16-01-2019
محليات
وتمنح تلك المبادرات أصحاب الشركات الناشئة أماكن ومساحات لتنفيذ مشاريعهم وأنشطتهم التجارية، فضلا عن المساعدة في توفير المعدّات والاستشارات الفنية المتخصصة.
وتقدّم المبادرات الدعم لطائفة واسعة من الأعمال والمشاريع المختلفة، التي تمتد من تصنيع الأغذية إلى أعمال التصميم، في إطار جهود تقودها غرفة التجارة والصناعة والزراعة في شمال لبنان، بمشاركة مبادرات متعددة.
وعلى سبيل المثال، يستقطب مركز التنمية الصناعية والبحوث الغذائية (إدراك) أعمالا ومشاريع في قطاع الأغذية في لبنان، ويوفر التدريب المجاني كل تخصصات كثيرة في هذا القطاع.
كما يوفر المركز لتلك المشاريع أماكن ومعدّات للاختبار والتطوير، ويساعد أصحابها على بدء المشاريع والبحث عن أسواق للمنتجات والخدمات التي يقدمونها.
وفي الوقت نفسه، تدعم جمعية حاضنة الأعمال في طرابلس (بيات) الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال توفير ورش عمل تدريبية ومساحات مكتبية لتأسيس تلك المشاريع.
وتعدّ تلك المبادرات واحة نادرة في بلاد تخيّم عليها آفاق اقتصادية قاتمة، وتعاني من واحد من أكبر معدّلات الدين العام في العالم حيث تصل نسبته إلى ما يعادل أكثر من 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى معاناة الاقتصاد من بطء النموّ منذ سنوات.
كما لحقت بالبلاد أضرار اقتصادية كبيرة نتيجة تداعيات الاضطرابات الإقليمية، وخاصة في سوريا والتي ساهمت في نوبات من الشلل السياسي.
ولكن في مساحة مكتبية في جمعية “بيات” تعمل مصممة الغرافيك رلى سويسي بجد وهي ترسم أحلاما كبيرة.
وتقول إن هناك الكثير من الأشخاص الذين تعرفهم والذين حصلوا على فرصة مع جمعية حاضنة الأعمال في طرابلس وأصبح لديهم بعد ذلك شركات كبيرة. وتضيف أنهم ربما ما كانوا ليحققوا ذلك لولا دعم الجمعية.
وأضافت أن أولئك الأشخاص الذين نجحوا عادوا لتقديم العون لنا. ونأمل أن نتمكّن أيضا من النجاح وتقديم أشياء مفيدة لاقتصاد البلد. وقالت إننا نستطيع خلق فرص عمل بدل أن نبحث عن وظيفة.
وأشادت بجهود جمعية حاضنة الأعمال في طرابلس التي تقدّم مساعدات للشباب الذين لم يكونوا يعرفون كيف يبدأون بتنفيذ مشاريعهم.
وتعتقد سويسي التي أسست شركة سما فيجوال وورلد بمساعدة الجمعية، أن الدعم المقدّم للشركات الصغيرة مثل شركتها هو فسحة نادرة من شأنها أن تساعد بعض الشباب على الاحتفاظ بالأمل.
وتضيف أن شمال لبنان من المناطق الضعيفة اقتصاديا، حيث ترتفع معدلات البطالة وأنه من الرائع وجود مثل هذه المبادرات التي تساعد الشباب على عدم اليأس وأن تفعل شيئا لإعمار البلد بدل مغادرته.
ولا يُخفي القائمون على هذه المبادرات قلقهم من تأثير غياب حكومة التي يمكن أن تدير دفة السياسة ومعالجة الاضطرابات الاقتصادية على مستقبل تلك المشاريع الناشئة.
وفي صناعة مختلفة يشارك جوني تاسلاكيان في ملكية شركة “نيكد فودز” الناشئة، التي تنتج شرائح البرتقال المجفف والجريب فروت المجفف. وحصل هو وشريكه على المساعدة اللازمة من تلك المبادرات حتى يقفا على أقدام ثابتة.
ويقول تاسلاكيان “نحن بالتأكيد ما كنّا لنصل إلى ما وصلنا إليه لو المساعدة التي قدمتها لنا غرفة التجارة والزراعة. حصلنا على دعم كامل من المسؤولين فيها ونحن نوجه لهم الشكر الكثير”.
ويضيف أنه لولا تلك المساعدة التي شملت التحضير لتأسيس المشروع وتقديم المعدات والاستشارات لما تمكنا من تحقيق النجاح.
ويقول خالد العمري مدير مختبرات غرفة التجارة والزراعة إن الغرفة درست السوق ووجدت أن معظم المشاريع وخاصة الصغيرة تجد صعوبات كبيرة في البدء بنشاطها، وتخشى المغامرة باستثمار فوق طاقتها لتأسيس المشروع.
ويضيف “نحن نقول لهؤلاء الشباب تعالوا وجربوا عندنا لمدة سنة لنرى مستقبل المشروع الصغير. إذا كبر المنتج وصار قابلا للتسويق نستطيع وقتها أن نساعدكم بإيجاد فرصة في مكان ما في شمال لبنان لتنفيذ المشروع” .
وقال توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس إنه “بدل أن تصدر هذه المنطقة الجوع والفقر والعنف والتطرف… نحن نحاول أن نصدر العلم والمعرفة التخصصية وقصص النجاح”.
وشدد على أن تلك الجهود لن تتوقف في يوم من الأيام لتحقيق قصص النجاح وتصديرها إلى مدينة طرابلس ومنطقة طرابلس الكبرى وعموم لبنان.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار