04-02-2019
محليات
وتشير أوساط سياسية راقبت المواقف الصادرة إلى أن ردود الفعل الغربية تميزت بالترحيب وإن اختلفت النبرة بين دولة وأخرى في التعبير عن الرغبة في التعاون مع الحكومة الجديدة، لكن معظم ردود الفعل هذه ركز على الوفاء بالتزامات لبنان. وجرى التذكير في هذا السياق إما بسياسة النأي بالنفس، (واشنطن وباريس) أو بإعلان بعبدا (الأمم المتحدة) أو بتعهدات لبنان في المؤتمرات السابقة الداعمة له (الاتحاد الأوروبي) كدلالة إلى ما ينتظره المجتمع الدولي من الحكومة.
وتسجل الأوساط إياها أنه في وقت أبدت واشنطن القلق من “تولي حزب الله مناصب وزارية”، فإن رد الفعل الفرنسي تميز عنها على رغم التقارب الأخير بين الدولتين في النظرة إلى الحزب، إذ أن تشدد الجانب الأميركي حيال “حزب الله” بات يقتصر على مراقبة مدى إفادته من المناصب الوزارية من أجل توفير موارد مالية لنشاطاته التي فرضت العقوبات عليه بسببها، ولم يعد يتناول توزير أو عدم توزير منتمين إلى الحزب وتسلمه حقيبة الصحة، بعد أن كانت واشنطن هددت بحجب المساعدات في حال آلت الصحة إلى من يسميه الحزب.
ومع أن الإدارة الأميركية ما زالت تراهن على دعم مؤسسات الدولة وتطويرها، ولا سيما الأمنية منها، على أنها قادرة على الإمساك بزمام الوضع الأمني في البلاد بحيث لا تترك الساحة لـ”حزب الله”، فإن عين واشنطن تبقى على المقاربة الإسرائيلية التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بقوله إن “حزب الله” يسيطر على الحكومة اللبنانية، معتبرا أن ذلك يعني “أن إيران تسيطر على الحكومة اللبنانية.
وذكرت هذه الأوساط ل،”الحياة” أن موقف فرنسا في إطار المجموعة الأوروبية بضرورة قيام آلية مستقلة للتبادل التجاري مع إيران، لتجنب العقوبات الأميركية على الأخيرة، والتي تم التوصل إليها عشية تشكيل الحكومة، لعب دوراً في تشجيع الحزب على الأخذ بالنصائح الفرنسية بوجوب وقف عملية تعطيل ولادتها، وببذل جهود من أجل التوصل إلى المخرج المتعلق بتمثيل “اللقاء التشاوري” للنواب السنة الستة حلفاءه في الحكومة. وهذا ما دفع قياديين من “تيار المستقبل” بإبداء الارتياح إلى الدور الذي لعبه الحزب في تسهيل إنجاز الحكومة، إذ كان رئيسها على تواصل مع قيادته لهذا الغرض.
وتذكر الأوساط نفسها، والتي تتابع عن كثب الموقف الدولي، أن “حزب الله” تلقى نصائح ورسائل عدة سواء مباشرة أو عبر إيران بوجوب تهدئة الموقف في لبنان وتثبيت الاستقرار في الجنوب، على إثر اكتشاف الأنفاق التي اعترف أمينه العام السيد حسن نصرالله، بأنه كان حفرها منذ زمن.
وتلاحظ هذه الأوساط أن المقاربة التي ترى أن مساهمة “حزب الله” في الإفراج عن الحكومة بتدويره الزوايا بين “اللقاء التشاوري” والوزير جبران باسيل حول المخرج المركب لتموضع ممثل “اللقاء”، تعتبر أنه جاء في مناخ إقليمي يظلله الحرص الدولي على الاستقرار اللبناني.
وتنتهي الأوساط التي ترى أن للدول العربية مقاربة تميل إلى التريث في التعليق على إعلان الحكومة الجديدة، إلى القول إن بعض كبار المسؤولين كان يتوقع خطوات مالية في اتجاه لبنان، تساهم في إنعاش أسواقه (إما ودائع أو استثمارا في سندات الدولار ويورو بوند بمبالغ عالية)، وانفتاحا اقتصاديا عليه بعد التأليف، قد يتحقق جزء منه من خلال مشاريع محددة، لكن لا بد من الانتظار لمعرفة المدى الذي سيذهب إليه.
أبرز الأخبار