08-02-2019
عالميات
وقال ترمب في خطابه حول حال الاتحاد أمام الكونغرس “حان الوقت لنحاول على الأقل أن نصنع السلام”، مضيفا “قاتلت قوّاتنا بشجاعة لا مثيل لها. وبفضل شجاعتها، أصبحنا الآن قادرين على إيجاد حلّ سياسي لهذا النزاع الدموي الطويل”.
وتحظى فكرة وضع حد للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بتأييد الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء، ويقول العديد من الأميركيين إنهم سئموا هذا النزاع البعيد عن أراضيهم والذي قتل فيه الآلاف من المدنيين الأفغان و2400 جندي أميركي.
لكن البعض يحذّر من انسحاب متسرع، إذ حذّر السفير الأميركي السابق في كابول راين كروكر من أن سعي ترمب للانسحاب من أفغانستان شبيه بمفاوضات السلام التي جرت في باريس خلال حرب فيتنام، حين كانت الولايات المتحدة تسعى يائسة لوضع حد للنزاع.
حركة طالبان تشهد أيضا تشهد تراجع نفوذها في ظل وضع أمني متدهور إلى حد يبعث على الخوف من أن تتفكك البلاد وتنقسم بين عدة فصائل كما هو الحال في سوريا
وكتب كروكر في صحيفة واشنطن بوست “في تلك الفترة كما اليوم، بدا جليا أننا بذهابنا إلى طاولة (المفاوضات) إنما كنا نستسلم. كنا نفاوض فقط على شروط استسلامنا”. وتابع “ستقدم حركة طالبان عددا من التعهدات، مع العلم أننا بعد أن نرحل وتعود طالبان، لن نعود نملك أي وسيلة لفرض الالتزام بأيّ من هذه التعهدات”.
وحاول الرئيس السابق باراك أوباما -الذي قطع على نفسه وعدا خلال حملته الانتخابية بوضع حد للحرب في أفغانستان- التوصل إلى اتفاق مع طالبان، لكن جهوده في هذا الصدد فشلت واستعادت الحركة قوتها ونفوذها.
ولا تزال واشنطن تتفاوض مع طالبان، ويتولى الموفد الخاص زلماي خليل زاد قيادة المحادثات. ويقول الموفد إن طالبان تعهدت بألا تعود أفغانستان في المستقبل قاعدة لعناصر أو مجموعات على ارتباط بالإرهاب الدولي.
وفي ظل بقاء المفاوضات مع حركة طالبان يحذر توماس جوسلين -من معهد الدفاع عن الديمقراطيات- من أن على الولايات المتحدة أن تلزم الحذر حيال طالبان، إذ سبق أن تراجعت الحركة في الماضي عن تعهدات قطعتها.
وقال جوسلين إن عناصر طالبان “تمتموا شيئا” لخليل زاد الذي “أخذ الأمر على محمل الجدّ فورا ويبدو أنه صدق أنهم سيمنعون أن تعود أفغانستان بؤرة للمنظمات الإرهابية الدولية”. ويرى الخبير أن “هناك أسبابا كثيرة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سلوك أحمق وأن ذلك غير صحيح”.
ومن أجل أن تحظى المحادثات بفرصة للتوصل إلى تسوية، لا بد -حسب رأيه- أن تتنكر حركة طالبان لتنظيم القاعدة الذي كان ينشط في أفغانستان في التسعينات ويقف خلف اعتداءات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
كما يحذر خبراء من أن المفاوضات الجارية بهدف دفع طالبان للتفاوض مع الحكومة الأفغانية، قد تنزع الشرعية عن السلطات في هذا البلد بعدم ضمها الرئيس أشرف غني إلى المفاوضات منذ انطلاقها.
وشدد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل هذا الأسبوع على وجوب إشراك كابول في المفاوضات. وقال متحدثا إلى لجنة في الكونغرس الأميركي “يجب في نهاية المطاف إجراء محادثات بين طالبان وأفغانستان”. وأضاف أن المفاوضات لا تزال “في بداية العملية”، مقللا من شأن التقدم الذي أحرزته حتى الآن.
ويقول مسؤولون أميركيون إن ترمب قرر في ديسمبر سحب نصف القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان وعددها حوالي 14 ألف عسكري. وأمر في الوقت نفسه بسحب القوات الأميركية من سوريا. وقال ترمب “مع تقدّم هذه المفاوضات، سنتمكّن من الحدّ من وجود قوّاتنا، والتركيز على مكافحة الإرهاب”.
وتأتي خطوة الرئيس الأميركي تزامنا مع إشارة العديد من المراقبين إلى أن الولايات المتحدة ليست في موقع قوة في المحادثات الجارية مع تراجع عدد قواتها المنتشرة من مئة ألف في عهد أوباما إلى 14 ألفا حاليا.
لكن الأستاذ في جامعة كولومبيا ستيفن بيدل يشدّد على أن حركة طالبان أيضا تشهد تراجع نفوذها في ظل وضع أمني متدهور إلى حد يبعث على الخوف من أن تتفكك البلاد وتنقسم بين عدة فصائل كما هو الحال في سوريا.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار