27-02-2019
محليات
وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان اوضح في مقابلة مع “القبس” اجواء الجلسة الاخيرة وما دار فيها، مؤكدا ان ثمة محاولة مقصودة لتضليل الرأي العام.
● لماذا تقف “القوات” رأس حربة في معارضتها وتظهر أنها ضد عودة النازحين الامر الذي يخسرها شعبيا؟
ـ اطلاقاً.. نحن مع عودة النازحين، ومطلبنا اساسي في هذا المجال. ولكن ما حدث في جلسة الحكومة أننا طرحنا موضوع النأي بالنفس عن الصراع في سوريا لنفاجأ ان الموضوع أخذ الى مكان آخر، اذ اعتبر رئيس الجمهورية أن لبنان لا يستطيع ان ينأى بنفسه بمعزل عن عودة النازحين.
وذكّر قيومجيان بمبادرات سابقة قامت بها أطراف لبنانية ولم يكن للقوات اللبنانية موقف سلبي منها، على غرار اللجان الخاصة التي شكلها حزب الله للتواصل مع الراغبين بالعودة، وكذلك مبادرة الأمن العام الذي أشرف ونظم عمليات عودة عدد من النازحين. حتى المفاوضات بين الجانبين السوري واللبناني إثر فتح معبر نصيب مع الاردن.
النقطة الجوهرية، بحسب قيومجيان، هو الخلاف على اعادة العلاقات مع النظام السوري لان ما يحصل اليوم هو ربط التطبيع مع نظام الاسد بعودة النازحين، فلو كان هذا النظام يرغب بعودتهم فعلا لكان تخلى عن الشروط المعرقلة التي وضعها إن لناحية القانون رقم 10 او فرض التجنيد الاجباري.
● ملف التطبيع مع النظام كان احد الاسباب التي أخرت تشكيل الحكومة، وبدا واضحا ان كل الوزارات المتعلقة بسوريا وعودة النازحين تولتها قوى حليفة للأسد. فكيف ستواجهون؟
لا شك ان هناك “هجمة” من حلفاء النظام باتجاه عودة العلاقات، ظهرت خلال عملية التأليف. ولأن هذا الملف خلافي كان هناك ضرورة لتضمين البيان الوزاري بند النأي بالنفس والتركيز في المقابل على الوضع الداخلي، لكننا فوجئنا قبيل الجلسة الاولى للحكومة بهذه الزيارات. يتسلقون موضوع النازحين لأنه مربح شعبيا ويدركون أن النظام لو كان يريد عودتهم لكان هيأ آلية لذلك، فيما موقفنا واضح مع عودة النازحين اليوم من دون احياء المجلس الاعلى اللبناني السوري، ولن ننجر الى خطاب شعبوي. وبمطلق الاحوال الوزراء الذين يذهبون الى سوريا هم وزراء دولة، فيما وزارة الشؤون الاجتماعية، التي اتولاها، هي التي تعنى بالنازحين وبالتنسيق مع المنظمات الدولية المختصة.
● كيف تفسرون موقف الحريري المهادن للرئيس عون في مقاربة هذا الملف، بينما تركت “القوات” وحيدة في المواجهة؟
ـ انا مخول بالحديث باسم “القوات”، ولكن من الضروري الاشارة الى موقف الوزير جمال الجراح الذي لاقانا في موقفنا الرافض للتطبيع مع دمشق، وكنا معه على تناغم تام. من دون ان ننسى أن وزراء الحزب “التقدمي الاشتراكي” كانوا سيعلنون موقفا متطابقا لموقفنا لو لم يختم الرئيس عون الجلسة.
● ما كان وقع كلام الرئيس عون عليك، عندما ذكركم بحرب الالغاء.. وهل نحن مقبلون على مجلس وزراء تصادمي؟
ـ يهمني ان اوضح أن ما جرى خلال الجلسة فسر على غير مقصده في الاعلام. لم أكن أريد استفزاز الرئيس، نحن عبرنا عن موقفنا من خرق مبدأ النأي بالنفس ومن زيارات وزراء الرئيس الى سوريا. والرئيس عون رد في إطار عرض للواقع التاريخي ومعاناته مع النظام السوري وقال: “انا واجهت السوري. وتعرضت للقصف وفي الوقت الذي كنت أحارب فيه السوري كنت انتَ في المقلب الآخر. كنت تقصف علي”. وهنا قلت له “نحن نحترمك فخامة الرئيس. انت بيّ الكل”. وانتهى النقاش بدون اي سجال.
اما في الاداء الحكومي، فيهمني ان اؤكد أننا دخلنا الى الحكومة بروح ايجابية وليس بنية التصادم، وجل ما نطالب به هو الالتزام بالبيان الوزاري ورفض استغلال موضوع النازحين لإعادة تعويم نظام الاسد.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار