقات الخلوية المسبقة الدفع، المشتركين مع «ألفا»، قرأوا هذه الرسالة مُسبقاً. وصلتهم كلّما شارف رصيدهم على الانتهاء، أو لم يعودوا يملكون ما يكفي من «الدولارات». واضحٌ من اللغة التي نُصّت فيها الرسالة، أنّه يُبادَر إلى ضخّ دولارات إضافية في البطاقة الخلوية، من دون أن يكون المشترك قد اختار ذلك أو اشترك بالخدمة (التي تُقدّمها شركة «LibanCall») مُسبقاً. الأمر نفسه يتكرّر مع شركة «تاتش»، بخدمة يُطلق عليها اسم «Advanced Credit» (تُقدّمها شركة «Numbase»)، وتُشبه إلى حدّ كبير الخدمة «المفروضة» على مُستخدمي «ألفا». لدى «تاتش» خدمة أخرى من الفصيلة نفسها، إنّما بميزات مختلفة. يجري إطلاع المُشترك «العزيز» على الرصيد الباقي لديه، و«يُبَلَّغ» بأنّه مع خدمة «SOS Airtime» (تُقدّمها شركة «Mobinext»، التابعة لـ«InMobiles»)، يُمكنه الاستفادة من مبلغ دولارين يُزاد على رصيده، «لاسترجاعه مجاناً عند إعادة شحن البطاقة. خدمة SOS Airtime، مُفعّلة تلقائياً». كما في حالة «ألفا»، كذلك مع «تاتش»، تُفرَض الخدمة على المُشترك، ولكن «الأسوأ» بحالة المُشتركين مع الشركة الثانية، أنّه لا يُعلَمون بكيفة إلغاء الـ«SOS Airtime». فحتى لو كانت الخدمة مُقدّمة «مجاناً»، بمعنى لا يوجد بدل اشتراك فيها، ويُعاد استرجاع الدولارين من المُشترك من دون فرض فائدة عليهما، ولكن من حقّه أن يُقرّر وجود الخدمة على شريحته أو لا، خاصة أنّه «إذا استخدمنا أكثر من دولارين فيُسترد منا مبلغ الدين، مع فائدة»، على حدّ قول أحد المشتركين الذي اختبر الأمر. هذه الخدمات، تُعَدّ نموذجاً عمّا يُسمّى «خدمات القيمة المُضافة» في قطاع الهاتف الخلوي، أو ما يُعرف بـ«Value Added Services» (اختصاراً VAS)، التي يُنظر إليها على أنّها تُشكّل قيمة إضافية للخدمات الأساسية التي توفرها الشركات المُشغلة للهاتف الخلوي. فكلّ شخص حامل لجهاز هاتف، هو «هدفٌ» لمقدمي الخدمات الإضافية غير الأساسية، تتدرج من الدفع لقاء كشف هوية المتصل، إلى وضع الموسيقى على الهاتف، بيع الرسائل القصيرة بالجملة فتتحول الهواتف إلى صندوق بريد، بيع الأرقام الرباعية، وصولاً إلى الاشتراك بخدمة تتيح أن يتصل بك الناس من دون معرفة رقمك. العديد من المشتركين، فوجئوا بوجود رنّة على هاتفهم يسمعها كلّ من يتصل بهم، من دون أن يسبق لهم طلب تفعيل الخدمة. ويكون إنهاء الاشتراك غير المجاني، أشبه بحلّ الأحجية. وهناك من وجد نفسه فجأة يتبرّع لمراكز صحية أو يتكبّد دولارات إضافية لقاء اتصاله بأحد المحامين، بسبب اشتراك المُتصَل به بهذه الخدمة. خدمات إضافية أخرى، يشكو العديد من اللبنانيين من «توريطهم» بها. ولأنّ الرسائل القصيرة التي يتلقاها الناس عن الخدمات المُضافة تصلهم باسم شركتَي «ألفا» و«تاتش»، لا يعلمون بأنّ من يتواصل معهم «لاعب ثالث»، وليس الشركتين المُشغلتين للخلوي.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار