27-12-2018
محليات
وكان نتنياهو قد طرح مطلبه هذا خلال جولة ميدانية قام بها على الحدود مع لبنان، أول من أمس (الثلاثاء)، مع عدد من وزراء الكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية)، أمضوا خلالها 5 ساعات برفقة قادة الجيش في المنطقة. وأكدت تلك المصادر أن إحدى القيادات «لم تحب» هذه الزيارة، خوفاً من أن تستخدم في الحملة الانتخابية لنتنياهو، التي بدأت بتبكير موعد الانتخابات. فهي لا تحبذ إقحام الجيش في الانتخابات بأي شكل، وتلاحظ بأن نتنياهو يستغل مكانته كوزير للأمن لتكريس شخصية «رجل الأمن الأول
وفي هذه السياق، كان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أبيحاي مندلبليت، قد توجه إلى نتنياهو وطلب منه إنزال شريط مصور له مع جنود الجيش الإسرائيلي في الجبهة، ودعاه إلى الحذر في هذه الأمور الحساسة
وفي السياق نفسه، يجد نتنياهو نفسه حرجاً، لأنه كان قد أعلن فقط قبل شهر، أنه لا يجوز تبكير موعد الانتخابات في الظروف الأمنية التي تعيشها إسرائيل، وهي في خضم عملية أمنية كبرى لتدمير أنفاق «حزب الله». وقد سئل عن سبب تغييره هذا الموقف وما الذي حصل في هذا الشهر، حتى لم يعد تبكير موعد الانتخابات جائزاً. فأجاب أن الحملة قد انتهت، وما تبقى منها يتم في إطار الأنشطة العسكرية الاعتيادية. وقد رد الجيش بالقول إن مثل هذا الأمر لا يكون صائباً في إطار الأنشطة العسكرية الاعتيادية، وما زال بحاجة لمواصلة البحث عن الأنفاق واستنفاد الموارد والفترة المطلوبة من أجل إنهاء البحث عن الأنفاق كافة. ويعني ذلك أن الجيش يريد ألا تتملص الحكومة من مسؤوليتها في تمويل الحملة من الميزانية الاحتياطية من جهة، ويريد أن يظل بعيداً عن الحسابات الانتخابية لرئيس الحكومة.
ووفقاً لأحد المسؤولين في الجيش، فإن نتنياهو يرى أن الاستمرار في هذه العملية والتوتر الأمني الذي تسببه في الجبهة الشمالية، لا يحقق له أي فائدة انتخابية. لذلك يريد الإعلان عن إنهائها. ولكن الجيش الإسرائيلي بالمقابل، يحاول حالياً إرجاء الإعلان عن انتهاء العملية قدر الإمكان، واستعراضها في وسائل الإعلام على أنها تنطوي على أهمية كبيرة. وقال مسؤولون سياسيون شاركوا في المداولات الأمنية حول الموضوع إن معارضة الجيش الإسرائيلي إنهاء وصف النشاط كعملية عسكرية ليس نابعاً من دوافع عملانية صرفة. وأضافوا أن البحث عن أنفاق عبارة عن عملية هندسية وحسب، وجميع أجهزة الاستخبارات تقول إن «حزب الله» احتوى تدمير الأنفاق، ولا رغبة لديه بالعمل ضد إسرائيل.
لكن مسؤولين سياسيين من محيط نتنياهو اتهموا الجيش بالحسابات السياسية، وقالوا إن قادة الجيش سعوا إلى تضخيم أهمية وتعقيد العملية، لأن رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، كان معنياً بحرف أنظار الرأي العام عن الأحداث في الجبهة الجنوبية وتفادي الضغوط من اليمين لتصعيدها
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار