20-12-2018
محليات
وشدد بو عاصي في مقابلة غبر اذاعة “CHIN” (هنالك اسم اخر، اعتقد صوت النجوم) في اوتاوا على انه وزير للمحتاجين وليس للفقراء من دون التمييز طبقيا او مناطقيا او دينيا لان الناس متساوون بالفرح والحزن والالم، لافتاً الى انه حاول توسيع مساحة الفرح والامل لدى الناس لذا كان من المهم لديه القيام بزيارات للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والايتام والنساء المعنفات والمدمنين والسجناء وجميع الشرائح الضعيفة في المجتمع.
بو عاصي اعتبر ان الاساس عند الاهتمام بالشرائح الضعيفة هو المسار المتبع لان لا محطة وصول في هذا الملف، لذا يجب ان يكون المسار مبنيا على القيم والمبادئ لا تقنيا فقط، لافتا الى انه لا يمثل شخصه فقط بل مجتمعاً متكاملا مع السلطة السياسية فيه. كما اشار الى ان هناك منظومة رباعية الاضلاع للعمل الاجتماعي، تضم الفرد الاكثر احتياجاً وهو في صلب هذه المنظومة اضافة الى المجتمع وجمعيات المجتمع الاهلي والدولة.
وتوقف عند “مشروع دعم الاسر الاكثر فقرا” التابع للوزارة، شارحا: “انه برنامج مهم يساعد العائلات الاكثر فقرا في لبنان وكان من المفترض ان يساعد 44 ألف عائلة لبنانية الا انه وبسبب التسييس والزبائنية وقلة الجدية ارتفع عدد العائلات الى 104 الاف عائلة ما كسر النظام القائم لذا اتخذت قرارا صعبا بإعادة تقييم العائلات المستفيدة وتخفيض العدد الى 44 ألف بطاقة كي ننجح بالاهتمام بهم، من خلال تأمين مساعدات غذائية وطبابة واستشفاء وتعليم لأولادهم. وأطلقنا اليوم برنامج “التخريج” الذي يساعد الفقير للخروج من فقره.”
اما فيما خص الادمان فوصفه بو عاصي بكارثة الكوارث، متمنياً من الشباب الابتعاد عن هذه الآفة مهما كانت الاسباب اذ نسبة الشفاء من الادمان متدنية جدا، مركزا على دور المجتمع والوزارة في توعية الشباب لعدم الانجرار لتجربة اي نوع من انواع المخدرات. وتابع: “في حال دخل الفرد في هذه المنظومة لا اقبل بأن نحكم عليه لأنه ضحية، لذا يجب ان نعمل لاحتضانه فهو أكثر من يعاني، وان نعمل على مساعدته بالتعاون مع المجتمع الاهلي”.
ونوه بو عاصي بعمل الجمعيات الذي يدل على ان مجتمعنا حي وديناميكي ومتضامن ومتماسك، مشددا على اهمية التفاعل بين الجمعيات والوزارة لوضع السياسات العامة والمعايير الواجب اتباعها بمنطق التكامل والشراكة والدعم المالي، ومتوقفا عند الصعوبات التي تواجه الوزارة بسبب موازنتها التي تشكل 1% فقط من موازنة الدولة ما يمنعها من القيام بواجباتها كافة.
اما في ملف النزوح السوري الذي له جوانب عدة، فنبه من ان يصبح الشعب اللبناني شعبا عنصريا، فالعنصرية لا تؤدي الى اي امر ايجابي، مذكرا بمنعه استغلال قضية النازحين في الانتخابات النيابية الاخيرة، ومؤكدا ان النازحين ضحايا وليسوا مجرمين لذا سارع من اليوم الاول لمساعدتهم للمحافظة على القيم والمبادئ الانسانية
وعن العلاقة مع المانحين، جدد التأكيد انه لا يقبل ان يقوم المانح بأي مشروع او مساعدة من دون المرور بالدولة اللبنانية لأننا دولة ذات سيادة ولسنا ملعباً او مساحة جغرافية، مشيراً الى انه في البداية واجه بعض الامتعاض ولكن مع الوقت تحسن الامر.
بو عاصي تطرق الى الموقف السياسي من النزوح، مذكراً ان لبنان الدولة الاكثر استقبالاً للنازحين رغم المعاناة التي يعيشها ابناؤه، مضيفا: “انا سياسي ووزير ونائب مسؤول عن مصلحة الشعب اللبناني فقط ولست هنا لإرضاء أحد بل لأدافع عن مصالح الشعب اللبناني واكرر ان لبنان لا يستطيع تحمل هذا العبء، فهو أصبح في خطر”.
وتابع: “خلال جولاتنا على النازحين السوريين كنا نحضرهم للعودة الى بلادهم وهذا ما قلناه للمانحين والمنظمات الدولية، فالنازح هو ضيف في لبنان. ولكن للأسف، لم المس حماسة مفرطة لدى النازحين حتى من كبار السن للعودة الى سوريا، وعدم العودة ينعكس على تغيير صورة لبنان الذي نعرفه وهو امر خطير”.
واعتبر ان لا حل الا بعودتهم الى بلادهم، خصوصا الاطفال الذين ولدوا وترعرعوا في الخيم كي يستطيعوا تأمين مستقبلهم وحياتهم، متحدثاً عن اهمية ايجاد حلول سريعة لان مساحة المناطق الامنة في سوريا أكبر من مساحة لبنان كما ان اعدادا كبيرة من السوريين يعيشون حياة طبيعية هناك.
وزير الشؤون الاجتماعية رفض ربط ملف العودة بالحل السياسي فهو امر غير مقبول خصوصاً ان لا حل سياسي في الافق. وذكر بما جرى في لبنان بعد الحرب، اذ شهد حلا سياسيا الا ان بلداته لم تشهد عودة اهلها اليها ولا يزال بعضها مهجرا حتى اليوم.
بو عاصي تحدث عن زيارته الى كندا، لافتا الى ان كل جولة خارج لبنان تكون مناسبة للقاء الجالية اللبنانية لأنهم ليسوا معزولين عن المجتمع الأم فيستمع الى هواجسهم وتطلعاتهم ويتواصل مع لبنان المغترب الذي يلعب دورا ثقافيا واجتماعيا وحضارية واقتصادياً اساسيا لاستمرار لبنان.
واعتبر ان هذه الزيارات تعيد الى ذهنه سنوات النضال التي عاشها في فرنسا رغم ان الظروف اليوم تحسنت، مستذكرا تلك المرحلة بالقول: “فترة الاغتراب جميلة على المستوى الشخصي فتعلمت الكثير من فرنسا على المستويين الثقافي والحضاري ولكن كان هناك جرح كبير في قلبي لبنان المحتل واعتقال الدكتور سمير جعجع والرفاق واضطهادهم وهجرة الشباب من دون اي مقومات. وكنا نسعى لتحقيق هدفين اساسيين هما تحرير لبنان من هيمنة الاحتلال السوري واخراج الدكتور جعجع من معتقله لذا حافظنا على رغبة النضال ومساعدة لبنان لأننا مقتنعون بأن لبنان بلد لديه مقومات الحياة والتطور وهذه القناعة لا تزال راسخة فينا.”
وختم بالتشديد على انه سيسلم وزارة الشؤون الاجتماعية، التي كان له شرف تمثيل الشعب فيها، لخلفه كما تسلمها فهي ملك الشعب اللبناني وليس ملك السياسيين، فهم مجرد عابري سبيل، آملا ان تتشكل حكومة في وقت قريب ليسلم هذه الامانة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار