مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار : الحكومة تنطلق في حقل ألغام سياسي‎ …‎

04-02-2019

صحف

بعد الولادة القيصرية لـ "حكومة العهد الاولى" بدا واضحاً ان لا انسجام بين مكوناتها، وان كانت الضرورات ‏تفرض بقاءها واستمرارها، وربما "ترطيب الاجواء" لضمان انطلاقتها في ظروف محيطة معقدة وخطرة لا ‏تسمح لاي فريق بالانسحاب أو التعطيل فيتحمل مسؤولية انهيار اقتصادي أو توتر أمني تكون ترتد تداعياته على ‏مسببيه وعلى البلد كله‎.‎

‎ ‎
وفي حين عرض الوزير جبران باسيل "عضلاته" على المكونات الاخرى في مؤتمر صحافي عقده السبت ليثبت ‏من خلاله "انتصاره" في عملية التأليف في حضور وزير "اللقاء التشاوري" حسن مراد، انطلقت حملة ردود ‏عليه بدأت من "اللقاء" نفسه ما دفع مراد الى توضيح تموضعه‎.‎
‎ ‎
لكن الرد الاعنف والذي طاول أيضاً رئيس الوزراء سعد الحريري فصدر عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ‏وليد جنبلاط بعد ترؤسه اجتماعا لـ"اللقاء الديموقراطي" اذ: "لاحظنا وجود أحادية بالتشكيل للأسف، وشبه غياب ‏لمركز أساسي في اتفاق الطائف، وهو رئاسة الوزارة، ولاحقاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية ‏جبران باسيل، بدا كأنه يضع الخطوط العريضة للبيان الوزاري، وكيفية العمل لاحقاً، من دون استشارة أحد، وهذا ‏يطعن بالطائف". وذكر بأن "كل مجلس وزراء كان يضع على الطاولة اتفاق الطائف اتفاق الطائف، لم يوضع هذه ‏المرة، وهذا لعب بالنار، ويؤدي إلى خلل كبير في البلد ولسنا مستعدين أن نقبل بهذا الخلل" (في اشارة الى عدم ‏توزيع نسخة من وثيقة الوفاق الوطني التي كانت توزع عادة على الوزراء مع نص الدستور والنظام الداخلي ‏لمجلس الوزراء‎)‎
‎ ‎
ولم يكد جنبلاط ينهي كلامه حتى جاءه الرد من رئاسة الوزراء عبر بيان جاء فيه: "إنّ رئاسة مجلس الوزراء لا ‏تجد في الكلام الذي يحاول النيل من دورها ومكانتها وأدائها في معالجة الأزمة الحكومية، سوى محاولة غير بريئة ‏للإصطياد في المياه العكرة والتعويض عن المشكلات التي يعانيها أصحاب هذا الكلام والتنازلات التي كانوا أوّل ‏المتبرعين بتقديمها… من المفيد أن يدرك كلّ من يعنيه الأمر، أن رئاسة مجلس الوزراء، المؤتمنة على الطائف ‏وعلى الصلاحيات التي أوكلها إليها الدستور، لن تكون مكسر عصا أو فشة خلق لأحد، وهي لا تحتاج إلى دروس ‏بالأصول والموجبات الدستورية من أي شخص، ولن يكون المجدي لأيٍ كان تزوير الوقائع، ولا سيّما ما يتعلق ‏بإعداد البيان الوزاري، والإيحاءات التي تحاول تعكير المسار الحكومي بدعوى العمل على تصحيح الأوضاع‎".‎
أما البيان الوزاري، فسيكون موضع بحث اليوم من دون توقع أي مشكلة حول صياغته بعدما استعار عبارات كان ‏اتفق عليها في بيان الحكومة السابقة، ونالت رضى جميع الاطراف. وعلمت "النهار" ان مسودة البيان التي تعدٌ ‏سرية، طبعت منها عشر نسخ وزعت على الوزراء العشرة الذين تتألف منهم لجنة صياغة البيان الوزاري. ‏والمسودة التي أعدها الرئيس الحريري تُعتبر نسخة منقحة عن بيان حكومته السابقة، سواء في اعتماد سياسة ‏النأي بالنفس أو في مواجهة العدو الاسرائيلي . وأبرز ما ورد في هذا السياق: "ان الحكومة تكرر التزامها ما ورد ‏في خطاب القسم لرئيس الجمهورية من ان لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في ‏المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسكه بسلمه الأهلي. من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات ‏الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه مع اعتماد سياسة خارجية ‏مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي حفاظاً على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاقٍ‎.‎
‎ ‎
وتؤكد الحكومة التزامها المواثيق والقرارات الدولية كافة بما فيها قرار مجلس الامن الدولي 1701‏‎."‎
‎ ‎
وجاء في الفقرة المتعلقة بالصراع مع اسرائيل: "فإننا لن نألو جهداً ولن نوفٌر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من ‏أراضٍ لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية، وذلك استناداً الى ‏مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة ابنائه. تؤكد الحكومة على ‏واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل ‏المشروعة، مع التأكيد على حق للمواطنين اللبنانيين في مقاومة للاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع ‏الاراضي المحتلة‎".‎
‎ ‎
وفي مسودة البيان ايضاً فقرة: "تؤكد الحكومة التزامها سياسة النأي بالنفس التي اقرتها الحكومة السابقة بكل ‏مكوناتها في جلستها التي انعقدت في 5 كانون الاول 2017‎."‎
‎ ‎
وفقرة أخرى تنص على"أن الحكومة تؤكد ان اتفاق الطائف والدستور المنبثق منه هما الاساس للحفاظ على ‏الاستقرار والسلم الأهلي والحافظ الأساسي للتوازن الوطني والناظم للتوازن الوطني والناظم الوحيد للعلاقات بين ‏المؤسسات الدستورية‎."‎
‎ ‎
واذ انعكس تأليف الحكومة ايجابيات اقتصادية أدت الى ارتفاع اسعار سندات لبنان الدولارية في الخارج، واعلان ‏البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير اليوم تعهدا لإنفاق 1.1 مليار أورو خلال السنوات الست المقبلة في لبنان، لخطة ‏إنفاق استثماري لمشاريع في البنية التحتية وقطاعات أخرى، الا ان الجرعة الايجابية التي تلقاها لبنان قد لا تدوم ‏طويلاً اذا لم تنطلق الحكومة في خطة اصلاح حقيقية تعيد تحريك مشاريع "سيدر" وغيرها. ولن يكون الامن ‏بمعزل عن الاصلاح اذ ان الخلافات المستمرة وعدم وجود ادارة موحدة وفاعلة في مطار بيروت تضع هذا ‏المرفق الحيوي على لائحة سوداء، فعلى رغم اتهام جهات خارجية "حزب الله" بانه يسيطر الى حد ما على ‏المطار، فان النزاعات بين الاجهزة المولجة الامن فيه، والتي تتكرر كل مدة، تسيء الى تصنيف لبنان ومطاره في ‏هذا المجال وتضعه تحت المراقبة مجدداً‎.‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.